حردان: أكدنا على طاولة الحوار ومع الإخوة في التجمُّع أنّ تحصين لبنان يبدأ بتفعيل المؤسسات وبقانون انتخابات يعتمد النسبية والدائرة الواحدة

استقبل رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان وفداً من تجمّع العلماء المسلمين برئاسة رئيس الهيئة الإدارية الشيخ الدكتور حسان عبد الله، وذلك بحضور رئيس المكتب السياسي في «القومي» الوزير السابق علي قانصو ومدير الدائرة الإعلامية العميد معن حمية، وعضو المجلس الأعلى قاسم صالح.

وحيا التجمُّع شهداء الحزب السوري القومي الاجتماعي الذين يرتقون في مواجهة الإرهاب والتطرف على أرض الشام، وأثنى على مواقف الحزب.

عبدالله

وبحسب بيان للمكتب الإعلامي للتجمع، أدلى الشيخ عبد الله بتصريح للصحافيين بعد اللقاء قال فيه: تشرّفنا بزيارة الإخوة في الحزب السوري القومي الاجتماعي، وكان اللقاء مناسبة للنقاش حول الأوضاع التي تمرّ بها أمتنا بشكل عام ولبنان بشكل خاص، وقد كانت وجهات النظر متطابقة، وأكدنا كتجمّع للعلماء المسلمين على الأمور التالية:

أولاً: هنأنا الإخوة في الحزب السوري القومي بالشهداء الذين ارتقوا أخيراً في الدفاع عن سورية، وأقصد هنا سورية لا الشام وحدها، وهذا يؤكد مرة أخرى على وطنية وقومية هذا الحزب الذي كان مدافعاً ومقاوماً منذ تأسيسه.

ثانياً: استنكرنا الأسلوب المهين واللاوطني والذهاب إلى التطبيع طوعاً مع العدو الصهيوني في ما تناولته محطة «أم تي في» بخصوص شهداء المقاومة، وخاصة الاستشهادية سناء محيدلي، وأكدنا ضرورة قيام الدولة بواجباتها في منع المحطات من التوهين برموزنا وشهدائنا.

ثالثاً: أكدنا أنّ التدخل التركي السافر في الأزمة السورية هو دليل إضافي على أنّ هذه القيادة الموجودة في تركيا تسعى إلى إعادة الأطماع العثمانية في بلادنا، وما لعبة المنطقة الآمنة إلا ذريعة لتقسيم سورية ودليل على انخراط هذا البلد في دعم الإرهاب، ونحن نعتقد أنّ ذلك سينقلب عليه عكساً وسيجرّ على تركيا ما ليس في مصلحة شعبها ومستقبله.

رابعاً: هنأنا المقاومة على العملية التي بُشّرنا بها اليوم في النيل من محرك إرهابيّي متفجرة برج البراجنة، وهذا يؤكد أنّ المقاومة تستطيع النيل من أعدائها، ونحن ننتظر مزيداً من الانتصارات ستكلل إنشاء الله بالقضاء النهائي على الإرهاب في منطقتنا مهما طال الزمن.

خامساً: أكدنا أهمية معالجة القضايا الاجتماعية والاقتصادية للناس الذين لم يعودوا قادرين على التحمّل، والإسراع في الوصول إلى قانون انتخاب عصري ونراه في قانون النسبية على أساس لبنان دائرة انتخابية واحدة.

حردان

من جهته قال حردان: تشرّفنا اليوم بزيارة وفد من تجمّع العلماء المسلمين، ونحن نرحب بالاجتماع بهم دائماً لأنّ كلّ جلسة مع الإخوة فيها غنى من خلال تبادل الأفكار ووجهات النظر في كلّ ما يخدم مصلحة بلادنا واستقرارها والدفاع عنها في مواجهة العدوان الذي يطال كلّ كيانات أمتنا.

وأضاف: إنّ خيار المواجهة هو خيار أكيد وثابت لأننا مؤمنون بأنّ شعبنا له الحقّ في استمرار تقدّمه وحياته والحرص على حضارته وتاريخه وثرواته، والحفاظ على إمكانيات وجوده وقوته لمواجهة العدو الصهيوني وكلّ الأدوات التي نراها الآن تضرب مدننا وقرانا وبلداتنا وتدمّر الممتلكات والأرزاق، ونحن لا نرى في هذه الأدوات إلا وجهاً آخر للعدو «الإسرائيلي».

وتابع حردان: شكرنا للإخوة تهنئتهم وتبريكهم وتعزيتهم بشهدائنا الذين ارتقوا دفاعاً عن الأرض وعن وحدة الحياة في بلادنا، ودفاعاً عن الاستقرار والسيادة ضدّ هذا العدو الإرهابي الذي يقتل البشر ويدمّر الحجر، ونحن من هنا نقول إنّ معركتنا هي معركة حق، وهي حتماً منتصرة على الظلم والعدوان.

وتابع حردان: نحن أدنّا وندين ونواجه كلّ القوى التي تموّل وتسلّح وتدرّب وتفتح الطرقات لهؤلاء المسلحين الذين يجتاحون أرضنا، ونخصّ بالذكر تركيا التي تتحمّل المسؤولية والتي يتكشف دورها يوماً بعد يوم، وهي لا تريد خيراً لبلادنا، بل إنها في كلّ ما تمارسه تبرهن أنها تريد دمار بلادنا وخرابها.

وفي ما يخصّ الأوضاع في لبنان قال حردان: لبنان جزء من المنطقة، ولا يمكن أن يكون معزولاً عنها، ولا يمكن أن يكون مستقراً استقراراً كاملاً إلا إذا استقرّت كلّ المنطقة، ولذلك يجب أن يساهم لبنان في استقرار المنطقة، من خلال تحصين ذاته واستقرار، ونحن نرى أنّ هذا التحصين يبدأ في إعادة تفعيل المؤسسات، كلّ المؤسسات، لأنّ لبنان الآن بلا مؤسسات، رئاسة جمهورية غير موجودة، حكومة غير فاعلة، مجلس نيابي توضع عليه شروط لعدم تفعيله، المؤسسات الأساسية التي تقود البلاد هي مؤسسات معطلة، ومن هنا طرحنا على طاولة الحوار أفكاراً حول تسوية للداخل اللبناني بما يحفظ هذا الاتجاه داخل لبنان، ونحن نقول نعم للحوار المنتج، ونرى أنّ الحوار منتج لأنه ضرورة للبنان واللبنانيين، ولا بدّ من التفتيش عن تدوير الزوايا لقضايانا حتى نقيم تسوية تحفظ ثوابت لبنان، وفي الوقت ذاته تنقذ هذا البلد من الانهيار وتعيده إلى دورة الحياة الطبيعية. وهذا لا يمكن أن يتمّ إلا بانتخاب رئيس جمهورية، وبإيجاد قانون انتخابي يجمع بين اللبنانيين ويساوي في ما بينهم، لذلك نحن طرحنا على طاولة الحوار والآن أكدنا نحن والإخوة في تجمّع العلماء على أنّ لبنان يجب أن يكون دائرة انتخابية واحدة، وأن يعتمد قاون الانتخاب النظام القائم على قاعدة النسبية، لكي يكون عادلاً ومنصفاً للبنانيين جميعاً.

وفي ما يخصّ التطاول على الشهداء، أكد حردان أننا نخوض حرباً على الإرهاب ليس فقط في الميدان، بل نخوض حرباً حتى في الإعلام، وللأسف فإنّ بعض وسائل الإعلام في المنطقة وفي العالم ككلّ يُستعمل للتضليل، وهذا التضليل يبدأ بإسقاط كلّ المعايير والثوابت التي تتعلق بالدفاع عن الكرامة والسيادة والأرض والحق، لافتاً إلى أنّ التضليل يجري أيضاً بمعايير تخلط بين المقاومة والإرهاب وهذا «عدوان ناعم» مرفوض ولا نقبل إلا أن نضعه في خانة خدمة العدو الصهيوني وخدمة الإرهاب في هذه المنطقة.

وتابع: الإعلام يجب أن يكون مهنياً وواقعياً ويجب أن يتمتع بخلفية وطنية تساعد لبنان على النهوض، ولا بدّ في هذا المجال من احترام الشهداء واحترام التضحيات التي دُفعت في سبيل لبنان واستعادة كرامته وحريته من خلال دحر العدو «الإسرائيلي»، وهذا الكلام نخصّ فيه كلّ المقاومين، ومن بينهم الشهيدة سناء محيدلي. لذلك إذا كان بعض الإعلام لا يملك هذه الثقافة وهذا الحسّ بالمسؤولية الوطنية فعليه أن لا يكون موجوداً، وبعض الإعلاميين وبعض الشخصيات التي نأسف أن نورد هذا الأمر الآن، لكنّ هؤلاء الإعلاميين يخضعون أو هم من المرتشين من بعض الدوائر الخارجية التي تروّج لهذا التضليل، الذي يشوّه دور المقاومة في لبنان والمنطقة، ونحن جميعاً سمعنا اعترافات السفير فيلتمان أمام الكونغرس الأميركي حين أقرّ بأنهم دفعوا مئات الملايين من الدولارات بهدف تشويه صورة المقاومة في لبنان والمنطقة. أما إذا كانت نوايا هؤلاء صادقة وأهدافهم وطنية كما يقولون فعليهم أن يتراجعوا ويعتذروا ويقوموا بدور فعّال خدمة لوحدة لبنان واللبنانيين.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى