«الاضطهاد في الكنيسة الأرثوذكسية المقدسية» عنوان مؤتمر صحافي في القدس المحتلة
دفعت الممارسات والسياسات التي ينفذها بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية المقدسية ثيوفوليوس والبطانة المحيطة به من مطارنة وكهنة يونان تجاه المطارنة والكهنة العرب في فلسطين المحتلة إلى تحرك من خلال عقد مؤتمر صحافي في قاعة مركز يبوس الثقافي بالقدس، شارك فيه المطران عطا الله حنا مطران سبسطية والديار المقدسة ومديرة مركز يبوس وممثلة مؤسسات العمل الأهلي بالقدس رانيا الياس والأستاذ المحامي نبيل مشحور نائب رئيس المجلس المركزي العربي الأرثوذكسي في الأردن وفلسطين، وكذلك شارك بكلمة عبر الهاتف من الأردن الأرشمندريت خريستوفورس رئيس دير السيدة العذراء في دبين وأدار المؤتمر الصحافي الكاتب الصحافي والإعلامي راسم عبيدات، وقد أجمع المتحدثون على أن المؤتمر هذا جاء بعد أن طفح الكيل من البطريرك ثيوفوليوس وبطانته المحيطة به، خصوصاً أن المسألة لا يمكن أن تختزل في مطالب شخصية أو قضية قطع راتب لهذا المطران وذاك الأرشمنديت، بل هي مطالب طائفة بكاملها تشعر بأنه يجري تهميشها وإقصاؤها عن موقعها ودورها في الكنيسة ومؤسساتها.
وفي هذا السياق قال المطران عطا الله حنا: «بأن الإنسان يستطيع أن يعيش من دون راتب ومن دون طعام كذلك، ولكنه لا يستطيع العيش من دون كرامة واستقامة وقيم»، وشدد على أن المطلوب هو عملية إجراء تغيير جذري في المؤسسة الكنسية وكذلك إصلاح جذري، فسياسة الترقيع والمطالبات والمناشدات لم تعد مجدية، وهي لم تلق آذاناً صاغية أو حتى استجابات جزئية.
وكذلك أكد المتحدثون أن «بدلاً من أن تجري ترقية وإثابة من يقفون إلى جانب رعيتهم وكنيستهم ويعبرون عن مواقف عروبية ووطنية وقومية، تجري معاقبتهم وتهميشهم وإقصاؤهم، في حين من يعملون على تخريب النسيج المجتمعي والإساءة إلى الطائفة بدعوة أبنائها للتجند في جيش الاحتلال، نرى أنه يجري احتضانهم والاستمرار في دفع رواتبهم، في حين تتخذ إجراءات تعسفية بحق المطارنة والكهنة العرب المخلصين لكنيستهم ورعيتهم ووطنهم وأمتهم، إجراءات تطاول لقمة عيشهم بقطع رواتبهم وعمليات نقل تعسفي لهم غريبة عن بنيان الكنيسة ومصلحة الرعية» على حد تعبير الأرشنمدريت خريستوفورس.
وتتابع المتحدثون في المؤتمر قائلين إن «وضع الكنيسة بسبب القيادة الحالية أصبح مهدداً بالانهيار، إذ يرى البطريرك أن المؤسسة الكنسية هي بمثابة مزرعة له وللبطانة المحيطة به من مطارنة وكهنة يتصرفون بها كيفما شاؤوا من دون أي اعتبار لمصالح الطائفة أو الرعية، وجرى بيع وتأجير العديد من أملاك الكنيسة من دون الرجوع أو معرفة أبناء الطائفة، ناهيك عن تسريب العديد من أملاكها لجهات مشبوهة ما ألحق الضرر بسمعة الكنيسة والطائفة».
وأجمع المتحدثون على ألا وجود لخلاف بين أبناء الطائفة والشعب اليوناني وحكومته، بل نحن نكنّ لهم ولمواقفهم المشرفة من قضيتنا الفلسطينية كل الاحترام، وليس لنا أي خلاف مع من يأتي، بطريركاً كان أم كاهناً يونانياً، لتقديم خدمة روحانية ودينية وإنسانية واجتماعية ووطنية، ولكن الخلاف على من يتجاوزون دورهم وصلاحياتهم، ويقصون المطارنة والكهنة العرب عن دورهم ومسؤولياتهم في المؤسسة الكنسية، إذ لا يوجد أي مطران عربي في المجمع المقدس أو المجلس المختلط.
وأضاف المتحدثون على أن ما يقوم به البطريرك والمحيطين به من إجراءات وممارسات عقابية بحق المطران عطا الله والكهنة العرب لن يخفيهم ولن يردعهم عن مواصلة دورهم وفعالياتهم الاحتجاجية من أجل تصحيح الوضع القائم، وهم لن يلتفتوا إلى هذه الإجراءات والممارسات العقابية والتي يعتبرونها غير شرعية.
من جهته، أشاد عريف المؤتمر الصحافي الكاتب الصحافي والإعلامي راسم عبيدات بالدور الوطني والقومي للمطران عطا الله حنا، هذه الشخصية التي تحظى بثقة واحترام أغلب أبناء شعبنا الفلسطيني، تلك الشخصية التي ما فتئت تعمل من أجل تعميق الوحدة والتآخي والتسامح بين أبناء شعبنا الفلسطيني، ودورها الوطني والقومي وانحيازها لرعيتها ولطائفتها والدفاع عن حقوقها، ورفض التفريط بأملاك الكنيسة يجعلها تتعرض لحملات ظالمة سواء من قبل الاحتلال أو الجهات المنتفعة والمستفيدة والمفسدة في داخل المؤسسة الكنسية وخارجها.