سلمان: جبهة الشمال استنفرت الشعور القومي تجاه اللواء السليب

دمشق ـ سعد الله الخليل

فيما تستمر المعارك العنيفة على الشريط الحدودي مع تركيا في ريف اللاذقية الشمالي، برزت زيارة أحمد الجربا إلى ريف اللاذقية. وعلى رغم غموض تفاصيل الزيارة، إلا أنها تركت تساؤلات حول توقيتها والدعوة للتحضير لمؤتمر «جنيف ـ3» في وقت يستمر الحراك الشعبي والسياسي حول العالم، لتعرية مشروع أردوغان التهجيري بحق السوريين الأرمن.


الجربا بين كسب وجنيف

وكان لافتاً ما أعلنته مواقع «المعارضة» عن زيارة رئيس «الائتلاف المعارض» أحمد الجربا جبال اللاذقية، إذ أعلن المكتب الإعلامي للجربا أنه «زار جبل التركمان وجبل الأكراد بريف اللاذقية».

وتعقيباً على التطورات في كسب وتوقيت زيارة الجربا والإعلان عن التحضير لمؤتمر «جنيف ـ3» رأى عضو المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي الدكتور صفوان سلمان في حديث إلى «البناء»، أن الحدث العدواني على كسب يجب أن يقرأ في إطاره الصحيح، وهو أنه اعتداء تركي صريح بمشاركة مجموعات مسلحة ضمن إطار ما يسمى جبهة الساحل، المشكلة من خليط من «الجبهة الإسلامية» و»جبهة النصرة» وفصائل إرهابية أخرى، وبالتالي فإن هذا الاعتداء بناء على الطريقة التي تم بها وعلى طبيعة القوى المشاركة به، هو اعتداء ممهور بخاتم سماح ورعاية أميركي، ومن بعض الأطراف العربية المعروفة إضافة إلى أبعاده الانتهازية المتعلقة بالوضع السياسي التركي.

ورأى سلمان أن الهدف من وراء الاعتداء خلق إيحاء بتوازن جديد للقوى تم إيجاده عبر ما يسمى جبهة الساحل، ما يتيح المجال أمام محاولة جديدة لتحريك العجلة الدبلوماسية نحو زحزحة الموقف السوري، الذي بدا عصياً على الخروج عن ثوابته في الجولة الثانية من «جنيف ـ2»، وهنا يمكن أن نقرأ بعض التحركات عديمة الجدوى كالزيارة التي أشير إليها في الأخبار عن قيام الجربا بزيارة إلى تلك المنطقة، أضف إلى ذلك إدخال الملف الاستثنائي الجديد وهو ملف الاشتباك الدولي الجديد الغربي- الروسي، حول المسألة الأوكرانية، ولكن ومرة أخرى يبدو أن القاعدة الأساسية في المشهد السوري هي أن معادلة الصراع على الأرض بين الدولة السورية والقوى المسلحة المدعومة غربياً وعربياً، هي التي تحرك أو تخمّن معادلات الحركة الدبلوماسية وليس العكس.

واعتبر سلمان أن هذا التدخل العدواني الذي يجري التعامل معه من قبل الجيش والقوى السورية المؤازرة له، سيبقى ضمن إطار محدود الرقعة، لعوامل بعضها متعلق بالمواجهة الحازمة لهذا التدخل، وبعض آخر بمحدودية قدرة تلك المجموعات على خرق أكبر وتوسيع الرقعة، والعامل الثالث متعلق بمحدودية السماح المعطى للطرف التركي في الإيغال بالتدخل في الملف السوري.

وتابع سلمان: «بعض الأطراف التي تحاول أن توجد الذريعة لمتابعة الحركة الدبلوماسية في إطار جنيف أو غيره، ستُصدم بحقيقة هي أن هذا التدخل الأخير عبر كسب لم يدخل تغييرات ملموسة في الأسس والمرتكزات التي يستند إليها الجانب السوري في تفاعله مع المسار الدبلوماسي لعملية جنيف، وسيبقى تركيز الأخير على ضرورة مواجهة الإرهاب وسيُضاف ملف العدوان على منطقة كسب إلى الأدلة التي يُعتمد عليها، في أن الإرهاب هو العنوان الرئيس الذي يجب التركيز عليه في المرحلة الراهنة، وإن بعض نتائج التدخل عبر جبهة الساحل سترتد عكسياً على الأطراف المتورطة فيها لأن هذا الاعتداء زاد من استنفار الشعور القومي عند السوريين عموماً، تجاه الخطر التركي الكامن في الشمال وهذا يحفز من الشعور باتجاه الملف المتوهج دائماً في الوجدان السوري، وهو ملف لواء اسكندرون السليب.

حراك دولي دعماً لكسب

في العاصمة الأرمينية يريفان اعتصم حشد من الشباب الأرميني أمام السفارة الأميركية، مطالبين إدارة أوباما بإدانة الدعم والتغطية اللذين يقدمهما رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركي لجرائم المجموعات الإرهابية في سورية عموماً ومدينة كسب خصوصاً، بمشاركة عدد من السوريين الأرمن من سكان كسب.

ووضع المشاركون نائب السفير الأميركي كلارك كلايس بصورة أحداث كسب، وشرحوا له الدعم العسكري الذي قدمته حكومة أردوغان لمساندة المجموعات الإرهابية المسلحة باقتحام المدينة وارتكاب الجرائم بحق أهلها وممتلكاتهم.

وشجع المطران أراماش نالبانديان مطران دمشق للأرمن الأرثوذكس المبادرة، على أمل أن يصل صوت الحق عمّا يجري في سورية عموماً، وشدّد نالبانديان في حديث إلى «البناء» على ضرورة وضوح الرؤية لدى المسؤولين عن الأمن في العالم من الأمم المتحدة ومجلس الأمن والدول التي تتعامل مع تركيا وتدعمها، بأن القضية لا علاقة لها بالديمقراطية والحرية، بل عمل إرهابي وتشريع للعدوان على سورية.

ووضع نالبنديان ما يجري في سورية ضمن مشروع تهجير واستهداف الأرمن الذي يعدّ من أولويات السياسة التركية، مشيراً إلى أن الأزمة في سورية تعتبر فرصة جديدة لهزم الأرمن من خلال مشروع يسهم بتحقيق تلك السياسة التركية.

وأشار نالبانديان إلى وجود حوالى 40 شخصاً من السوريين الأرمن في كسب، فيما هُجر من تبقى إلى اللاذقية بانتظار عودة الاستقرار إلى كسب.

ريف دمشق على خط النار

ميدانياً، أغار الطيران الحربي السوري على منطقة نبع المر وقرى غمام والتفاحية وجبل الكوز وربيعة، في الريف الشمالي للاذقية، مستهدفاً نقاط المسلحين على الشريط الحدودي مع تركيا.

فيما نفّذت وحدات من الجيش السوري عمليات في الريف الشرقي لمدينة دمشق، استهدفت بلدة المليحة قرب معمل «تاميكو» ومزارع «8 آذار». وكسرت الطوق الدفاعي لتلك المجموعات وتقدّمت باتجاه معمل السيراميك، إذ تتواصل المواجهات والاشتباكات العنيفة على محاور المليحة لجهة جرمانا التي تصل إمدادات الجيش عبرها، والتي استهدفها المسلحون بعشر قذائف هاون، سقطت على أحياء الحمصي والنسيم والتربة وفي محيط مستشفى الراضي والجراحي وساحة السيوف، أسفرت عن استشهاد مواطن وإصابة 10 آخرين، بينما سقطت في ضاحية حرستا قذيفة هاون أدت إلى إصابة ثلاثة مواطنين.

وفي السياق، أشارت مصادر عسكرية إلى تفجير الجيش لمبنى في جوبر، تتحصّن فيه عناصر «النصرة» أدى إلى مقتل 40 مسلحاً، فيما شهدت عدرا العمالية مناوشات بين الجيش السوري و»جيش الإسلام»، وأفيد عن تقدّم الجيش السوري في المنطقة، وسيطرته على مباني الإنشاءات.

دمشق كان لها من قذائف الهاون حصة فاستشهد مواطن وأصيب 4 بقذائف هاون على حيي المزة وبرزة، فيما سقطت قذيفة بالقرب من المدرسة الفرنسية أسفرت عن إصابة مواطن وإلحاق أضرار مادية بمطعم وعدد من السيارات المتوقفة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى