الراعي: كل البلدان تحتاج إلى إصلاحات لكن ليس بالحرب والإرهاب
اختتم البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي، أعمال مؤتمر مطارنة الانتشار والرؤساء العامّين للرهبانيات المارونية في المكسيك بقداس احتفالي في بازيليك سيدة غوادالوبي، عاونه فيه مطارنة الانتشار والرؤساء العامين، ولفيف من الكهنة بحضور آلاف المؤمنين من اللبنانيين والمكسيكانيين.
ومن مكسيكو توجّه الراعي أول من أمس إلى ألمانيا يرافقه النائب البطريركي العام المطران بولس صياح ورئيس عام جمعية المرسلين اللبنانيين الموارنة الأب مالك بو طانوس، ومدير مكتب الإعلام والبروتوكول وليد غياض.
وزار الراعي أمس مدينة كولونيا حيث التقى رئيس الأساقفة الكاردينال راينر ماريا فولكيه، بحضور معاونه المطران انزكار بوف، وأعضاء من قسم «الكنيسة العالمية» التابع لأبرشية كولونيا.
وفي مستهلّ اللقاء، أعرب فولكيه عن سروره الكبير بزيارة الراعي «للاستماع إلى آرائه حول مواضيع عدّة تتعلق بالأوضاع في منطقة الشرق الأوسط ولا سيّما موضوع اللاجئين السوريين إلى أوروبا وإلى لبنان، وكيفية مساعدتهم أكثر وبشكل أفضل»، معتبراً أنّ «لبنان يقوم بعمل إنساني بامتياز يفوق طاقته باستقبال العدد الأكبر من اللاجئين».
وأكّد وقوف أبرشيّته «إلى جانب لبنان وإلى جانب النازحين واللاجئين أينما وُجدوا»، متمنّياً «إيجاد حل للأزمة السورية في أسرع وقتٍ ممكن لتبدأ ورشة إعادة الأعمار وعودة اللاجئين إلى مناطقهم».
من جهته، شكر الراعي لفولكيه «دعم أبرشيته للأعمال الإنسانية والاجتماعية والإنمائية في لبنان من خلال اللجنة الأسقفية «خدمة المحبة»، والمؤسسات الاجتماعية والإنمائية الأخرى».
ومن كولونيا توجّه الراعي والوفد المرافق إلى مدينة آخن، حيث زار مركز مؤسسات: ميسيو ميزيريور وكيندرميشون التي تُعنى بشؤون اللّاجئين والإنماء والأطفال، وقد عرضوا له برامج خدمتهم ومساعداتهم للشرق الأوسط.
وفي المناسبة، شكر الراعي لهذه المؤسسات دعمها للبنان وللعديد من المشاريع الإنمائية، فضلاً عن مساعداتها للنازحين وللّاجئين السوريين والعراقيين في بلادهم، وخارجها.
وردّاً على سؤال حول الأوضاع في لبنان، أوضح البطريرك الماروني أنّ «الثقافة اللبنانية المسيحية – الإسلامية المشتركة تبقى أقوى من كل ما يُحاك للبنان من مؤامرات فتنة ومن مكائد تخدم مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي يقوم على إنشاء دويلات إثنية وطائفية خدمةً لمصالح قريبة وبعيدة».
ولفتَ إلى أنّ «بلدان الشرق الأوسط تحتاج، كما كل بلد، إلى إصلاحات داخلية، ولكن تلك الإصلاحات لا تكون بالحرب وبدعم الأصوليات وباللعب على التناقضات الداخلية وعلى الوتر الديني والطائفي»، مؤكّداً أنّ «مشروع اللبنانيين الوحيد هو الحفاظ على نموذج وطنهم الفريد، وهو العيش المسيحي – الإسلامي بأخوة وتعاون وتفاهم ومساواة تحفظ للجميع كرامتهم على قاعدة المواطنة في ظل نظام ديمقراطي يفصل بين الدين والدولة، ويحترم كل الأديان والطوائف وحقوق الإنسان، ويؤمّن الحريات العامة».
وفي لقاء مع عدد من الإعلاميين، اعتبر الراعي أنّه «لا يحق لأحد أن يقتلع شعباً من أرضه ويعبث بتاريخه، وهذه مسؤولية تقع على ضمير الأسرة الدولية».
وقال: «بعض المسلمين يعتبرون أنّ القرارات الآتية من الغرب هي مسيحية ويصفونها بالصليبية وهذا خطأ فادح، وعلى أوروبا أن تعرف كيف تتعاطى مع المسلمين لتجنّب خلق ردود فعل لديهم، فالمسلمون بغالبيتهم الساحقة معتدلون، وأنّ الإرهابيين هم أعداء الإسلام والمسيحية، لا بل أعداء كل البشر».
وأشار إلى «العلاقات الطيّبة بين رؤساء الطوائف المسيحية والإسلامية في الشرق الأوسط عامة وفي لبنان خاصة، إذ تُعقد القمم الروحية بشكل مستمر، وحين تدعو الحاجة».
ومن كولونيا توجّه الراعي مساء إلى مدينة بون، حيث كان له لقاء مع عدد من الإعلاميين الألمان على أن يلتقي اليوم عدداً من المسؤولين الكنسيّين.