«رعاية شؤون كبارنا» تحتفل بعيد الجدّ والجدّة

أقامت «جمعية رعاية شؤون كبارنا»، في مركز إميل لحود للثقافة والمؤتمرات ـ ضبية، للسنة التاسعة على التوالي، احتفالاً تكريمياً للأجداد والجدّات برعاية عقيلة رئيس الحكومة تمام سلام لمى وبحضورها، وأحيته عزفاً الأوركسترا الكلاسيكية لقوى الأمن الداخلي بقيادة المقدّم زياد مراد ونخبة من المغنين اللبنانيين وتلامذة المدارس، وحضره النائب السابق أنطوان حداد، ممثلو الجمعيات والمؤسسات والمراكز الاجتماعية التي تعنى بكبار السنّ في لبنان، وحشد من الأجداد والجدّات والمعتنين بهم والمهتمين.

قالت رئيسة الجمعية هنريات الحدادان: «الاحتفال مناسبة نعبّر فيها نحن وأحفادنا عن تقديرنا الأجدّاد وافتخارنا بهم، ولكي نشكرهم على عطاءاتهم وتضحياتهم.

الجدّة والجد هما الصدر الدافئ والحنون والمحب، ودورهما كبير في مساعدة الأمّ والأب في تربية الأحفاد وتنشئتهم وتنمية شخصيتهم وتزويدهم بالمعرفة والحكمة والخبرات الحياتية وتنمية شعورهم بالانتماء إلى عائلتهم وإلى محيطهم. تكريمنا الجدّ والجدّة يهدف إلى تقوية الروابط الأسرية وتنشيط التواصل والتفاعل ما بين الأحفاد والأجداد ولتفعيل الأدوار والمسؤوليات المبنية على أسس تربوية وقيم أخلاقية صحيحة».

وأملت أن يصبح الأحد الأخير من حزيران تاريخاً راسخاً في تقاليدنا للاحتفال بعيد الجدّ والجدّة.

وألقت سلام كلمة من وحي المناسبة قالت فيها: «عندما كنت أتصفح الإنترنت طالعتني رسالة كتبتها سيدة طاعنة في السن إلى ابنتها تقول فيها: يا ابنتي يوم تجدينني قد طعنت في السن كوني طويلة البال معي، وعندما ستلاحظين أنني أكرر السؤال نفسه مرات عدّة، لا تتأففي مني بل تذكري كم مرة كرّرت على مسامعك القصة نفسها كل ليلة لكي تنامي، وعندما تلاحظين أنني لا أملك القوة الكافية للاستحمام لا تحرجيني بل تذكري كيف كنت ألاحقك من غرفة إلى أخرى لكي تدخلي الحمّام. وإذا رأيت أنني جاهلة في موضوع التكنولوجيا فاعطني من وقتك لكي أتعلّم، واذكري كم كان بالي طويلاً عندما كنت أسهر على غذائك ولباسك وتربيتك وكل تفاصيل حياتك اليومية، وعندما تلاحظين بطء خطواتي لا تغضبي بل امسكي بيدي كما كنت أمسك يدك في خطواتك الأولى، وحين رافقتك في اليوم الاول من المدرسة. عندما أصبح عجوزاً لا تتكدّري مني بل ابقي إلى جانبي ولا تتركي يدي في الأيام القليلة المتبقية لي معك».

وأضافت: «في الواقع، لا أملك كلاماً أضيفه إلى هذا الكلام، لكنني أسأل الله أن يقدّرنا أن نكون على مقدار المسؤولية لكي نقف إلى جانب كبارنا ومعهم، ولئلا نتخلّى عنهم، كما وقفوا إلى جانبنا ولم يتخلوا عنّا عندما كنّا لا نعرف شيئاً من هذه الحياة».

وقالت: «كبارنا، أي الجدّ والجدّة، من نحتفي بهم اليوم، هم كنوز واجبنا المحافظة عليها برموش العين، هم البركة والخير والخبرة والمحبة والصدر الحنون واليد التي تواصل العطاء على رغم الشرايين النافرة.

في البلاد التي تقدّر قيمة الانسان يدعى الكبار في السن «Seniors»، في حين نحن ندعوهم عجزة ونودعهم دار العجزة، أريد أن أصحّح هذا الخطأ، إذ ينبغي ألا ندعوهم كذلك، لأن ذلك يعني أننا نحن العجزة، وإن كنّا عاجزين عن إعطاء الكبير في السنّ الموقع اللائق به والذي يستحق، معيدين إليه الخير الذي أسلفنا فهذا يعني اقترافنا خطأ كبيراً بحقه».

وختمت: «الطاعنون في السن ليسوا عجزة وإن كانت صحتهم ضعيفة، وهم يستحقون منّا ومن المجتمع الأهلي كلّ عناية وتقدير واحترام وحبّ، لأن كبارنا هم نحن غداً».

بعد ذلك، قدّمت حداد درع الجمعية إلى سلام، ثم قدّم كل من كارول عون وشادي عيدموني وأمير يزبك مجموعة من الأغاني اللبنانية بقيادة مراد. واختتم الاحتفال بتقديم سلام دروع الجمعية التكريمية إلى كل من مراد، عون، عيدموني، يزبك، جوليان عزام، غريس الريس، غادة سمعان، منال حبيقة وللصليب الأحمر وممثل «تيلي لوميير».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى