تلفزيون لبنان

بعدما كانت قريبة، لا بل وشيكة، طرأ على عملية التبادل في قضية العسكريين المأسورين، بعض التأخّر. فيما الأهالي على نار الانتظار، وكل ثانية تمضي في الفترة الزمنية القاسية التي تفصل الوطن عن عودة العسكريين، تبدو أكثر ثقلاً من مرور العمر، خصوصاً على أهالي العسكريين، الأهالي الذين يسلّطون أبصارهم وبصيرتهم، رجاءهم وآمالهم، قلوبهم وعقولهم، نحو منطقة عرسال، حيث تكبر التظاهرة الإعلامية، وحيث تنتشر الإجراءات الأمنية والعسكرية على نطاق واسع، استعداداً لمواكبة العملية وإتمامها.

التأخّر في التنفيذ ظهر قُبيل المساء مساء أمس ، بعدما عادت قافلة المساعدات والمُؤن الغذائية والإنسانية أدراجها، ولم تدخل إلى بلدة عرسال، علماً أنّ هذه المساعدات تندرج في بنود التفاهم الذي كان قد تمّ من أجل تنفيذ عملية التبادل بين الدولة اللبنانية و«جبهة النصرة».

المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، يتحرّك ويتابع لحظة بلحظة، ويؤكد أنّ التفاوض مستمر وأنّ الصفقة لم تخفق.

المديرية العامة للأمن العام أعلنت في بيان، أنّ «كل ما تمّ تداوله في وسائل الإعلام منذ الصباح حتى الآن من معلومات حول عملية التفاوض في ملف العسكريين المخطوفين لدى «جبهة النصرة»، هي معلومات غير صحيحة وتتنافى كليا مع الحقيقة، خصوصاً لجهة الحديث عن شروط التبادل». وجدّدت المديرية دعوتها لوسائل الإعلام إلى «التعامل مع هذا الملف الإنساني والوطني بمهنيّة ومسؤولية، لإنجاز هذه العملية وإيصالها إلى خواتيمها السعيدة».

«أن بي أن»

شروط تعجيزية أدخلتها «جبهة النصرة» على ملف المخطوفين العسكريين، فعرقلت الصفقة. المفاوضات كادت تصل إلى الخواتيم السعيدة، بدليل وصول المواكب الأمنية وشاحنات المساعدات إلى عرسال، لكن في الدقائق الأخيرة أوقف الخاطفون تنفيذ عملية التبادل، وطرحوا بنوداً لا قدرة للمفاوض – الأمن العام – على البتّ فيها.

المديرية نفت المعلومات التي وردت إعلامياً عن شروط التبادل، وأكّدت أنها تتنافى كلياً مع الحقيقة. اللواء عباس إبراهيم لم يُقفل الباب نهائياً، لكن لا جديد يُضاف إلى ما قدّمه لإتمام الصفقة.

قد تكون تصرّفات الخاطفين مناورة مدروسة منذ تحريك الملف مجدّداً، أو محاولة ابتزاز، أو لعب بأعصاب اللبنانيين. أهالي المخطوفين يعتصمون في خِيَمهم بالصبر، وينتظرون متسلّحين بالأمل.

هذا الملف تقدّم على ما عداه داخلياً، فألغى رئيس الحكومة تمام سلام زيارته غداً لباريس التي كانت مقرّرة للمشاركة في قمّة المناخ العالمية، للتفرّغ لمتابعة تطوّرات قضية العسكريين المخطوفين.

العناوين اللبنانية الأخرى تترقّب الأيام المُقبلة، من اتصالات تجري حول مستجدّات رئاسة الجمهورية، وانتظار قضية النفايات لتحديد جلسة مجلس الوزراء. وفي المسارين، لا جديد طرأ.

خارجياً، ثبات إيراني- سوري- يتلاقى عملياً مع الترجمة الروسية بمضيّ المعركة ضدّ الإرهاب، فلا أولوية في دمشق على القضاء على الإرهابيين قبل بتّ أي مسارات سياسية.

«المنار»

من الهمّ المشترك، من مرارة الإرهاب الذي عانى منه العالم الإسلامي طويلاً، وذاق الغرب بعض ويلاته حديثاً، انطلق الإمام السيد علي الخامنئي برسالة إلى الشباب الغربي.

باسم الإنسانية المذبوحة بسكّين العدو الصهيوني ومباركة الحكومات الغربية، قبل أن تُذبح بسكين التكفير تحت أعين أممية، تحدّث الإمام الخامنئي للشباب: ما تعانوه اليوم عانت أكبر منه شعوب العالم الإسلامي من أفغانستان إلى العراق وسورية واليمن، بأبعاد أوسع وحجم أضخم، ولا أحد يغفل دور القوى الكبرى لا سيّما الولايات المتحدة بدعم «القاعدة» و«طالبان» وامتداداتها المشؤومة، ورعاتها من الأنظمة المتخلفة. ما تعانوه اليوم لا يزال يعاني منه الشعب الفلسطيني منذ أكثر من ستين عاماً مع أسوأ أنواع الإرهاب بدعم كامل من حكامكم، والأمل بأن تُغيّروا أنتم في الحاضر أو المستقبل هذه العقلية الملوّثة بالتزييف والخداع.

حاضر اللبنانيين مزيد من الانتظار على نيّة العسكريين المختطفين، والفرحة معلّقة على أمل أن يُفرج المستقبل القريب عن جديد الأخبار.

«ام تي في»

اليوم أمس أيضاً، عملية إطلاق العسكريين المخطوفين لم تصل إلى نهاياتها السعيدة. فالعملية التي بدت قريبة التحقّق قبل الظهر تعقّدت بعد الظهر، ما أدّى إلى تأجيلها مساء.

«جبهة النصرة» تقدّمت بشروط تعجيزية في اللحظات الأخيرة، وطالبت بضمانات كثيرة لم تكن تطالب بها في السابق ولم ترِد في المفاوضات، ما أدّى في النتيجة إلى إفشال الوساطة وتأخير الحل المنتظر. علماً أنّ قنوات الوساطة لا تزال تعمل ولن تتوقّف.

الملف الرئاسي يشبه إلى حدٍّ بعيد ملف العسكريين المخطوفين. فترشيح النائب سليمان فرنجية عالق وغير معروف النتائج حتى الآن. فإعلان الرئيس سعد الحريري ترشيحه فرنجية رسمياً، لا يبدو قريباً، كما كان تردّد قبل يومين، والسبب أنّ سلّة التوافقات والتفاهمات لم تنضج بعد، ومازالت تعترضها عقبات. كذلك ثمّة معارضة قوية لانتخاب فرنجية من قبل القوى السياسية المسيحية الأساسية، ما يضعف الحظوظ الرئاسية لفرنجية.

«او تي في»

في الشكل، استندت حركة سعد الحريري إلى ملاقاة مبادرة السيد نصرالله: تسوية شاملة متكاملة بهذا النظام، بهذا الطائف، من ضمن قواعد اللعبة الداخلية، من الرئاسة إلى الحكومة إلى المجلس إلى قانون الانتخاب.

في المضمون، استندت إلى قراءة متشائمة لوضع التيار الأزرق، ومغايرة لتوقّعات سقوط الأسد، وواقع دخول الروس على الخط، مروراً بوضع الحريري الشخصي والسياسي والمستقبلي الذي لا يمكن وقف مساره التراجعي، إلا بالرجوع إلى بيروت والإقامة في السراي التي يبدو أنها دامت لغيره ولن تؤول إليه إلا بمعادلة رئاسة الجمهورية ل 8 آذار، مقابل رئاسة الحكومة ل 14 آذار.

وبما أنّ ميشال عون هو 14 آذار 1989 و2005 و7 أيار 2005، فقد رأى الحريري أن لا مشكلة في تسويق زعيم «المردة» لدى برّي وجنبلاط، خصوصاً أنه ملتزم بالطائف ومنتمٍ إلى 8 آذار من جهة، وهو أحد الأقطاب المسيحية الأربعة، ولا مشكلة في تسويقه مسيحياً من جهة ثانية.

حسابات الحريري انطلقت من إقناع السعودية لتُقنع من لم يقتنع في 14 آذار. وانطلقت من إقناع فرنجية للحزب بإقناع الحليف. وبين الفرضيتين برزت عقبة قانون الانتخاب المستعصية على الحل، فلا فرنجية يقبل أن يتحوّل إلى ميشال سليمان آخر، ولا الحريري يريده سليمان فرنجية 1970، ولا أحد يستطيع تجاوز عمود الفلك ميشال عون، لا من هنا ولا من هناك.

الوضع أفضى في الساعات القليلة الماضية، إلى سلسلة من الاتصالات واللقاءات البعيدة عن الأضواء والإعلام والمدينة إذا جاز التعبير، بين أفرقاء معنيّين أساسيّين، وفق معلومات الـ otv المعلومات عينها تحدّثت للـ otv عن زيارة عاجلة سيقوم بها رجل الأعمال جيلبير شاغوري إلى بيروت، معالجة للانتكاسة والتداعيات الناتجة عن وساطته الباريسية.

في هذا الوقت، يستمر ملف إطلاق العسكريين في المراوحة، ويستمر اللواء عباس إبراهيم حازماً في المهمّة الموكلة إليه، والملف الموضوع بين يديه. الدولة ملتزمة الاتفاق، إلا أنّ الجهات الخاطفة تسعى إلى المزيد من تحسين الموقع التفاوضي، في وقت انتهى زمن التفاوض وجاء استحقاق اطلاق العسكريين، ولو طال الوقت.

«ال بي سي»

صمتان كبيران اليوم: صمت في ملف العسكريين المخطوفين منذ الثاني من آب 2014، وصمت في ملف الرئاسة المخطوفة منذ الخامس والعشرين من أيار 2014، عمليّتا الخطف متلازمتان وإن كانت هُويّة الخاطفين مختلفة.

في أيّ حال، صمت ملف العسكريين سعياً لإنجاح عملية التبادل، وصمت ملف الرئاسة سعياً لتفكيك ألغام يبدو أنّها حتى الآن غير سهلة ويُخشى أن تنفجر في وجه مفكّكيها.

المؤشر الوحيد في ملف العسكريين المخطوفين أنّ الرئيس تمام سلام أرجأ، للمرة الثانية، زيارته باريس، الإرجاء الأول ردّه إلى إلغاء اجتماعه برئيس الوزراء الكندي، فيما الواقع غير ذلك، حيث أنّ الإرجاء كان بسبب تطور ملف العسكريين، وفي الإرجاء الثاني اعترف بالأسباب، فقال إنّه لمواكبة ملف العسكريين.

أما ملف انتخابات رئاسة الجمهورية فيلفّه صمت مُطبق على رغم مرور أسبوعين على اللقاء بين الرئيس الحريري والنائب فرنجية، ولم يخرق هذا الصمت سوى اتصالِ الرئيس الحريري أمس بالنائب فرنجية.

وفي مقابل هذا الصمت، نشَط تبادل التغريد بين المختارة ومعراب، ما يعكس التباعد في الطروحات، خصوصاً أنّ النائب جنبلاط هو أحد عرّابي الترويج للقاء باريس، لكنه يؤثر التريّث، خصوصاً أنّ مرشحه، النائب هنري حلو، مازال ترشيحه قائماً، فعند سحب ترشيح حلو تكون الطبخة قد نضجت، وما دون ذلك، فإنّ الاستمرار في ترشّح حلو هو علامة من علامات التعثّر.

المستقبل

لعل خبر إلغاء رئيس مجلس الوزراء تمام سلام زيارته إلى باريس، لمواكبة تطورات ملف العسكريين المخطوفين لدى «جبهة النصرة»، هو الإشارة الفعلية والجديّة إلى قرب وصول هذا الملف إلى نهايته السعيدة، بعد كمية الأخبار المتناقضة خلال الساعات القليلة الماضية.

وبالانتظار، فإنّ الحديث عن تسوية وطنية شاملة تُنهي الشغور الرئاسي، وتُفعّل عمل المؤسسات الدستورية، وتحرّك العجلة الاقتصادية، لاقى المزيد من المواقف الداعمة أبرزها من مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، والوزير وائل أبو فاعور باسم رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط.

وفي نفس السياق أيضاً، تحدّثت مصادر الرئيس نبيه برّي أنّ الأمور قد تحتاج إلى عشرة أيام لكي تتوضح، لا سيّما أنّ الأمور متروكة إلى القادة الموارنة الأربعة الذين اجتمعوا في بكركي، لتنفيذ ما اتّفقوا عليه لناحية دعم أي واحد منهم قد يصل إلى سدّة الرئاسة. وقالت المصادر إنّ الرئيس بري مستعد للدعوة لجلسة الانتخاب، مشيرة إلى أنّ هذا الأمر هو قضية وطنية على الجميع أن يساهم فيها.

«الجديد»

يوم مختصّ بتلف الأعصاب انتظاراً لعودة عسكر مخطوف، والخاطفون أسروا التفاوض بشروط كانت تظهر مع كل بادرة أمل. لم ينتهِ النهار على فشل، لكنه لم يتوّج بالنهاية المرجوّة التي تُطفئ نار الأهل. فالطرف اللبناني الممثّل في الأمن العام، بمشاركة الدولة الراعية للتفاوض وهي قطر، وبإشراف الحكومة اللبنانية، جميعهم افتتحوا ساعات صباحهم بالعزم على تنفيذ بنود صفقة التبادل مع «جبهة النصرة»، بعدما لبّى لبنان كامل الشروط المطلوبة منه، سواء من سجونه أو من السجون السورية، ومع أول الصباح كانت شاحنات لبنانية قد سلكت طريقها إلى عرسال محمّلة بمواد، ذُكر أنها غذائية ومساعدات إنسانية.

وتولّى اللواء عباس إبراهيم، مفرزة التواصل من أماكن مختلفة في البقاع. وهو تواصل ولم يكن تفاوضاً، باعتبار أنّ الصفقة كانت مُنجزة والاتّفاق مبرم، وليس أمامنا سوى الذهاب إلى مرحلة التنفيذ. لكن «النصرة» كانت، مع تقدّم الساعات، تبرق بشروط جديدة لم يجرِ الكشف عن مضمونها. ولما بلغت الشروط مرحلة المغالاة في الدلال والتعجيز، أمر لواء الحرية بعودة الشاحنات الغذائية أدراجها إلى بيروت.

عند هذا الحدّ، فإنّ المعنيين بالملف لبنانياً، لم يعلنوا الإخفاق لكنهم لم يبلغوا النجاح في تحرير العسكريين اليوم، على أمل أن تستمر المساعي يوم غد اليوم . ومن علامات عدم انهيار الصفقة، كان إعلان رئيس الحكومة تمام سلام إلغاء زيارته لباريس للمشاركة غداً في قمّة المناخ العالمية، وذلك لمتابعة تطورات ملف العسكريين حتى إيصاله إلى نهايته السعيدة، على حدّ بيان صادر عن رئاسة الحكومة.

غداً اليوم قد يتغيّر المناخ محلياً من تضاريس الجرد، لكن الجرود السياسية لاتزال قاحلة رئاسياً، مع تسجيل ارتفاع في معدلات الحرارة من دار الإفتاء التي منحت الرئيس سعد الحريري بركاتها في مبادرتها الوطنية، والمعني هنا ترشيح سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية.

وعلى دروب الترشيح السياسي، طوّبت «الكتلة الشعبية» ميريام سكاف زعيمة لها، وهي افتتحت أولى معاركها في المدينة، بكلام عزَّ على الرجال، ويؤسّس لولاية لن تخلو من المواجهة التي ستكون في انتظارها في قضاء وقعت عليه العيون السياسية بعد رحيل الياس سكاف.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى