صحافة عبرية
ترجمة: غسان محمد
«إسرائيل» ليست ديمقراطية لأنها دولة احتلال
كتب روغل ألفر: دولة «إسرائيل» لم تكن دولة يهودية حتى نهاية أيلول 2015. ولا أفهم كيف يمكن الجدل في أمر كهذا. ففي المناطق التي هي تحت سيطرتها ومن ضمنها شرق القدس ويهودا والسامرة، «إسرائيل» هي دولة ثنائية القومية لأن شعبين يعيشان فيها. هذه حقيقة بسيطة. صحيح أن السيادة الرسمية لا تسري على يهودا والسامرة، لكن هذه المناطق تخضع للاحتلال «الإسرائيلي».
إذا كانت كلمة «احتلال» تزعجكم، فيمكن استبدالها بكلمة «سيطرة» من أجل النقاش ـ حرّية عمل الجيش «الإسرائيلي» في يهودا والسامرة هي الدليل على سيطرة «إسرائيل» على هذه المناطق. بشكل فعلي «إسرائيل» ليست دولة ثنائية القومية فقط بل هي دولة فصل عنصري أيضاً. لأنها تحرم الفلسطينيين الذين يعيشون في يهودا والسامرة من الحقوق الانسانية الأساسية. ومواطنو «إسرائيل» اليهود يعيشون حالة عمى مطلق، وهم يقومون بطمس هذه الحقيقة الأساسية «إسرائيل» هي دولة ثنائية القومية وتفرض نظام الابرتهايد على القومية الفلسطينية التي تعيش في مناطق سيطرتها، ويستمرون بالنظر اليها على اعتبار أنها دولة يهودية ديمقراطية.
ليسوا وحدهم الذين يطمسون الحقائق، بل ايضاً يهود كثيرون في العالم. ويستمرون في التعاطي مع «إسرائيل» كدولة اليهود، أي دولتهم. غالبية مواطني «إسرائيل» اليهود، مثل غالبية اليهود في الشتات، ينكرون حقيقة أن السيطرة «الإسرائيلية» على المناطق ساهمت في اندثار الصهيونية. فقد كان هدف الصهيونية الوجود الآمن لدولة اليهود في «أرض إسرائيل». لكن في «أرض إسرائيل» لا دولة يهودية بل دولة ثنائية القومية. وهي أيضاً ليست ديمقراطية لأنه يسود فيها نظام فصل عنصري. أعتذر لأن هذا المقال يبدو وكأنه كُتب بلغة بسيطة لأناس بسطاء، لكنني أحاول تفسير حقائق على الارض للجمهور الذي لم يعد يرى هذه الحقائق.
إن هذه المحاولة تُسمّى في الشبكات الاجتماعية «استفزازاً»، في حين أنها ليست كذلك. لا أمر استفزازياً. الطريقة الوحيدة لإبقاء السيطرة «الإسرائيلية» على يهودا والسامرة، وفي الوقت نفسه البقاء دولة يهودية وديمقراطية، يعني اختفاء الفلسطينيين، التسبب في اختفائهم. فلو لم يكن فلسطينيين في يهودا والسامرة لكانت «إسرائيل» بالفعل دولة يهودية وديمقراطية.
لكن الحقيقة تقو إن هناك فلسطينيين في يهودا والسامرة، وهم لن يندثروا. هذه ايضاً حقائق بسيطة ينكرها اليهود في «إسرائيل» والعالم. إن محاولة الجدل معهم حول هذه الحقائق تسمّى «استفزازاً». من هنا، فإن الواقع في نظر اليهود في «إسرائيل» والعالم نوع من الاستفزاز. وعند العيش في كذبة فإن الواقع هو استفزاز.
إن الردّ على الاستفزاز يكون من خلال الغضب والعنف اللفظي والتهديد بالعنف الجسدي. ثمة محاولة لإسكات الاستفزازيين أو إخفائهم، الذين يصممون على عكس الواقع. وحقيقة أن من حقهم التعبير عن موقفهم دليل على وجود الديمقراطية «الإسرائيلية»، لكنهم يخشون التعبير عن مواقفهم. في «إسرائيل» أجواء عامة مخيفة ومهدِّدة، تشجع الاستفزازيين ـ الذين يعرضون الحقائق في نهاية المطاف ـ على الصمت أو مغادرة البلاد.
هذا هو الوضع، والفلسطينيون اليائسون يردّون عليه بالسكاكين، و«إسرائيل» تردّ بشكل انتقامي وفظ، واليهود في «إسرائيل» والعالم مقتنعون أن «إسرائيل» دولة يهودية وديمقراطية وينتظرها مستقبل مزدهر.
الحكم على سويديّ بتهمة التجسّس لحزب الله
أُدين يوم الخميس الماضي في «إسرائيل» حسن خليل خيزران، وهو مواطن سويدي من أصل لبناني، بتهمة نقل معلومات وإقامة علاقة مع عميل أجنبي. فحكم عليه بالسجن لمدة 18 شهراً.
يتّضح من التفاصيل التي نُشرت أنه سافر عام 2009 برفقة زوجته وأولاده إلى لبنان، حيث اقتُرحت عليه هناك مقابلة جهات من حزب الله فاستجاب للطلب. لقد تلقى شرحاً خلال لقاءاته مع جهات تابعة للمنظمة مفاده أن المنظمة تطمح إلى الحصول على مساعدة مواطنين أوروبيين قادرين على الدخول إلى «إسرائيل» وتزويد المنظمة بمعلومات استخباراية، وهو قادر على القيام بذلك بفضل جنسيته السويدية.
ألقي القبض عليه قبل أشهر عدّة، في حزيران 2015، في مطار «بن غوريون» عند دخوله إلى «إسرائيل»، بعد وجود شبهات أنه على صلة مع جهات من حزب الله.
قام خيزران بزيارة لبنان مرة أخرى بين عامَي 2011 و2013، وحتى أنه تلقى توجيهات لتجنيد «إسرائيليين» ذوي علاقات بأشخاص في مناصب مركزية في البلاد وأيضاً لجمع معلومات عن مطار «بن غوريون» الدولي.
لنتحدَّث معهم
كتب يهوشع: منذ بداية انتفاضة السكاكين، وقف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مرّات عدّة أمام الميكرفون: شجب، غضب، هدّد بخطوات ردّ ووعد بأن قوات الأمن ستتغلب على الهجمة. ولكن أمراً واحداً لم يفعله: لم يتوجّه إلى الشباب الفلسطينيين بحديث إنسانيّ مباشر، حديث أمل، في محاولة لوقف أعمال القتل والإشارة إليهم وإلينا بأن هناك إمكانية لمستقبل أفضل.
في تاريخ الصهيونية، منذ بدايتها، حرص زعماء الحاضرة اليهودية، وبعد ذلك أيضاً زعماء دولة «إسرائيل»، على التوجه إلى الدول العربية، وإلى الفلسطينيين أيضاً من خلف زعمائهم، بدعوة دائمة إلى السلام والتعايش. وحتى في الأيام الاكثر ظلامية، عندما رفضت الدول العربية والفلسطينيون وجودنا رفضاً باتاً وقاتلونا حرب إبادة، لم ييأس زعماء «إسرائيل» من التوجه إلى أعدائنا الأكثر تصلباً وتطرّفاً مثل باقتراح الحوار، الحل الوسط، في حديث سلميّ صادق لم يكن مجرّد ضريبة لفظية.
من اللحظة التي بدأ فيها الوجود الصهيوني في بلاد «إسرائيل» كان واضحاً لليهود أنهم لن يتمكنوا من هزيمة أعدائهم، وانه حتى الهزائم النكراء التي سيلحقونها بهم ستكون موقتة وجزئية فقط، وآجلاً أم عاجلاً سيكونون ملزمين ببذل جهود كبيرة كي يسمحوا للعرب والفلسطينيين بالاعتراف بشرعية الوجود «الإسرائيلي»، إلى جانبهم لا بدلاً عنهم. هكذا، بصعوبة جمة، تحققت شرعية رسمية معينة من مصر ومن الاردن بعد التوقيع على معاهدتَي السلام، ولكن القضية الفلسطينية بقيت العائق الأساس.
لا أريد أن أكرّر أموراً معروفة، ولكن لا شك في أنه حصل أمر جديد وخطير في انتفاضة السكاكين الخاصة والانتحارية التي تقع الآن. عنصران جديدان خطيران للغاية هنا: هذه مقاومة خاصة وعفوية لا تحتاج إلى وسائل متطوّرة كي تنفّذ مبتغاها، مدى إصابتها واسع للغاية ـ من مفترق «غوش عتصيون» وحتى «رمات غان» أو «هرتزيليا» ـ وهي لا ترتبط بتنظيم يمكن ملاحقته وتحييده.