علي: تخوف السعودية منطقي الحسن: صمود سورية يُفشل مشروع الدويلات

دمشق ـ سعد الله الخليل

أعلن تنظيم «داعش» «دولة الخلافة الإسلامية» ونصّب أبو بكر البغدادي أول خليفة للمسلمين، وألغى التنظيم اسم «العراق والشام» في الدولة الجديدة لتصبح «الدولة الإسلامية بعد إعلان الخلافة «، وبالتزامن مع إعلان الخلافة بدأ ما يسمى جيش الإسلام بقيادة زهران علوش ما وصفها معركة تطهير غوطة دمشق من «داعش» التي قطعت طريق الشيفونية في مزارع دوما في الغوطة الشرقية شمال شرقي دمشق.

وعلق الخبير والباحث الاستراتيجي الدكتور حسن الحسن على الخبر بالقول ساذج من يتفاجأ بإعلان العصابات الإرهابية المسلحة عن قيام ما سمّوه دولة الخلافة الإسلامية كون جغرافية تحرك المسلحين الذين ينضوون تحت هذا الاسم غير محدودة، تتجاوز العراق وسورية وبلاد الشام لتصبح كل الجغرافيا الكونية مسرحاً لجرائم تلك العصابات التي يدل ظاهر مواقفها

وتصريحاتها أنها شقت عصا الطاعة بعد تأمين التمويل المادي المطلوب من طريق بيع النفط العراقي والسوري في شكل مباشر، لكن النظرة الموضوعية الاستراتيجية تدل على أن كل ما قامت وتقوم به يخدم توجهاً استراتيجياً أميركياً لتفتيت دول المنطقة وإعادة تركيب خريطتها الجيوسياسية وفق أسس مذهبية وطائفية لتكون المطالبة بإقامة دولة يهودية أمراً مقبولاً وليس استثناء.

وأكد الحسن أن معان الأردنية هي قندهار بلاد الشام كما تم الترويج له سابقاً وهذا يعني أنها ستكون الوجهة القادمة لجحافل القتلة، واختراق جبهة الكويت أكثر من ميسرة.

وأكد الحسن بين الإعلان عن هدم الكعبة في تغريدات بعض القياديين في داعش يدل على أن الدور الوظيفي لمملكات ومشيخات النفط في الخليج قد دخل زمن انتهاء الصلاحية، والفترة القريبة القادمة ستكون حبلى بالمفاجآت وهذا يتوقف على تطور الأحداث وتداعياتها في العراق.

واعتبر الحسن تزامن الإعلان عن قيام دولة الخلافة مع تصاعد وتيرة الاقتتال بين داعش المذكورة وجيش الإسلام بقيادة زهران علوش في الغوطة الشرقية، يدل على الانتباه المتأخر ممن يشغلون علوش إلى خطر من يستطيع إيجاد بدائل تمويلية، وإمكانية انقلاب السحر على السحرة الصغار الدائرين في فلك واشنطن وتل أبيب.

ورأى الحسن أن العقبة في مواجهة مشروع دولة الخلافة ينحصر في الصمود السوري، وما أنجزنه الدولة السورية من قضاء على المجاميع الإرهابية بغض النظر عن مسمياتها.

تصفية حساب مع المملكة

يؤكد الخبير في الجماعات الجهادية عبدالله علي أن تخوف السعودية من تمدد داعش إلى أراضيها منطقي، بخاصة وبعد إعلان المملكة تفكيك خلية إرهابية منذ شهرين تلاها بعد أسبوع تشكيل الكتيبة الزرقاوية في المملكة، وعلى رغم أن أهدافها المعلنة ضرب أهدافاً شيعية، إلا أنها قد تشكل خطراً على المملكة، وأضاف علي «قد تخشى المملكة ثأر داعش من دعم السلطات السعودية الصحوات العراقية التي ضربت التنظيم، الذي قد يقدم على عملية تصفية حساب مع المملكة».

ولم يستبعد علي إمكانية اختراق المخابرات السعودية لداعش، بحيث توجهها نحو ضرب أهداف في المنطقة الشرقية، أو أي مكان بما يخدم المصلحة السعودية حتى وإن كانت لا تحركها مباشرة.

ورأى علي أن كل ما يجري في المنطقة يصب في خانة المشروع الأميركي الذي يسير منذ 2003 في مشروع تقسيم المقسم وتفتيت المفتت، ومشروع التكفيريين والذي يقسم على أسس طائفية وعرقية، وهما مشروعان يخدمان هدفاً واحداً وإن تبادلا الأدوار، وسعى كل منهما إلى فرض كلمته على الأرض وهو ما يؤدي إلى اصطدام المجموعات على الأرض والاقتتال في ما بينهما كما حصل في أفغانستان حيث تقاتلت المجموعات حتى ظهرت طالبان وأعلنت الولايات المتحدة الحرب عليها، واعتبر علي أن المشهد يتكرر في العراق، فأميركا التي لم تقاتل داعش حين كان لديها 150 ألف مقاتل، يصعب الاقتناع بجديتها على مواجهتها اليوم ورأى علي أن ما يجري عملية إدارة الفوضى الخلاقة الأميركية.

الانقلاب على مموليها

يرى المحلل السياسي الدكتور محمد بشير الشربجي أن الجماعات المسلحة تمارس سلوك كلاب دوبرمان التي تنقلب على مربيها عندما تتقدم في العمر، فالجماعات التي تكتشف أنها تركت لمصيرها المحتوم بالمواجهة وحيدة، وتزج من قبل مموليها في معركة الموت كأداة رخيصة، تعود للانقلاب على صانعيها كما فعلت القاعدة عقب حرب أفغانستان بتفجيرات في السعودية، واعتبر شربجي أن تاريخ الوهابية الحافل بتمويل الجماعات المتشددة الناقلة للخراب في العالم من القاعدة إلى النصرة إلى داعش يشهد دائماً عودة الأدوات للانتقام ممن ورطوهم.

ودعا شربجي شعوب ودول من عانت من خطر الوهابية الى الوقف وقفة واحدة لمواجهتها عبر التنسيق الفعلي بين سورية والعراق، لضرب معاقل داعش في سورية والعراق، وقال «مع تأخر وصول طائرات السوخوي للجيش العراقي فما الذي يمنع الطيران السوري من ضرب معاقل داعش في العراق».

خياران لا ثالث لهما

يرى الحسن أن مستقبل المنطقة والقوى الفاعلة على الساحة الدولية أمام سيناريوين لا ثالث لهما، فإما التعاون مع الدولة السورية وبقيادتها وإشرافها يتم التصدي للدويلة المستحدثة ويقضى عليها قبل تبلور مكوناتها في شكل مزعج، وإما انتقال خطر الفكر التكفيري الهدامي الظلامي الجديد إلى كل أنحاء العالم. ولا يستبعد أن يكون ذلك بالتنسيق بين الظلاميين الجدد والنازيين الجدد، وإن كانت نسبة نجاح السيناريو متدنية، لأن أقطاب المقاومة ومن يقف معهم على المستوى الدولي أكبر مما قد يخطر على ذهن رعاة المسخ المولود الجديد، لكن الضريبة ستكون غالية، والكل سيكون ملزماً بدفع جزء من تلك الضريبة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى