اتفاق جديد في حمص لإجلاء المسلحين من حي الوعر
عقد الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والأميركي باراك أوباما، أمس، اجتماعاً في باريس استمر أكثر من نصف ساعة خلف الأبواب المغلقة، على هامش مؤتمر المناخ.
وأفاد دميتري بيسكوف، السكرتير الصحافي للرئيس الروسي، بأن باراك أوباما أعرب خلال لقائه مع الرئيس الروسي عن أسفه لحادثة الطائرة الروسية «سوخوي – 24» التي أسقطت من قبل سلاح الجو التركي في سورية.
كما ناقش الرئيسان تطورات الوضع في سورية بالتفاصيل الدقيقة، داعين إلى المضي قدماً نحو إطلاق عملية التسوية السياسية، فيما أكدت واشنطن أن الظروف ليست ملائمة لتشكيل تحالف مع روسيا لمواجهة الإرهاب، مشيرة إلى أن أهداف الولايات المتحدة وروسيا مختلفة في سورية.
جاء ذلك في وقت عارضت طهران عقد لقاء لمجموعات معارضة سورية في السعودية في أواسط كانون الأول، بحسب موقع التلفزيون الإيراني.
وقال مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إن «اجتماع معارضين سوريين في الرياض مخالف لبيان «فيينا -2»، وإيران لا توافق على أي أعمال خارج هذا البيان».
وأضاف عبد اللهيان: «لقد تقرر في فيينا أن يعمل مبعوث الأمم المتحدة في سوريا على إعداد قائمة بالمعارضين بعد إجراء مشاورات على نطاق واسع»، وتابع أن «السعودية لم تلعب دوراً إيجابياً وبناء حول سورية في السنوات الخمس الماضية».
واتفق دبلوماسيو 17 دولة، بينها إيران، في فيينا في أواسط الشهر الحالي على مبدأ تنظيم مرحلة انتقالية سياسية في سورية في غضون 6 أشهر، وتنظيم انتخابات عامة في الأشهر الـ 18 التالية، كما اتفق المشاركون على إعداد قائمة بمجموعات المعارضة السورية، التي يمكن أن تشارك في حوار بين الأطراف السورية.
وكان مبعوث الأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا أعلن الأسبوع الماضي أن السعودية ستستضيف في أواسط الشهر المقبل اجتماعاً يضم مجموعات مسلحة سورية ومعارضين سياسيين للحكومة السورية لإعداد منصة مشتركة للمعارضة قبل الخوض في مفاوضات مستقبلية من أجل السلام.
من ناحية أخرى، أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن التعاون مع الجيش السوري لمحاربة تنظيم «داعش» ممكن فقط بعد رحيل الرئيس السوري بشار الأسد.
وصرّح فابيوس لإذاعة «فرانس انتر» من لوبورجيه أمس حيث افتتح مؤتمر الأمم المتحدة الـ21 حول المناخ «إذا توصلنا إلى عملية انتقال سياسي، ولم يعد بشار قائداً للجيش السوري، عندها يمكن القيام بأعمال مشتركة لمكافحة الإرهاب، لكن ذلك غير ممكن في ظل حكمه».
وأكدّ فابيوس أنه «من الواضح أن الجيش لا يمكن أن يعمل إلى جانب «المعارضة المعتدلة « طالما أنه تحت قيادة الأسد». وبعد أن تبنى تنظيم «داعش» بالاعتداءات الدامية التي أوقعت 130 قتيلاً في باريس في 13 تشرين الثاني، باتت أولوية باريس في سورية القضاء على هذا التنظيم.
جاء ذلك في وقت أعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس أن طائراتها المشاركة في العملية العسكرية في سورية نفذت أول طلعاتها مزودة بصاوريخ «جو جو«.
وقال العقيد إيغور كليموف قائد القوة الجوية الفضائية الروسية العاملة في سورية إنه «تم تزويد المقاتلات «سوخوي 34» بصواريخ «جو جو»، لتأمين حمايتها من الطيران المعادي»، مشيراً إلى أن «المقاتلة القاذفة من طراز «سو – 34» نفذت طلعاتها اليوم، مزودة بصواريخ «جو جو» قصيرة ومتوسطة المدى لحمايتها في الجو».
وبحسب المسؤول العسكري الروسي، فإن الصواريخ مزودة برؤوس ذاتية التوجيه قادرة على إصابة الأهداف الجوية على بعد 60 كيلومتراً.
وفي سياق متصل، أفادت وسائل إعلام تركية بوجود غواصتين تركيتين على الأقل في موقع مرابطة الطراد الصاروخي الروسي «موسكو» الذي يقوم بحماية قاعدة «حميميم» عند شواطئ اللاذقية.
وأعلنت هيئة الأركان التركية أن الغواصتين «دولوناي» و»بوراكرييس» تجريان حالياً دوريات في الجزء الشرقي من البحر المتوسط، أي بالقرب من الشواطئ السورية.
وتم إرسال الطراد «موسكو» الذي يملك تسليحاً قوياً وحديثاً إلى قرب الشاطئ السوري بعد إسقاط مقاتلة «إف- 16» تركية القاذفة الروسية «سو-24» فوق سورية، حيث صرحت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية بأن الطراد المزود بمنظومة «فورت» للدفاع الجوي المماثلة لمنظومة «إس-300» تمركز في 25 تشرين الثاني الحالي في منطقة محاذية لساحل ريف اللاذقية، وباشر المناوبة القتالية في تأمين الدفاع الجوي لقاعدة «حميميم» الجوية الروسية.
ميدانياً، أعلن الكرد أمس النفير العام لصد هجوم تنظيمي «جبهة النصرة» و»أحرار الشام» الإرهابيين على القرى بريف حلب الشمالي، بالتزامن مع استمرار الاشتباكات في محيط قرية شوارغة في ريف حلب الشمالي بين ما يعرف بـ «قوات سورية الديمقراطية»، من جهة و«جبهة النصرة» و«حركة أحرار الشام» من جهة أخرى.
وفي السياق، تمكن الجيش السوري من تحرير قرية العاكولة بريف حلب الشرقي بعد اشتباكات عنيفة مع مسلحي «داعش»، وأكدت مصادر عسكرية تدمير ثلاث وعشرين آلية للمسلحين ومقتل من فيهم جرّاء استهداف الجيش السوريّ لها بالصواريخ الموجهة في محيط تل دادين في ريف حلب الجنوبي.
من جهتها، أكدت القيادة العامة للجيش السوري رصد قوات حرس الحدود في الجيش تحشد مجموعات إرهابية ورتلي عربات محملة بالإرهابيين في منطقتي «دستورولو« و«اردو« الحدوديتين مع تركيا بالتزامن مع قطع الأتراك الكهرباء عن المنطقتين.
وقال المتحدث باسم الجيش السوري «بين الساعة الثالثة والخامسة من صباح 29/11/2015 قطع التيار الكهربائي عن منطقة «اردو« الحدودية وتم رصد رتلين من العربات المحملة بالعناصر الإرهابية وهي تعبر الحدود وعند استهدافها من قبل قوات حرس الحدود في الجيش العربي السوري أجبر أحد الأرتال على العودة باتجاه الاراضي التركية ودخل الرتل الثاني الى الأراضي السورية».
الى ذلك، يعقد ممثلون عن الحكومة السورية وفصائل مسلحة اجتماعاً اليوم الثلاثاء لبحث تسوية تتضمن خروج المسلحين من آخر نقاط سيطرتهم في مدينة حمص، برعاية الأمم المتحدة دون وساطة اقليمية.
وأعلن محافظ حمص، طلال البرازي أن الاجتماع سيعقد في مكتبه بحضور وفد من حي الوعر وممثلين عن الأمم المتحدة من أجل تثبيت الاتفاقات السابقة المتعلقة بتسوية نهائية في حي الوعر.
ويتضمن الاتفاق الذي يأتي بعد عامين ونصف على تنفيذ اتفاق الأحياء القديمة من حمص، خروج المسلحين ومعظمهم من «داعش» و«جبهة النصرة» على دفعات خلال 60 يوماً مدة تنفيذ الاتفاق، على أن يتم إخراج أول دفعة من المسلحين الرافضين للاتفاق إلى ادلب أو شمال حماه.
كما يتضمن الاتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح المعتقلين ودخول المساعدات الغذائية والطِبية، وإجلاء السلاح والمسلحين وعودة مؤسسات الدولة إلى الحي في أقرب وقت ممكن.