الأهرام: تحالف الجيش السوري مع روسيا يمتلك الأفضلية على الأرض

القاهرة ـ فارس رياض الجيرودي

استمرت جريدة الأهرام في تغطيتها للحدث السوري من خلال مبعوثها الميداني إلى دمشق ابراهيم سنجاب، الذي رأى في عدد أمس الاثنين من الأهرام في تقرير تحت عنوان «حرب التسويات في سورية» أن الصراع في سورية هو صراع بين طرفين أحدهما يتمثل على ميدان المعركة بجسم ملتئم واضح كامل الاتحاد في المسار والهدف والرؤية والغاية القتالية وهو يقاتل طرفاً آخر تمثله أجسام عدة متعددة الولاءات والأهداف والخبرات».

ورأى سنجاب في تقريره أن «الحليف الروسي شرعي يحلق إلى جوار طيران الدولة السوري باتفاق معلن، بينما على الجانب الآخر يحلق طيران 14 دولة ضمن تحالف دولي تقوده أميركا».

واعتبر سنجاب أن النوايا الروسية في محاربة الإرهاب الذي يهدد الكونفدرالية الروسية هي نوايا واضحة وسليمة، بينما يبدو الأمر على الجانب الأميركي وكأنه استثمار في الإرهاب وانتقاء في الأهداف على حد تعبير سنجاب، واستهجن الكاتب في تقريره فكرة دعوة ما يسمى بالجيش الحر لطاولة المفاوضات مندون أن يتخلى عن سلاحه إن لم ينخرط في قتال الإرهاب المتمثل على الأرض السورية بداعش والنصرة، فـ «الجيش الحر» بحسب الكاتب تلقى دعماً دولياً وعربياً يقدر بـ 40 مليار دولار لقتال جيش الدولة النظامي، ورأى الكاتب أن الجيش العربي السوري جيش قوي وقادر على الأرض، لذلك فإن الطرف الذي يمثله تحالف الدولة السورية مع روسيا هو الطرف الذي يمتلك أفضلية حسم مجريات الأمور، وهو ما تأكده نتائج مؤتمر فيينا التي عبرت بحسب سنجاب عن إقرار الدول الكبرى في العالم ببقاء النظام السوري.

وفي سياق المواجهة المندلعة في سورية، قال سعيد اللاوندي خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام الاستراتيجي، إن «ضرب تركيا للطائرة الروسية بحجة أنها اخترقت الأجواء التركية، هو تنفيذ لأجندة أميركية لجر روسيا لحرب مع تركيا».

وأضاف اللاوندي في تصريح خاص: «إن روسيا هي من فضحت أميركا بعد ضربها للإرهاب في سورية، والطائرات الأميركية كانت ترسل الأسلحة للإرهابيين، بهدف استمرار الحرب في سورية، وكي تبقى مجريات لمعركة تحت سيطرة أميركا دائماً».

وأردف خبير العلاقات الدولية: «إن أميركا وتركيا لا تريدان القضاء على داعش، لأن التنظيم سهل تنفيذ الخطط الأميركية في سورية».

أما استشاري الاقتصاد السياسي وسياسات الأمن القومي المصري، د.مدحت الشريف، فقد رأى أن: «ما تدّعيه تركيا من أنها لا تعرف أن الطائرة التي أسقطتها روسية هو أمر غير صحيح قطعاً، فما حدث هو تحرش من حلف شمال الناتو بموسكو». وأضاف الشريف أن: «المؤشرات تقول إن الطائرة الروسية لم تدخل المجال الجوي التركي» .

وأوضح الباحث المصري أن «الغرب يبذل جهوده لعزل روسيا وإضعافها ضمن الدوائر التي تحدد أمنها القومي».

من جهة أخرى قال رئيس وحدة الدراسات التركية في مركز الأهرام، محمد عبد القادر، إن «التطورات المتلاحقة بشأن الأزمة الروسية التركية الحالية تأتي في سياق التصعيد المتبادل من الجانبين».

وتابع: «هناك رغبة روسية بإعادة توجيه الصفعة لتركيا، خاصة أن حادث إسقاط المقاتلة سوخوى من وجهة نظر موسكو مدبر».

ورأى عبد القادر أن «الرئيس الروسي بوتين سيقوم بعمليات انتقامية غير مباشرة عن طريق ضرب التنظيمات المحسوبة على تركيا، مثل جيش النصرة والفتح»،

لافتاً إلى أن الاعتذار التركي لن يغير من الأمر شيء، كون موسكو استغلت الحادث من أجل تحييد أنقرة عن المنطقة وإخراجها من اللعبة السياسية.

أما الباحث والكاتب في صحيفة «الأهرام» د. سامي عمارة فقد رأى أن «أردوغان كان يطمح في زيادة حجم التبادل التجاري مع روسيا من قرابة الأربعين حتى مئة مليار دولار»، بينما هو يقف اليوم على مشارف كارثة اقتصادية يمكن أن تحل باقتصاد بلاده على حد تعبير عمارة، وذلك بعد إعلان الحكومة الروسية عن قائمة العقوبات التي قد تطال مشروع بناء المحطة النووية في تركيا بما يعادل عشرين مليار دولار، فضلاً عن وقف خط الغاز «التيار الجنوبي»، وعشرات المشاريع الاقتصادية الكبرى، وإغلاق سوق الاستثمارات المشتركة وحركة البناء والعقارات في روسيا والتي يعمل بها عشرات الألوف من الأتراك، فضلاً عن توقف حركة السياحة بكل ما كانت تدره من مليارات الدولارات.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى