معرض بيروت العربي الدولي للكتاب 59… الفنّ يتماهى مع القراءة
لمى نوّام
أن تنظّم معرضاً للكتاب، ربما يكون ذلك خطوة إيجابية تحتاج إلى جهد معيّن. وأن تنظّم معرضاً ضخماً للكتاب يتّخذ الصفة الإقليمية الدولية، فحتماً ستكون جهودك مضاعفة. ولكن، أن تواظب على تنظيم معرض ضخم عربي دولي للكتاب منذ أكثر من خمسة عقود، فإنّ هذا يتطلّب جهوداً جبارة، لا يتنكّبها إلّا من يؤمن بجهوده وقدرته.
ضمن هذا المشهد، يبرز النادي الثقافي العربي، صاحب الجهود الجبارة في تنظيم معرض بيروت العربي الدولي للكتاب منذ 59 سنة، على رغم كلّ ظروف الحرب التي مرّ بها هذا اللبنان.
«البناء» التي تواكب فعاليات معرض بيروت العربي الدولي للكتاب المُقام حالياً في مدينة المعارض ـ بيال، التقت مدير المعرض فادي تميم الذي قال: مقارنةً مع السنة الماضية، كان افتتاح المعرض هذه السنة جيّداً جداً، من ناحية حضور الشخصيات الرسمية والإقبال من المواطنين على رغم الظروف التي يمرّ بها لبنان.
وأضاف تميم: بيروت هي المدينة العربية الأولى التي تنظّم معرضاً عربياً ودولياً للكتاب. إذ ننظّم هذه السنة الدورة التاسعة والخمسين من المعرض. دور النشر المشاركة عددها أفضل من السنة الماضية، إذ زاد هذا العدد بنسبة 5 في المئة، على صعيد لبنان والعالم العربي والعالم. ونلاحظ أنّ هناك دور نشر تشارك للمرّة الأولى، لا سيما من تركيا والصين، إضافة إلى الدول المشاركة بنسبة جيدة، وذلك من الكويت، سلطنة عُمان، ليبيا، سورية، مصر، إضافة إلى لبنان ممثّلاً بوزارة الثقافة ووزارة المالية وعشرات دور النشر.
وعن الإقبال على المعرض يقول تميم: الحضور كثيف، نحن نتطوّر مع التطور التكنولوجي في لبنان والعالم. وهذه السنة، وللمرّة الأولى، نشهد جناحاً خاصاً بالتكنولوجيا، بالتعاون بين النادي الثقافي العربي و«بيروت ديجيتال»، وغرفة التجارة والصناعة والزراعة. هذا الجناح يعرض أموراً عدّة منها: التطبيقات الجديدة والفعّالة في الأسواق، تطبيق النادي الثقافي العربي كنادٍ على الهاتف الجوّال، وتطبيق خاص بمعرض بيروت العربي الدولي للكتاب. هذه التطبيقات تسمح للجمهور بأن يطّلعوا على دور النشر المشاركة، خريطة المعرض، والكتب الموجودة، ولدى أيّ دار ممكن الحصول عليها.
ختاماً، يقول تميم: إننا في النادي الثقافي العربي، إذ نواظب على تنظيم معرض بيروت العربي الدولي للكتاب سنوياً على رغم كل الظروف الأمنية، والاقتصادية أيضاً، فإنّنا بذلك نحاول جاهدين العمل على تحقيق استمرارية العلاقة الحميمة بين القارئ والكتاب، كما نحاول جاهدين الإبقاء على وجه بيروت الثقافي المستمر منذ وُجدت هذه المدينة.
وقالت رئيسة اللجنة التشكيلية في النادي الثقافي العربي أسيمة دمشقيّة: معرض الفن التشكيلي وعنوانه «بلا قيود»، الذي يواكب معرض بيروت العربي الدولي للكتاب، يُقام للسنة الخامسة على التوالي، ويشترك فيه عدد من الفنانين التشكيليين والنحاتين، كما يضمّ أعمالاً إبداعية في عدد من المجالات منها الخط العربي والتشكيل، التصوير الضوئي والعيون المبدعة، إعادة الاستعمال والتدوير الذي يهدف إلى المحافظة على البيئة والتخفيف من المهملات.
وتضيف دمشقية: الإقبال على الزاوية التشكيلية جيد جداً كما الصدى، والشخصيات وزوار المعرض أبدوا إعجابهم الشديد بنوعيّة الأعمال المعروضة واللوحات والمنحوتات، على رغم التفاوت في مستويات الفنانين المشاركين. فمنهم فنانون مخضرمون، ومنهم ناشئون يعرضون أعمالهم للمرّة الأولى في معرض تشكيليّ، لكن الأصداء كانت إيجابية من ناحية أسلوب العرض، ومن طريقة مزج اللوحات بين الفنان المخضرم والآخر المبتدئ.
وعن أكثر منحوتة أو لوحة لفتت زوّار الزاوية التشكيلية قالت دمشقية: الحفر على قلم الرصاص للفنان والنحات نعمان الرفاعي، أكثر ما أثار إعجاب الزائرين، خصوصاً أننا للمرة الأولى في زاويتنا التشكيلية نستضيف فناناً ينحت على «رصاصة» قلم الرصاص. إنها فكرة جديدة، ومنمنمة جميلة لافتة ومثيرة للفضول. الزوّار جميعاً اقتربوا لمشاهدة النحت وكيفية تنفيذه على مصغّرة قلم.
وعن المشاركين في زاوية «بلا قيود» قالت دمشقية: شارك في المعرض 53 فناناً، معظمهم من لبنان ومن العراق، وهناك فنانة من السعودية وأخرى من فرنسا، وفنان من البحرين.
وعن الجديد هذه السنة في المعرض قالت دمشقية: جديدنا لهذه السنة مشاركة ستة مصورين فوتوغرافيين، ولوحة مطرّزة على القماش للفنان السوري إبراهيم شيخو لمصمّم الأزياء العالمي إيلي صعب، وهناك أيضاّ مجسّم على شكل عروس مصنوع من قنينة الماء لتسليط الضوء على أهمية إعادة التدوير، للفنانة ثريا حلّال، ودواليب خشب تستعمل للجلوس في الحديقة للفنان رضوان باقي، إضافة إلى أوانٍ معتّقة وخزفيات للفنان العراقي مختار الأنصاري.
بدورها، قالت رئيسة اللجنة الثقافية في النادي الثقافي العربي نيرمين الخنسا: متفائلة جداً من هذه الانطلاقة لمعرض بيروت العربي الدولي للكتاب بدورته الـ59، ومن المبكر أن نحكم على الإقبال لأننا ما زلنا في أيام المعرض الأولى، لكنني أتمنى أن يكون هناك إقبال كثيف.
وعن أبرز نشاطات النادي الثقافي العربي في معرض الكتاب قالت الخنسا: كرّمنا الفنان الكبير رفيق علي أحمد الإثنين الماضي، فضلاً عن عرض مسرحية بعنوان «ألاقي زيّك فين يا علي»، وهي تحيّة للشعب الفلسطيني المقاوِم، وهذه المرّة الأولى التي نشهد فيها مسرحيّة في معرض الكتاب. والجميع مدعوّون لحضورها، والبطاقات موجودة مجاناّ من النادي الثقافي العربي. وهناك أمسية شعرية للشاعرة ماجدة داغر، ونشاط مهم بعنوان «أزمة المطالعة في لبنان» التي ستقام اليوم الثلاثاء بالتعاون مع اللجنة الوطنيّة لليونيسكو، هذا النشاط يجمع عدداً من الفاعلين في المجالات كافة، واخترنا أسماء تُمثّل مختلف شرائح المجتمع الثقافي. وسوف نناقش أزمة المطالعة في لبنان ليس فقط من ناحية طرح المشكلة، إنما أيضاً لمحاولة إيجاد حلول لهذه المشكلة. كما يتضمّن برنامج نشاطاتنا حلقة دراسية حول «أزمة النشر في لبنان» نناقش فيها ما تواجهه دور النشر في لبنان من مصاعب ومعوّقات. إضافة إلى مسرحة نصوص أدبية بالتعاون مع مؤسسة «بان»، إضافة إلى نشاط لجمعية «جاد»، ونشاط لجمعية «فرح العطاء»، كما أننا سنكرّم الإعلامي سركيس نعّوم.