المطران عطاالله حنا: مواقفنا لا تباع ولا تشترى بالمال
ألقى المطران عطاالله حنا كلمة يوم الخميس الماضي دعماً للكنيسة الأرثوذكسية المقدسية واحتجاجاً على الممارسات والسياسات التي ينفذها بطريرك الكنيسة ثيوفوليوس يوناني الأصل تجاه المطارنة والكهنة العرب.
قال المطران عطاالله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس: «إننا ندرك جيداً أن الثمن الذي قد ندفعه سيكون غالياً لأننا نتصدى لتيار داخل الكنيسة مدعوم من قبل قوى الشر العالمية، ولكننا نفضل دفع هذا الثمن على أن نكون صامتين ساكتين متفرجين مكتوفي الأيدي أمام ما يرتكب بحق كنيستنا من قبل أناس كان من المفترض أن يكونوا مؤتمنين عليها، ولكنهم خانوا الأمانة وأصبحوا جزءاً من المؤامرة التي حيكت وما زالت تحاك ضد كنيستنا الارثوذكسية، وتستهدف الحضور المسيحي العربي الوطني المشرقي في فلسطين». وأضاف: «لقد صمتنا بما فيه الكفاية وانتظرنا بما فيه الكفاية حتى بلغ السيل الزبى، وسكوتنا وانتظارنا لم يكن في يوم من الأيام سكوت المستسلم أو الضعيف، بل كنا نتوقع أن يتحرك الضمير وأن يصحو من كبوته، ولكن للأسف تبين لنا أنه لا يوجد هنالك أصلاً ضمير لكي يصحو من كبوته ولا يوجد أدنى حس بالمسؤولية».
وتساءل المطران: «عن أي ضمير نتحدث وكنيستنا يقودها أناس مصلحتهم مربوطة بالصهيونية والماسونية وقوى الشر العالمية؟ أي أن عدو الكنيسة داخلها. تحدثنا كثيراً عن الإصلاح في المؤسسة الكنسية واتهمنا بالتعريب وكأن المطالبة بالتعريب جريمة وهنا يحق لنا أن نتساءل «لماذا يحق لليوناني أن يقول بأن البطريركية جزء من تراثه القومي اليوناني ونحن لا يحق لنا التحدث عن التعريب؟ لماذا يحق لليوناني التحدث عن كنيسة يونانية ونحن لا يحق لنا التحدث عن كنيسة عربية؟ هل يحق للمستعمر أن يقول ما يريد بينما نحن محرم علينا أن نعبر عن انتمائنا الروحي والوطني؟». وتابع المطران قائلاً: «إن البطريرك اليوناني ثيوفيلوس ومساعديه ومعاونيه أساؤوا للبطريركية وللكنيسة وللمسيحية المشرقية العريقة، واليوم يمعنون في إساءاتهم وقد فقدوا البصر البصيرة وأعمى بصائرهم المجد العالمي الزائل».
واعتبر عطاالله حنا «أن ما تمر به بطريركيتنا من سوء إدارة وحالة فوضى وتفكك داخلي، لهو أمر يعرفه الجميع وحقيقة يدركها المقيمون في البطريركية جميعاً»، وتابع: «لن نسمح ببقاء قيادة كنسية تتآمر علينا ليلاً ونهاراً وتشوه صورة الكنيسة وتسيء للحضور المسيحي العربي في هذه الديار». وأضاف: «ما هو مصير الأوقاف التي سربت وهل بقي اليوم أوقافاً لكي تسرّب أصلاً؟ ولماذا يتم التآمر على الإكليروس العربي الوطني ويُستهدف من يسعون يومياً إلى إبراز الوجه الحقيقي لكنيستنا؟ لماذا لا يعاقب دعاة التجنيد والأسرلة والصهينة بينما الإكليروس الوطني يُستهدف بالإساءة والتشهير والتطاول وقطع الرواتب والعقابات الظالمة، لا بل بتشويه السمعة أيضاً وبأساليب قذرة؟».
ودعا حنا الأخوة المطارنة والكهنة «إلى كسر حاجز الخوف والصمت، فلا تسمحوا لحفنة من الدولارات بأن تجعلكم صامتين متفرجين أمام هذه المجزرة الغير مسبوقة التي ترتكب بحق كنيستنا».
وأردف متسائلاً: «هل ما يحدث معنا وبحقنا من اضطهاد واستهداف هو جزء من المخطط الذي يستهدف الحضور المسيحي في هذا المشرق؟». وقال: «إنه أمر مضحك مبكي في آونة واحدة أن يظن البطريرك ومجمعه أن قطع الراتب سيجعلنا نتراجع عن مواقفنا. لا نريد راتبكم إذا كان مشروطا بمواقف سياسية معادية لأمتنا العربية وشعبنا الفلسطيني. ومواقفنا ومبادؤنا لا تباع ولا تشترى بالمال»؟ محذراً بكل أمانة ومسؤولية وحرص من «أن أقدم وأهم مؤسسة مسيحية روحية في القدس مهددة بالانهيار، إذا لم تكن قد انهارت بالفعل».
وأعلن المطران أن كل واحد منا مدعو لتحمل مسؤولياته خصوصاً «أخوتنا المطارنة والإكليريكيين كافة، فلا يجوز لنا أن ننسى أو أن نتناسى أننا في وقت من الأوقات سنقف أمام الديان العادل لكي يحاسبنا. لن نتنازل عن أصالتنا المسيحية المشرقية العربية، ولن نتنازل عن انتمائنا للشعب العربي الفلسطيني الذي قضيته قضيتنا ومعاناته معاناتنا وجراحه جراحنا».
واختتم قائلاً: «نرفع دعاءنا إلى الله من أجل أن يحفظ ويصون كنيسته ويبعد عنها الأعداء المنظورين وغير المنظورين، وأن يقوينا جميعاً لكي نحافظ على هذه الأمانة ونصون هذه الرسالة بتواضع ومحبة».