تحرير العسكريين الأسرى لدى «النصرة» مع جثمان الشهيد حمية مقابل 13 «سجيناً» وتعهّد حكومي بإطلاق المخطوفين لدى «داعش»

بعد معاناة في الأسر لدى «جبهة النصرة» التابعة لـ«القاعدة» استمرّت حوإلى سنة وأربعة أشهر ذاقوا خلالها صنوفاً من العذاب والترهيب، ولا سيّما ذبح رفيقين لهما هما الشهيدان محمد حمية وعلي البزّال، ومفاوضات شاقّة غير مباشرة خاضتها المديرية العامة للأمن العام مع الخاطفين، عاد العسكريون الستة عشر الذين تبقّوا في الأسر، إلى وطنهم أمس محرّرين تنفيذاً لاتفاق تبادل بين الجانب اللبناني والجبهة التي مارست إرهابها حتى اللحظة الأخيرة قبل بدء تنفيذ الاتفاق الذي انقلبت عليه مراراً، متلاعبةً بأعصاب أهالي العسكريين من دون رحمة أو وازع ديني. فيما يبقى تسعة أسرى لدى تنظيم «داعش» وسط آمال بتحريرهم وإعادتهم إلى ذويهم سالمين.

البداية

الاتفاق مع «النصرة» بدأأأ فجراً بعد نضوج المفاوضات ليلاً بين الجانب اللبناني و«جبهة النصرة» عبر الوسيط القطري، بتسلّم المديرية العامة للأمن العام جثّة الجندي الشهيد محمد معروف حميّة.

وأكّدت تلك الخطوة أنّ الصفقة تسير وفق المرسوم، فانتقل المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، قرابة العاشرة والنصف صباحاً، إلى نقطة وادي حميد الحدودية التي اختيرت لإتمام عملية التبادل، للإشراف على التحضيرات. وأعلن أنّ «صفقة التبادل تمّت بشروط تحفظ السيادة وأقلّ من ذلك لم يكن ممكناً، وأكّد الاستعداد للتفاوض مع تنظيم «داعش» لتحرير العسكريين لديه إذا وجدنا من نتفاوض معه»، مشيراً إلى أنّ الفرحة لن تكتمل قبل عودة المحتجزين لدى تنظيم «الدولة».

وردّاً على سؤال عن قرار السجناء المفرَج عنهم البقاء في لبنان، أكّد إبراهيم أنّه «يمكنهم البقاء في لبنان، لأن لبنان بلد الحرية»، مضيفاً «لا داعي للشكر هذه واجباتنا»، قبل أن يعود إلى مركز القيادة في منطقة اللبوة لمتابعة العملية.

في غضون ذلك، كانت «النصرة» في الجرود، تُهيِّئ العسكريين الـ16 لنقلهم إلى لبنان، وقبل إطلاقهم طلب مسؤول «النصرة» في القلمون أبو مالك التلّي حضور كاميرات قناة «الجزيرة» كي تبثّ الحدث مباشرةً ومقابلات مع الجنود، وهم ما زالوا في قبضة «النصرة». وقد بدت الفرحة واضحة على وجوه العسكريين. وعلى وقع صيحات التكبير التي ردّدها عشرات عناصر «الجبهة» الملثّمين الذين رفعوا الرايات السود والسلاح، وجّه العسكريون الشكر إلى «التلّي» ومصطفى الحجيري «أبو طاقية»، متمنّين إطلاق سراح العسكريين المخطوفين لدى تنظيم «داعش».

نقل النسوة السجينات

في الأثناء، كانت سيارة تابعة للصليب الأحمر، تقلّ النسوة السجينات اللواتي كنّ في السجون اللبنانية تصل إلى وادي حميد، فتأكّد عناصر «النصرة» الذين كلّفوا متابعة عملية التبادل، من هويّاتهن وسألوهن عن المكان الذي يرغبن في الانتقال اليه. فأعلنت سجى الدليمي، طليقة أمير «داعش» أبو بكر البغدادي، أنّها تريد العودة إلى بيروت لتسوية أوراقها ومن ثم الانتقال إلى تركيا. ولفتت إلى أنّ أخاها ينتمي إلى «جبهة النصرة»، وأوضحت أنها طليقة البغدادي منذ 6 سنوات. وأُفيد أنّ معظم الخارجين من السجون اللبنانية وعددهم الإجمالي 13، ومن بينهم 5 نسوة، قرّروا البقاء داخل عرسال.

وصول المحررين

وإثر تثبّت «النصرة» من التزام الجانب اللبناني بما تعهّد به في الصفقة، وبالتزامن مع وصول الشاحنات المحمّلة بالمواد الغذائية، إلى المنطقة، شقّ موكب «النصرة» وعلى متنه العسكريون، طريقه إلى وادي حميد. ولدى وصول الموكب، ووسط تجمّع كثيف لعناصر «النصرة» وهم ملثّمون ومسلّحون، ويرفعون الأعلام السوداء، ترجّل العسكريون المحرّرون على دفعات، وتوزّعوا على 3 سيارات تابعة للصليب الأحمر، وشكروا من ساهموا في إطلاق سراحهم، وبدت البهجة واضحة على وجوههم الملتحية والمتعبة.

وكان حاضراً في وادي حميد الشيخ مصطفى الحجيري «أبوطاقية»، الذي أعلن الاستعداد للمساهمة في الافراج عن العسكريين لدى تنظيم «داعش». كما حضر نائب رئيس بلدية عرسال أحمد الفليطي وأعضاء هيئة علماء القلمون.

بنود الاتفاق

وقُبيل انطلاق موكب العسكريّين نحو بيروت، قرأ الناشط الحقوقي نبيل الحلبي بنود الاتفاق بين «جبهة النصرة» والجانب اللبناني، والذي تضمّن:

– فتح ممرّ إنساني آمن بين مخيم اللاجئين وعرسال بشكلٍ دائم، ما يؤدّي إلى تخفيف الاحتقان بين اللاجئين والقوى الأمنية.

– تأمين إغاثة بشكل شهري من خلال الهيئات الإنسانية.

– إجلاء الجرحى المدنيين وتسهيل دخولهم إلى مشافي عرسال، حيث سيتمّ الاطلاع على لائحة بأسماء الجرحى، بالإضافة إلى تسوية إقامات السوريين داخل الأراضي اللبنانية، كما تمّ التعهد بتسوية أوضاع من يُريد من السجناء المفرج عنهم البقاء في لبنان أو السفر.

– تأمين مواد طبية وتجهيز مشفى عرسال.

– جعل وادي حميد منطقة آمنة للّاجئين السوريين.

– متابعة الأوضاع الإنسانية والقانونية للّاجئين، وترتيب أوراقهم.

وبعد ذلك انطلق الموكب من وادي حميد باتجاه بيروت.

اللبوة

ووصل موكب العسكريين المحرّرين إلى مركز اللواء الثامن في الجيش اللبناني في اللبوة، وسط احتفالات الأهالي وإطلاق المفرقعات. وبعد أن خضعوا لفحوص طبية، حلقوا ذقونهم وارتدوا بزّاتهم العسكرية في المركز، ثم انطلق موكب العسكريين نحو السراي الحكومي في بيروت الذي كان يستعد لإقامة استقبال رسمي لهم بمشاركة أهاليهم.

الأمن العام

وبعد إتمام الصفقة، صدر عن المديرية العامة للأمن العام البيان الآتي: تتويجاً للجهود التي قامت بها المديرية العامة للأمن العام بشخص مديرها العام اللواء عباس ابراهيم مكلّفاً من الحكومة اللبنانية، تمّت ظهر اليوم أمس عملية تحرير ستة عشر عسكرياً كانوا مختطفين لدى «جبهة النصرة» في جرود عرسال، وهم الآن في عهدة الأمن العام.

والعسكريون هم: من الجيش اللبناني: الرقيب جورج الخوري، الجندي أول ناهي عاطف بوقلفوني والجندي ريان سلّام. ومن قوى الأمن الداخلي: المعاون بيار جعجع، الرقيب أول إيهاب الأطرش، العريف سليمان الديراني، العريف ميمون جابر، العريف أحمد عباس، العريف وائل حمص، العريف زياد عمر، العريف محمد طالب، الدركي لامع مزاحم، الدركي عباس مشيك، الدركي ماهر فياض، الدركي جورج خزّاقة والدركي رواد بودرهمين».

وشكرت المديرية «كل الذين ساهموا في إنجاز هذه العملية الإنسانية والوطنية والتي أدّت إلى عودة العسكريين إلى وطنهم وذويهم»، مؤكّدة أنها لن تألو جهداً في العمل على استعادة العسكريين المخطوفين لدى «داعش».

استقبال السراي

وفي السراي الحكومي أُقيم استقبال رسمي وشعبي للمحرّرين تقدّمه رئيس الحكومة تمام سلام بحضور أعضاء خلية الأزمة الوزراء: سمير مقبل، علي حسن خليل، وائل أبو فاعور، نهاد المشنوق وأشرف ريفي وسفير قطر لدى لبنان محمد علي المري.

كما حضر قائد الجيش العماد جان قهوجي، المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء إبراهيم بصبوص، المدعي العام التمييزي القاضي سمير حمود والأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء محمد خير، وأهالي العسكريين المحرّرين.

سلام

وألقى سلام كلمة قال فيها: «من السراي الكبير من دار اللبنانيين، من هذه الدار حيث تُعالَج هموم ومشاكل اللبنانيين، كانت الوقفة المعبّرة الصارخة الوطنية لمجلس الوزراء يوم ووجِهنا بهذا العمل الإرهابي ضدّ الوطن، وكانت خلية الأزمة وبدأ العمل».

أضاف: «أغلب الأهالي بيننا اليوم مرّوا معنا بالمعاناة، هذه المعاناة ببعدها الإنساني، الذي تجلّى بأشكال مختلفة، وأتفهّمه ونتفهّم جميعاً على مستوى الأمهات والآباء والزوجات والعائلات، ولكن أيضاً هناك بُعد وطني تمثّل بأبطالنا العسكريين الذين تحمّلوا وقاسوا وصمدوا وصمدنا معهم وكان الانفراج، وكانت الأفراح، وكان الإنجاز».

وتابع: «لكن لا بدّ لي من أن أذكر بهذه المناسبة شهداءنا الذين نترحّم عليهم، وآخرهم كان جثمان محمد حميّة رحمه الله، الذي تسلّمنا جثته اليوم أيضاً من ضمن هذا الإنجاز، المسيرة ماضية ونحن وجنودنا الأبطال والعسكريين الأبطال وعائلاتهم ماضون في المسيرة لنحقق المزيد من الإنجازات، ويعلم الجميع أنّ أمامنا إنجازاً كبيراً ما زال يشكّل تحدّياً لنا جميعاً وهو ما بقي لكم من إخوان عسكريين في الأسر. علينا أن نسعى أيضاً إلى تحريرهم وإلى الفوز بالنتائج الطيبة من أجل لبنان واللبنانيين ومن أجل وحدة وطننا ووحدة موقفنا وقرارنا. ثقوا بدولتكم ثقوا بحكومتكم».

واختتم سلام كلمته بتوجيه الشكر لقطر

والدول والقيادات كافة، التي ساهمت معنا وسعت من أجل هذه الفرحة». وخصّ بالشكر اللواء إبراهيم والأمن العام «هذه المؤسسة التي تمكّنت بصبر وبأناة وببراعة من إدارة هذا الملف لما وصلنا إليه من نتائج طيبة»، كما شكر الصليب الأحمر اللبناني «هذا الجندي المجهول الذي يواكب كل مصاعبنا وكل الأهوال التي مررنا بها، وكان له اليوم الدور المميّز في ما احتضنّاه جميعاً من أبطالنا العسكريين».

إبراهيم

وألقى اللواء إبراهيم بدوره، كلمة عدّد في مستهلّها أسماء العسكريين المحرّرين، وقال: «لأنّ لبنان بلد الحرية عدتم أحراراً إلينا، ها هم العسكريون الأبرار يعودون إلى حضن وطنهم، إلى حضن شرعيّتهم ومؤسساتهم، إلى ذويهم ورفاقهم كي يعاودوا من جديد ما بذلوه. كانت محنة الأشهر الـ 16 خير شاهد على أنهم برّوا بقسمهم، وصمدوا بين أيدي خاطفيهم، لم يفقدوا إيمانهم بالله ولا بذواتهم ولا بإرادتهم ولا بدولتهم التي منذ احتجازهم لم توفّر أيّ جهد في سبيل استعادتهم إلى أن وصلنا إلى هذا اليوم».

أضاف: «لا بدّ من توجيه الشكر إلى كل من انضمّ إلى جهودنا في سبيل إطلاقهم. إنّها المرة الثالثة التي تمرّ الدولة اللبنانية بمثل امتحان كهذا مع هذه الجماعات، وهي تتمسّك بكرامتها وصلابة موقفها التفاوضي وعدم التخلّي عن مقوّمات السياسة، في الوقت الذي حرصت فيه على أرواح عسكريّيها وحمايتهم بُغية استعادتهم. كانت شروط التفاوض شاقّة وطويلة، ولم نكن نريد لها أن تطول إلى هذا الحدّ، ولكن سقف الكرامة الوطنية والتمسّك بثوابت دولة القانون وعدم التخلّي عن السيادة أفضت إلى تكريس حقوقنا واستعادة عسكريّينا، هذا المسار سلكناه منذ محنة مخطوفي اعزاز مروراً بملف راهبات دير سيدة معلولا وحتى الآن، وفي المرّات الثلاث خرج لبنان منتصراً بهيبة دولته وبصون مؤسساته وبثبات مؤسساته وعزّة شعبه. إنّه يوم فرح لكننا نتوخّى الوصول إلى يوم الفرح الذي نستعيد معه العسكريين المختطفين لدى داعش».

وتابع: «أشكركم دولة الرئيس، وأشكر أعضاء خلية الأزمة على الثقة التي أوليتموها للمفاوض اللبناني متسلّحاً بالثوابت التي ساعدت على منحنا الصلابة في مفاوضات شاقة ومتعبة، لكن المشقّة والتعب يرخصان لدى رؤية وجوه العسكريين المحررين، ووجوه أهلهم المغرورقة بدموع الفرح. وأتوجّه بالشكر أيضاً ومن خارج السياق إلى دولة الرئيس سعد الحريري الذي كان سنداً لنا في كل مراحل التفاوض والذي أكّد أينما حلّ أنّ هذا الملف وطني وليس مذهبياً على الإطلاق، وأشكر السيد حسن نصرالله ولن أدخل في التفاصيل فدولة الرئيس ومعالي وزير الداخلية على علم بكل ما جرى في تفاصيل التفاوض».

واختتم: «اليوم من السراي الحكومي، أقول لكم أيها العسكريين: هنيئاً لكم الحرية على أمل استكمال الفرحة الأولى بفرحة مماثلة في استعادة عسكريّينا لدى «داعش»: المعاون إبراهيم مغيط، العريف علي المصري، العريف مصطفى وهبة، الجندي أول سيف ذبيان، الجندي علي الحاج حسن، الجندي عبد الرحيم دياب، الجندي محمد يوسف، الجندي خالد حسن وجثّة الشهيد العريف عباس مدلج.

ثمّ عانق العسكريون المحرّرون أهاليهم وسط نثر الورود والزغاريد، والكثير الكثير من دموع الفرح، بعد ذلك انتقلوا معهم إلى مكان الخيمة التي نفّذ الأهالي اعتصامهم فيها وسط بيروت.

الخارجية القطرية

من جهتها، أعلنت وزارة خارجية قطر في بيان، أنّ «الوساطة القطرية نجحت في إطلاق 16 عسكرياً لبنانياً كانوا مختطفين في جرود عرسال منذ آب العام الماضي، مقابل 25 أسيراً بينهم 17 امرأة وأطفالهن، وهذه الوساطة جاءت تلبية لطلب من الحكومة اللبنانية، وقد قامت الأجهزة المعنية بدولة قطر بجهود حثيثة ومكثّفة من أجل إطلاق سراح الجنود اللبنانيين المختطفين منذ آب 2014 في بلدة عرسال، بالتعاون مع الأمن العام اللبناني».

ولفتَ البيان إلى أنّ «نجاح المبادرات الإنسانية يأتي ثمرة لرؤية دولة قطر التي تُعطي الأولوية لحل النزاعات بالطّرق السلمية والسياسية»، مؤكّداً أنّ «الجهود القطرية جاءت انطلاقاً من إيمان دولة قطر الكامل والتامّ بتحقيق المبادئ الإنسانية والأخلاقية، وحرصها على حياة الأفراد وحقّهم في الحرية والكرامة».

الأسرى لدى «داعش»

إلى ذلك أكّد وزير الصحة وائل أبو فاعور لدى زيارته قبل الظهر أهالي العسكريين المخطوفين في وسط بيروت، الذين كانوا يحتفلون بتحرير أبنائهم لدى «جبهة النصرة» أنّ الأسرى لدى «داعش» هم في الجرود اللبنانية، موضّحاً أنّ عددهم أصبح ثمانية بعدما «أجبرت الظروف أحد المخطوفين على الذهاب إلى منطقة سورية معيّنة نتيجة روابط عائلية معيّنة»، رافضاً الإفصاح عن هويته.

وعاهد الأهالي بأنّ الدولة ستعمل للإفراج عنهم.

من جهته، أكّد وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، أنّه لا يوجد أي مضمون جديّ أو قناة اتصال جديّة بين الدولة اللبنانية وبين تنظيم «داعش» بشأن المحتجزين لديه، مؤكّداً «لن نترك باباً إلا وندقّه، ولن نترك طريقة إلّا ونستعملها، ولن نترك وسيلة اتصال إلا وسنلجأ إليها، لمتابعة الجهد من أجل الإفراج عن العسكريين التسعة الموجودين لدى تنظيم الدولة».

وأشار إلى أنّ «الكشف عن التفاصيل المتعلّقة بالشروط الأخيرة للإفراج عن العسكريين المحتجزين لدى «النصرة» لا يزال مبكراً».

واعتبر أنّ منطقة عرسال «محتلة، إرادتها ليست لأهلها ولا للأمن الرسمي اللبناني»، وربط ذلك بوجود عشرات الآلاف من النازحين السوريين مع عدد كبير من المسلحين في الجرود، وفي داخل عرسال.

وقال إنّ اتّفاق التبادل «ليس عملياً اعترافاً، لا بهذا الاحتلال ولا اعتبار البلدة أنّها تحررت».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى