ماجد لـ»البناء»: نسعى إلى تشجيع الاستثمار وتحفيز الإنتاج في لبنان

لمى نوّام

فرض الإعلام الجديد نفسه، كقوّة تأثير جماهيريّة واسعة في الأوساط الثقافيّة والسياسيّة والاجتماعيّة، وأصبح، إلى حدٍّ ما، صانعاً للسياسات والقرارات، ما جعل أي إعلام سابق له أشبه بهيكل ٍ كسيح عاجزٍ عن مجاراته، وقد استحوذ الإعلام الاجتماعي والإلكتروني على اهتمام الدول والمؤسسات والمجتمع المدني، مما أدّى إلى بروز إشكاليّة بين الإعلام التقليدي والإعلام الجديد.

وانطلاقاً من هذه الإشكالية، أكّد مدير الدراسات والمنشورات في وزارة الإعلام خضر ماجد في حديث لـ»البناء» أنّ الإعلام التقليدي والإعلام الجديد يشكلان الإعلام المتكامل، وليس لأيّ منهما أن يطغى على الآخر، بل إنّ مهمّة الإعلام التقليدي هي تصويب وتعديل أهدافه، بما يتماشى مع الإعلام الجديد بغية الوصول إلى قانون إعلامي جديد.

ولتسليط الضوء أكثر على هذه الإشكالية، ينطلق صباح اليوم الأربعاء المؤتمر الإعلامي الثاني تحت عنوان «الإعلام الجديد: الاستراتيجيات والتحديات… الهوية الوطنيّة ونشر الوعي» الذي تنظمه مديرية الدراسات والمنشورات اللبنانية في وزارة الإعلام، برعاية وزير الإعلام رمزي جريج وحضوره، وبالتعاون مع المعهد العالي للدكتوراه والعلوم الإنسانية والاجتماعية وكلية الإعلام في الجامعة اللبنانية، وبمشاركة عدد من الجامعات الخاصة وبعض المؤسسات الإعلامية في لبنان، وذلك في المعهد العالي للدكتوراه في كلية الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية في سن الفيل ـ حرش ثابت ويستمرّ المؤتمر حتى يوم غدٍ الخميس.

ويُعتبر هذا المؤتمر الأوّل من نوعه في لبنان من ناحية المواضيع والمشاركين من كافة الاختصاصات والمجالات: أكاديميين وإعلاميين وأساتذة جامعات وعاملين في المؤسسات الإعلامية الخاصّة والرسمية والذين سيُقدّمون اقتراحاتهم وأفكارهم.

وحول الغاية من عقد المؤتمر قال ماجد: «في إطار الجو العام للإعلام الجديد، انطلقنا كوزارة إعلام ومديرية دراسات، من مواكبة التطوّرات العالميّة في مجال الاتصال والإعلام، ولا سيما أنّ الإعلام الجديد ومواكِب ومكمّل لما يُعرَف بالإعلام التقليدي، أي الإذاعة والتلفزيون والصحف اليومية، وقد أصبح هذا النوع من الإعلام في متناول كلّ إنسان، وصار الخبر وليد اللحظة، ما جعل كلّ مستخدم له شريكاً في صناعة الخبر».

وأضاف: «بعد التشاور مع وزير الإعلام الأستاذ رمزي جريج، ومدير عام وزارة الإعلام الدكتور حسّان فلحة، قرّرنا أن نعقد مؤتمراً وطنيّاً يجمع الإعلام المهني والتقني والأكاديمي، وصولاً إلى الإعلام الجديد بوسائله ووسائطه الاتصالية الجديدة. كان لا بدّ من إطلاق مؤتمر بهذا المستوى، يجمع الأكاديمي مع المهني ومع المؤسسات المعنيّة، بما فيها المؤسسات الأمنيّة ومؤسسات المجتمع المدني التي ساهمت وسوف تُساهم في إثراء هذا المؤتمر بأفكارها وعناوينها وتوصياتها التي نأمل أن نخرُج بها من أجل إعطاء فكرة متكاملة حول ما نُريده نحن من الإعلام الجديد، ولا أقول نحن كلبنانيين، لأنّ الإعلام الجديد أصبح عالمياً، وأصبح وسيلة جعلت من العالم قرية واحدة».

وأكد «أنّ أبواب المؤتمر، كما أبواب وزارة الإعلام مفتوحة لجميع المؤسسات وللإعلاميين لتكوين شراكة تنتج إعلاماً يحمي الهوية الوطنية».

وإذ رأى «أنّ التطوّر الهائل في وسائل ووسائط الإعلام حوّلت الخبر إلى فيديو أي مادة حية بين يديّْ كلّ مستخدم لوسائل التواصل الاجتماعي»، شدّد ماجد على «أنّ أحد أهداف مؤتمرنا هو تحريك صناعة الإعلام بوتيرة أسرع في لبنان، باعتبار أنّ لبنان بلد الانفتاح، ويُعتبر من الدول الأوائل المواكبة للتطورات في هذا المجال، وسط هذا الكمّ الهائل للمعلومات التي تتدفّق عبر هذه الوسائل المختلفة، وعبر إشراك الجمهور في المعلومة».

وأشار إلى أنّ المؤتمر، وبالإضافة إلى إشراك القطاع المهني والأكاديمي، يهدف إلى تشجيع الاستثمار وإيجاد حوافز للإنتاج الإعلامي في لبنان، وهو ما كان عليه لبنان منذ أن سطَعت الوسائل الإعلامية المسموعة والمرئية والمقروءة، حيث كانت ولا تزال في الطليعة، ونحن نسعى أيضاً مع الإعلام الجديد أن يكون لبنان أيضاً في الطليعة».

وعن المشاركين في هذا المؤتمر قال ماجد: «المشاركون هم الجامعة اللبنانية، المعهد العالي للدكتوراه في كلية الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية، كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية بفرعيْها الأوّل والثاني والعمادة، إضافةً إلى الجامعة الأميركية في بيروت، والجامعة اليسوعية، وجامعة بيروت العربيّة، حيث سيشارك أكاديميون كبار في مجال الكلمة والتواصل، سيغنون المؤتمر بأفكارهم وأبحاثهم، وهذا هو المطلوب لإنجاحه، إضافة إلى التجربة العمليّة لعدد كبير من وسائل الإعلام، رغم أنّ المشاركين عددهم محدود. إنّ المساحة الزمنية وأبواب المؤتمر مفتوحة لجميع وسائل الإعلام في لبنان، ويحقّ لكلّ وسيلة إعلامية بمختلف مجالاتها أن تقدّم لنا اقتراحاتها وتشارك في التوصيات».

وأعلن ماجد أن مديرية الدراسات في وزارة الإعلام تقوم بتحديث موقع وزارة الإعلام الإلكتروني الذي تُشرف عليه وهو بلغات متعدّدة ليُحاكي المغترب اللبناني، كما جرى إطلاق صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي مواكبة للمؤتمر ولتفعيل وتسهيل الاتصال والتواصل مع الرأي العام في الداخل والخارج.

وأوضح أنّ المؤتمرين «سيُركّزون على عدّة نقاط أبرزها : الإعلام الجديد بين الوسيلة والمحتوى، مفهوم الإعلام الجديد والأسس والمقوّمات والأهميّة، الإعلام الجديد والسّلم الأهلي والهويّة، الإعلام الجديد والحراك السياسي، استراتيجيات الإعلام الجديد، وتحدّيات الإعلام الجديد».

وقال: «إنّ استراتيجيات الإعلام الجديد تنطلق من المفهموم الأكاديمي والمفهوم المهني لهذا الإعلام حيث ستكون هناك مادّة دسمة ومُتشعّبة في هذا الإطار، وهناك عدّة تحديات منها اجتماعية وأمنية وتشريعية وغير ذلك».

أما بالنسبة إلى التحديّات الأمنية لوسائل الإعلام الجديد، فأشار ماجد إلى أنه «سيكون هناك شرح مفصّل لهذا الموضوع الجديد»، لافتاً إلى «أنّ الأمور منفتحة على كلّ الجهات، من ناحية استغلال الإرهاب لهذه الوسائل، وسنتعلم من المختصّين كيفية مواجهة هذا الفكر الإرهابي التكفيري، وكيفية منعه من تضليل الرأي العام، وحجب الموقع غير المستحبة عن أطفالنا وشبابنا ومجتمعاتنا وكيفية نتجاوزها أو الحدّ من أخطارها على مجتمعنا».

وفي ما يتعلق بالتحديات الإجتماعية، قال ماجد: «هناك موضوع الطفل، وكيف يُمكن أن نحفظ براءته وطفولته من شراسة بعض المتطفّلين في هذا الإعلام الذين يُسيئون إلى صورته وإلى صورة المرأة التي لها دور أساسي ومهم في المجتمع، إضافةً إلى بعض التحديات حول ذووي الاحتياجات الخاصّة، وكيف يمكن للإعلام الجديد أن يعطيهم شعوراً بالمشاركة والحضور النفسي والمعنوي في هذا التواصل الاجتماعي الموجود».

وردّاً على سؤال حول علاقة الإعلام الجديد بالحراك السياسي، أجاب ماجد: «تتهم وسائل الإعلام الجديد بأنها كانت وسيلة لتحريك «الثورات» في بعض الدول العربيّة، وربما نجحت وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي في مكان ما لكنها فشِلت في مكان آخر. على أية حال، كان لا بدّ أن تكون هناك صلة بين أي حراك حصل في أي دولة عربيّة ومنها لبنان وبين الإعلام الجديد، ذلك أنّ أي دعوة كانت تحصل عبر هذه الوسائط. من هنا، كان لا بُدّ من دراسة هذه الظاهرة، لذلك انتقيْنا نخبة من الأكاديميين الذين يُدرّسون هذه المادّة في أكثر من جامعة في لبنان، أي مادة الحراك المدني وعلاقته بالإعلام الجديد، وهذا الموضوع مثير ويشمل كبرى الدول والجهات التي تتابع المواضيع السياسية الأمنية والفكريّة. على سبيل المثال، تنبأت إحدى مراكز الدراسات الأميركيّة بما حصل في تونس، وذلك عبر رصدها مواقع التواصل الاجتماعي، لذلك يظنُّ الكثيرون أنّ وسائل الإعلام الجديد لها مكان واسع في إطلاق عدد كبير من هذه التحرّكات».

وعن الجهة الفائزة بالمنافسة بين الإعلام التقليدي والإعلام الجديد، لفت ماجد إلى أنّ «هناك وجهات نظر متعدّدة في هذا الإطار، لكن في رأيي الشخصي، فإنّ الإعلام التقليدي والإعلام الجديد يشكلان الإعلام المتكامل، وليس لأي منهما أن يطغى على الآخر بل إنّ مهمّة الإعلام التقليدي تصويب وتعديل أهدافه بما يتماشى مع الإعلام الجديد». وأعطى ماجد مثالاً حول عدم إمكانية الفصل بين الصحيفة والموقع الإلكتروني «لأنّ لكلّ صحيفة موقعاً إلكترونيّاً خاصّاً بها، كذلك الأمر بالنسبة إلى التلفزيون أو الإذاعة، فجميعها يُجدّد نفسه مع هذا الإعلام الجديد ويُصبِح جزءاً منه وهو كلُّ متكامل، لذلك لا نستطيع أن نفصل أو نُميّز بين إعلام جديد وإعلام تقليدي».

برنامج المؤتمر

اليوم الأوّل: الأربعاء 2 كانون الأوّل 2015

تسجيل الحضور: 9:00 – 9:30

الافتتاح: 9:30 10:30

النشيد الوطني اللبناني

كلمة مدير الدراسات والمنشورات اللبنانية الأستاذ خضر ماجد

كلمة ممثّل المواقع الإلكترونية الإعلامية الأستاذ ربيع الهبر

كلمة عميد المعهد العالي للدكتوراه الدكتور طلال عتريسي

كلمة رئيس جامعة بيروت العربية الدكتور عمر جلال العدوي

كلمة رئيس الجامعة اليسوعية الدكتور سليم دكّاش

كلمة مدير عام وزارة الإعلام الدكتور حسّان فلحة

كلمة رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور عدنان السيّد حسين

كلمة راعي المؤتمر وزير الإعلام النقيب الأستاذ رمزي جريج

استراحة وحفل كوكتيل: 10:30 – 11:30

الجلسات

الجلسة الأولى: 11:30 – 13:00

الإعلام الجديد بين الوسيلة و المحتوى

الجلستان الثانية والثالثة: 13:30 – 15:30

الإعلام الجديد / المفهوم والأسس والمقوّمات والأهميّة الإعلام الجديد والسلم الأهلي

اليوم الثاني : الخميس 3 كانون الأوّل 2015

الجلستان الأولى والثانية: 9:30 – 11:30

الإعلام الجديد والحراك السياسي الإعلام الجديد وإستراتيجياته

الجلستان الثالثة والرابعة: 12:00 14:00

التحديات الأمنية لوسائل التواصل الإجتماعي – الملكية الفكرية والتحديات الاجتماعية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى