من فعاليات أمس…

شهد معرض بيروت العربي الدولي للكتاب يوم أمس الثلاثاء، سلسلة منوّعة من النشاطات والفعاليات. إذ استضافت «دار أصالة» عدداً من المدارس، واستمع طلابها إلى قراءات وقصص وحكايات في جناح الدار.

كما نظّمت «دار الفارابي» ندوة حول كتاب «نحو الخروج من المحنة، رؤى ومقاربات للتفكير والتدبير» للوزير السابق الدكتور عصام نعمان، شارك فيها الدكتور أنطوان سيف، الدكتور عبد الحسين شعبان، الدكتور حبيب فياض وأدارها الدكتور كمال خلف الطويل، وسط حضور حشد من المهتمين والمثقفين.

وأشار شعبان في مداخلته إلى أن عصام نعمان في مقاربته، دعا إلى مقاومة الإرهاب حكومات ومقاومات في سبيل الأهداف المشتركة والمصالح المشتركة، والتحدي الساسي. ودعا إلى عولمة المقاومة لأن الإرهاب معلوم، ومن أكثر الفروع البحثية جدة وإثارة دعوته إلى الثورة في الدين لا الثورة عليه كردود فعل. فالدين ظاهرة اجتماعية لا بدّ من دراستها، ليس رفضها أو التسليم بها، إنما يهدف إلى إنجاح عملية التغيير، خصوصاً أن جمهوراً واسعاً كبيراً يستمد حياته من هذه الظاهرة، حتى وإن استغله بعض رجال الدين.

من ناحيته، قال سيف في مداخلته: لا يحار القارئ، إن كان عربياً، ومشرقياً خصوصاً، في الفهم أن عنوان الكتاب يعنيه هو، وفي هذا الزمن وحتى هذه السنة، وحتى هذه السنة بالذات، على رغم كون هذا العنوان لا يحمل أيّ اسم علم لدولة عربية، أو لهيئة سياسية أو لصفتها الإرهابية خصوصاً ، أو أيضاً تاريخاً محدداً. فعنوانه باختصار هو: المحنة، وكيف الخروج منها؟ ومن غير ذكر المعنيين بهذه المحنة ولا تاريخها. وهذا يجعل «المحنة» غير المحددة في عنوان الكتاب، دلالة معينة ومحددة باستيلاء آخر على مساحة كبرى، وعليها مجموعة سكانية كبرى أيضاً اقتطعت من دولتي سورية والعراق، وهذا يؤول إلى كون هذه «المحنة» هي مركزية وتتفرع عنها ومنها وحولها، بشكل أو بآخر كل المِحن العربية والإسلامية وتؤزّم مِحنة فلسطين ومحنة لبنان.

وختم سيف قائلاً: كتاب عصام نعمان، فضلاً عن كونه لا يوارب في انحيازه والتزامه، هو شهادة دقيقة عن مرحلة قاسية وخطيرة وضبابية من تاريخنا الراهن. فيه قلق، وفيه رؤى أو دعوة مفتوحة إليها، باتجاه الأمل، على أن نقرأ كل ذلك في صدق صرخته.

وأشار فياض في كلامه إلى أن الانطباعات التي تكوّنت من خلال قراءة الكتاب ومن خلال معرفته الشخصية بعصام نعمان، أنه صاحب السلطة وهو خارج السلطة، فهو عندما كان في السلطة كان اصلاحياً مخلصاً في عمله كان يحاول أن يلعب دوراً تمثيلياً في حياته البرلمانية . لديه سلطة على الثقافة والصحافة والرقابة والتغيير.

واعتبر أنه ليس مجرد صحافي أو كاتب يتناول الأمر على أنه يتناول وجبات سريعة للقارئ، بل هو يتجاوز من خلال كتاباته ليلعب دور المثقف وليصل من خلالها إلى التفصيل والتعليل للوصول إلى الحلول الناجعة وهذا ما يدل على عنوان الكتاب «الخروج من المحنة».

وأشار فياض في ختام مداخلته إلى ثلاث نقاط سريعة وهي أن الكاتب يتخطى السياسي إلى الحضاري، هو منحاز لكنه محايد، هو طرف لكنه في الوسط، هو ملتزم لكنه في عقلية الباحث، هو منتمٍ جهوياً لكنه قادر على تدوير الأفكار والمقاربات.

وفي إطار نشاطات النادي الثقافي العربي مع اللجنة الوطنية لليونيسكو، نُظّمت أمس حلقة حوار حول «أزمة المطالعة في لبنان» شارك فيها الدكتور ميشال جحا، الدكتورة رفيف رضا صيداوي، الأستاذة مريم الحاج، الأستاذ عماد خليل، الدكتورة ناتالي خوري، الإعلامية مي منسى، الأستاذ باتريك رزق الله ، وأدارتها الدكتورة زهيدة درويش جبور، وسط حضور وحشد من المهتمين والمثقفين.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى