أبو حيدر: كان مثالاً للإنسان الجديد بقيمه والتزامه القومي والمناقبي فرحات: علّمتنا قول سعاده «إنّ الحياة كلّها وقفة عزّ فقط»
شيع في بيت شباب بمأتم حزبي وشعبي الرفيق المناضل جرجس اسكندر الأشقر الشيخ «مختار بيت شباب السابق»، وقد أقيم للراحل جناز حضره إلى جانب عائلة الراحل، عضو المجلس الأعلى النائب السابق غسان الأشقر، الرئيس الأسبق للحزب مسعد حجل، هيئة منفذية المتن الشمالي، عدد من أعضاء المجلس القومي والمسؤولين، وحشد من القوميين والمواطنين وأهالي بيت شباب وبلدات الجوار.
ترأس صلاة الجنازة رئيس دير مار أنطونيوس بيت شباب الأب بديع الحاج ولفيف من الكهنة، وألقى عظة نوّه فيها بالراحل ومناقبه وصفاته الطيبة التي جعلته محترماً في متحده وحزبه.
كلمة العائلة
ثم ألقت حفيدة الراحل، ورفيقته روى قزحيا فرحات كلمة العائلة، فابتدأتها بقول سعاده: قد تسقط أجسادنا، أما نفوسنا فقد فرضت حقيقتها على هذا الوجود.
أضافت: جدّي ورفيقي. كلمات سعاده هذه، كما غيرها من كلماته وتعاليمه، فعلت فعلها فيك. فكنت القومي الاجتماعي المثالي لضيعتك وعائلتك ومحيطك…
أجل يا جدّي ورفيقي، لقد فرضت نفسك حقيقتها على هذا الوجود… فكنت في حياتك في هذه المدرسة العملاقة تبشر بالحق والخير والجمال…
وفي سبيل مبادئك، ذقت الأمرّين من تنكيل وتهجير أثناء كلّ الحروب والفتن التي مرّت على بلادنا وعلى ضيعتنا بالذات… فتحمّلت وزر هذه الويلات وكلّ انتهاكات حقوق الإنسان، فما لانت عزيمتك وما انحنيت أمامها. فتعلمنا منك الصبر على المحن وكلّ أنواع التعدّيات. فكنت دائماً على مسامعنا تردّد قول الزعيم «بأننا كلما بلغنا قمّة تراءت لنا قمم أخرى لا بدّ من بلوغها وتجاوزها».
في حياتك يا جدّي ورفيقي علّمتنا «أنّ الحياة كلّها وقفة عزّ فقط» من خلال تصرّفاتك معنا ووجودك دائماً إلى جانبنا. تعلّمنا منك معنى المواطنة الحقة وحب الوطن واحترام المواطن إلى أيّ طائفة انتمى.
تعرّفتَ إلى الزعيم سعاده والتقيتَ به مرّات عديدة كما أخبرتنا فتأثرت به وبتعاليمه، فكان لك معلّماً وقائداً اهتديت به وبرسالته فنقلت لنا هذه التعاليم التي لا نرى مخرجاً لكل ويلات بلادنا إلا بها ومن خلالها.
اليوم وقد رحلت عنّا بالجسد فسوف تبقى كلماتك محفورة في أذهاننا ووجداننا أنا وكلّ حفيداتك.
يا جدّي سنتابع الطريق والنضال في سبيل تحقيق ما كنت تصبو إليه وما كان يعمل سعاده لأجله، فنستحق عندها الحياة الكريمة بوقفات العز، علّمتنا الصبر وعدم الاستسلام لكلّ أنواع المصائب والويلات، وسنكون أوفياء لوصيتك فأنت كنت وفيّاً لقسمك وحزبك. علّمتنا محبة الغير وأن لا عدو لنا إلا اليهود وهكذا سنبقى على هدي مبادئنا وتعاليمنا القوميّة…
نم قرير العين يا جدّي فرفقاؤك ساهرون ومستيقظون لكلّ ما يُحاك لبلادنا على كلّ شبر من أرضنا ونسور الزوبعة الذين كنت تفتخر بإنجازاتهم وبطولاتهم، سيغيّرون وجّه التاريخ ويعيدون إلى الأمة مجدها وخلودها.
وختمت كلمتها بالقول: باسمي وباسم العائلة جمعاء أشكر حضوركم ورحمة الله لك يا جدّي والبقاء للأمة.
كلمة المنفذية
وألقى ناموس منفذية المتن الشمالي بطرس أبو حيدر كلمة المنفذية تناول فيها صفات الراحل الذي كان باراً بقسمه فأنشأ عائلة قومية بالفكر والانتماء، وتوجه أبو حيدر إلى الراحل بالقول: كنت مثال الرفيق الملتزم والمؤمن فلم تغب يوماً عن أيّ اجتماع أو نشاط تدعى إليه، فجعلت بيتك بيتاً للأمة، حيث كان يستقبل الاجتماعات السرية في الأزمنة الصعبة، وكان ملتقى المسؤولين المركزيين، ورؤساء الحزب، وكنت تتحمّل المخاطر، وقد استحققت بجدارة أن تمنح وسام الواجب الممتاز، وأنت من الرعيل الأول في المديرية الملتزم بكلّ واجباته الإدارية والمالية، بالرغم من المرض الذي أقعدك، لقد انعكست قيمك وفضائلك على عائلتك وأبناء متحدك ورفقائك.
أضاف: لقد كنت من أبناء الحياة فسرت على خطى الزعيم، وعملت على نهضة المجتمع فثرت على البالي من التقاليد، من طائفية ومذهبية هدامة، وإقطاعية متوارثة، فكنت مثالاً للإنسان الجديد.
الجدير ذكره أنّ الرفيق الراحل من مواليد بيت شباب 1922، انتمى إلى الحزب عام 1942، زوجته الرفيقة تريز الريحاني، وقد تميّزت مسيرته الحزبية بالعطاء والثبات، وكان مثالاً للقومي الاجتماعي المؤمن بقضية تساوي وجوده.
حائز على وسام الواجب الممتاز عام 1996 من رئاسة الحزب، تقديراً لنضاله وعطائه.