أهالي العسـكريين لدى «داعش» يتحرّكون بين عرسال والرقة وإبراهيم يَعِدُ باستكمال المفاوضات حتى إطلاق أبنائهم
فيما تواصلت المباركة بتحرير العسكريين الذين كانوا محتجزين لدى «جبهة النصرة» انصبّ الاهتمام على قضية المخطوفين لدى تنظيم «داعش»، حيث وعد المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم باستكمال المفاوضات حتى تحرير هؤلاء، وذلك خلال استقباله وفداً من العسكريين الذين تمّ تحريرهم أول من أمس مع ذويهم.
وفي المناسبة ألقى اللواء إبراهيم كلمة رحّب فيها بالعسكريين وأهاليهم وأعرب عن فخره بوجودهم في مقرّ المديرية العامة للأمن العام. ثمّ شرح مراحل العمل على هذا الملف «الذي تمّت معالجته ببعده الوطني، وليس مذهبياً أو طائفياً» وأوضح أنّ «العمل كان جارياً لتحرير جميع العسكريين المخطوفين وليس قسماً منهم، لكن الظروف سمحت بهذه الخطوة حالياً»، واعداً «باستكمال المفاوضات حتى تحرير بقيّة العسكريين المخطوفين».
وأعاد إبراهيم التذكير بأنّ «إسرائيل هي المستفيد الأكبر من الإرهاب الذي يضرب لبنان والوطن العربي».
وفي نهاية اللقاء هنّأ إبراهيم العسكريين وأهاليهم بالسلامة متمنّياً لهم التوفيق.
وكان إبراهيم أكّد في حديث إلى إذاعة «النور» أنّ مراجعة ملف العسكريين المخطوفين لدى تنظيم «داعش» هو أول ما قام به صباح أمس.
وأوضح أنّ «المشكلة تكمن في إمكان إيجاد مفاوض»، لافتاً إلى أنّ «خلال الأشهر الثلاثة الأولى من خطف العسكريين تمّ التفاوض مع وسيط لدى التنظيم والتوصل إلى شبه اتّفاق، ثم غاب «داعش» منقلباً على الوساطة».
وفي هذا الإطار، دعا اللواء إبراهيم «داعش» إلى استئناف المفاوضات بجديّة وقال: «كلّي أمل في التوصل إلى النتائج المتوخّاة في هذا الملف على رغم صعوبته».
وعن تحرير العسكريين لدى «النصرة»، أعلن إبراهيم أنّ «الإنجاز هو للمديرية العامة وللضباط والعناصر، إضافةً إلى كل من ساعد في هذا الملف».
ورأى أنّ «لدى المؤسسات اللبنانية القدرة على النهوض على الرغم من الوضع السائد في البلد، ولولا هذه القدرة لما كان لبنان موجوداً، ذلك أنّ المؤسسات هي التي تضمن استمراره لا الأشخاص».
وأوضح أنّ الأمين العام لحزب الله «السيد حسن نصرالله، سأله خلال لقاء معه ليلة الثامن من تشرين الأول المنصرم «عن مطالبٍ يطرحها لتحريك ملف العسكريين المخطوفين، وبعد أيام أعلمني سماحته أنّ هذا الملف سيعاود نشاطه».
من جهةٍ ثانية، لفتَ اللواء إبراهيم إلى أنّه «يحتفظ بأوراق موقعة من القضاء اللبناني بإطلاق سجى الدليمي، وعلى هذا الأساس أُضيف اسمها إلى الملف، لا أكثر ولا أقل»، مشدّداً على أنه لا يمكنه أن «يفرّط بدماء اللبنانيين، ولو لم يكن الملف قابلاً للحل لما حُلّ بهذه الطريقة».
وأكّد أن «لا وجود لبندين في الاتفاق ينصّان على منح 25 مليون دولار لـ«جبهة النصرة» وإعطائها هامشاً للتحرك في عرسال، بحسب ما أوردته إحدى الصحف»، آسفاً لـ«التفلّت الإعلامي» الذي ظهر قُبيل إتمام الصفقة مشكّلاً عوامل ضغط نفسية على المفاوض اللبناني، من جهة، وعلى أهالي المخطوفين، من جهةٍ ثانية».
ولفتَ إلى أنّ «المطلوب من الإعلام اليوم التنسيق مع الجهات الأمنية في صفقات مماثلة لجعله سلاحاً ضدّ الخاطفين، فأنا ضدّ كمّ الأفواه وكسر الأقلام، لأنّ لبنان بلد الحرية والإشعاع».
وأوضح أنّ قناة «الجزيرة» خُوِّلت تغطية الحدث بالتوافق مع الوسيط القطري، عقب طلب الخاطفين تحديد قناة فضائية عربية لهذه الغاية، وفي اللحظات الأخيرة طلبت «النصرة» أن تكون القناة المحلية موجودة أيضاً».
وعن «المواصفات التفاوضية» لـ«جبهة النصرة»، أشار اللواء إبراهيم إلى «أنّ متابعة الملف أظهرت عدم جديّة «النصرة» وتلاعبها بعواطف أهالي العسكريين للضغط على الدولة اللبنانية، إلّا أنّنا كنا نتجنّب الردّ حقناً لدماء العسكريين لأنهم بالنسبة إلينا قدس الأقداس، وصبرنا حتى نجحنا في سحب هذه الورقة من يد «النصرة». لقد فاوضنا بشرف وأخلاق».
ولفتَ إلى أنّ «قتل العسكريين لم يكن في مقدور أحد وقفه، لأنّ العنوان الأساسي للخاطفين هو الإرهاب»، وما استطعنا إنجازه أخيراً هو توقيف النصرة عند هذا الحدّ من الإجرام»، وأعلن أنّ «قضية مصطفى الحجيري كانت عرقلت في مرحلة سابقة إتمام الصفقة، «وأنا أعدت الإجراءات التنفيذية إلى نقطة الصفر بسبب هذا الشرط الذي طرأ فجأة».
أهالي المخطوفين لدى «داعش»
من جهةٍ أخرى، وفي محاولة لتحريك ملف أبنائهم، توجّه وفد من ذوي المخطوفين لدى «داعش» إلى عرسال، حيث التقوا رئيس بلديتها علي الحجيري وتمّ البحث في مسألة التفاوض.
وأكّد رئيس لجنة أهالي العسكريين حسين يوسف، والد الجندي المخطوف محمد يوسف، «أنّ إيمان الأهالي قوي بأنّ أولادهم سيعودون»، ولفتَ إلى «أنهم مستمرون بالعمل حتى النهاية وفق خطة عمل». وكشف أنّ «عائلات العسكريين المخطوفين التقوا رئيس البلدية، علّهم يصلون إلى نتيجة تؤدّي إلى تحرير أبنائهم». واعتبر أنّ الدولة عملت بجهد لإعادة العسكريين.
بدوره، أوضح مسؤول العلاقات العامة في لجنة أهالي العسكريين المخطوفين الشيخ عمر حيدر، أنّ «عودة العسكريين تدفع الأهالي للعمل على عودة المخطوفين لدى «داعش» من دون توقّف». وكشف أنّ الأهالي تواصلوا مع أشخاص في الرقة، وأمل بعد مشهد أول من أمس في إيجاد أبواب حلول أكبر لإعادة العسكريين الباقين.
وبالتوازي، جاب عدد من السيارات شوارع بلدة عرسال، رافعة الأعلام اللبنانية، وداعية أهالي البلدة إلى التضامن مع الجيش.
إلى ذلك، أظهرت نتائج فحوص الحمض النووي لجثة الشهيد محمد حمية أنها عائدة له، فأعطى مفوّض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر الإذن بتسليمها إلى ذويها.
مباركات
في غضون ذلك توالت المباركات بتحرير العسكريين لدى «النصرة» مع الإشادة باللواء إبراهيم، للجهود التي بذلها لتحقيق هذا الإنجاز و العوة لتحرير المخطوفين من يد «داعش».
يوحنا العاشر
وفي السياق، هنّأ بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر، في اتصال هاتفي، كلّاً من رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام واللواء إبراهيم، «بالإنجاز الذي تحقّق البارحة بعودة المخطوفين العسكريين».
وأثنى على «الجهود المبذولة لإقفال هذا الملف، واستكمال عودة المخطوفين جميعاً، ومنهم مطرانا حلب يوحنا إبراهيم وبولس يازجي المخطوفين منذ نيسان 2013».
وتمنّى الرئيس العماد ميشال سليمان، خلال اتصال هاتفي أجراه مع أمير دولة قطر تميم بن حمد آل ثاني، لشكره على «الجهود التي بذلها لتحرير العسكريين، استمرار قطر وغيرها من القوى الفاعلة، في السعي لاطلاق باقي العسكريين».
و نوّه وزير الدفاع الوطني سمير مقبل، بالدور الذي قام به اللواء إبراهيم الذي قاد المفاوضات بشأن إطلاق العسكريين، مشيراً إلى أنّ «الفرحة لا تكتمل الا بإقفال ملف المخطوفين وإطلاق العسكريين الذين لا زالوا قيد الاحتجاز لدى «داعش» وعسى أن تُستكمل الجهود والمساعي لتحريرهم في وقت ليس ببعيد».
فارس
وجال النائب مروان فارس على أُسَر المحررين، مهنّئاً «الأهالي بعودة أبنائهم سالمين»، آملاً «لهم النجاح في حياتهم بعد هذا الامتحان العسير».
ورأى «أنّ الحكومة اللبنانية عندما تقوم بواجبها بشكل صحيح تستطيع الوصول إلى نجاحات مشرّفة، وهذا ما لمسناه من خلال المعالجة الجديّة لملف المحتجزين».
وحيّا النائب فارس رئيس الحكومة تمام سلام، منوّهاً «بالدور المشرّف «للواء إبراهيم «والذي أثبت جدارةً كما عهدناه في العديد من الملفات والمواقف الصعبة».
الخازن
واتّصل رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن بالرئيس سلام، مهنّئاً ومُثنياً على «نجاح الجهود الجبارة» التي بذلها بمساعدة اللواء إبراهيم والأجهزة الأمنية للإفراج أخيراً عن الأسرى العسكريين لدى «النصرة»، متمنّياً «أن تكتمل الفرحة بإطلاق سائر الأسرى المحتجزين لدى الدولة الإسلامية».
وهنّأ الوزير السابق جان عبيد، في بيان، الأسرى العسكريين المحرّرين وأهلهم، وشدّ «باليد وبالقلب على أهالي الشهداء الذين قضوا نحبهم وظلّوا، وسيظلّون على الدوام في وجدان ذويهم ووجدان اللبنانيين وضميرهم، ولا ننسى من تبقّى في الأسر والخطف».
السيد
وأشاد المدير العام السابق للأمن العام اللواء الركن جميل السيد، في بيان صادر عن مكتبه الإعلامي بـ«الإنجاز الوطني الكبير» الذي حقّقه اللواء إبراهيم في تحرير العسكريين المخطوفين لدى «جبهة النصرة» الإرهابية، معتبراً أنّ «هذا الإنجاز لم يكن ليتحقّق لولا الصبر والمثابرة من قِبل اللواء إبراهيم، ولولا المساهمات الفعّالة من قِبل السلطات السورية والقطرية وحزب الله»، مُعيباً «على السلطات السياسية اللبنانية تغافلها عن شكر القيادة السورية التي لولا تجاوبها الأخلاقي والمجاني لما نجح تحرير العسكريين، ولما كان نجح قبلها تحرير مختطفي إعزاز، وراهبات معلولا «.
وأكّد اللواء السيد بالمقابل «أنّ الانتقادات التي وُجِّهت لعملية التحرير هي في غير محلّها، ولا سيّما لجهة التخوّف من انفلات إرهابيي النصرة في جرود عرسال، ذلك أنّ هؤلاء باتوا محاصرين منذ عملية الجيش السوري وحزب الله في جرود القلمون، والتي قابلتها من الجانب اللبناني عملية انتشار للجيش اللبناني باتت تُمسك بمعظم مفاصل تلك البقعة».
وأكّد «اللقاء الوطني الديموقراطي» في بيان، أنّ «عملية التحرير ما كان يمكن لها أن تتمّ لولا صمود الشعب اللبناني في مواجهة الإرهاب، ولولا تضحيات الجيش اللبناني والقوى الأمنية في هذه المواجهة». وأمل اللقاء «بتحرير سائر العسكريين المخطوفين بأسرع وقت»، ودعا إلى «وحدة جميع اللبنانيين في مواجهة خطر الإرهاب الذي يهدّدهم جميعاً، كما يهدّد حاضر لبنان ومستقبله».
«الشّغيلة» و«العروبة»
وهنّأت قيادة «رابطة الشّغيلة» و«تيار العروبة للمقاومة والعدالة الاجتماعية»، «أهالي العسكريين بتحرير أبنائهم من أسر تنظيم جبهة النصرة الإرهابي».
وثمّنت في بيان، بعد اجتماع لها برئاسة النائب السابق زاهر الخطيب، الجهود التي بذلها اللواء إبراهيم، بالتعاون مع قيادة المقاومة وسورية، والجهات المعنية لإنجاز هذه المهمّة الوطنية.
ورأت «أنّ تحرير الـ 16 عسكرياً من أسر جبهة النصرة لا يُنهي القضية، ولا يضع حدّاً لمعاناة اللبنانيين طالما لم يتمّ تحرير بقيّة العسكريين المحتجزين رهائن بيد تنظيم «داعش» الإرهابي، وطالما ظل جزء من أراضي لبنان محتلّاً من قِبل الجماعات الإرهابية».
وأكّدت أنّ «المطلوب الآن هو تحرير عرسال وجرودها بعد أن زال السبب الذي كان يؤخّر ذلك، وبالتالي لم يعد هناك من مبرّر لدى الحكومة التلكّؤ، وعدم اتّخاذ القرار السياسي الحازم لاستكمال عملية تحرير بقية الأسرى العسكريين من أبنائنا».
ووجّهت «جبهة العمل الإسلامي»، «التحية إلى كل من ساهم بصدق وإخلاص في تحقيق هذا الإنجاز النوعي وهذا الحدث الكبير والهام».
ونوّه رئيس «حركة الإصلاح والوحدة» الشيخ ماهر عبدالرزاق، بجهود اللواء إبراهيم ومساعيه الحميدة التي قام بها للإفراج عن العسكريين المختطفين.
لجنة الأسير سكاف
وباركت لجنة عائلة الأسير في السجون «الإسرائيلية» يحيى سكاف وأصدقائه، في بيان إثر اجتماعها أمس بتحرير الأسرى العسكريين».
وهنّأت «كل اللبنانيين وعائلاتهم بعودة أبنائهم إليهم وانتهاء معاناتهم التي استغرقت عاماً وأربعة أشهر، على أمل أن يتحرّر باقي العسكريين المخطوفين، لأنّ الفرحة لا تكتمل إلا بعودة كل الأسرى اللبنانيين إلى الوطن».
وطالبت الدولة بـ«تحمّل مسؤولياتها تجاه قضية عميد الأسرى في السجون الصهيونية يحيى سكاف المعتَقل منذ 38 عاماً، والأسيرين عبدالله عليّان ومحمد فرّان، والأسير اللبناني في السجون الفرنسية جورج عبدالله».
وحيّت قيادة الجيش واللواء إبراهيم، والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله «لما لهم من بصمات مضيئة لإعلاء شأن الوطن وحمايته من كل الأخطار المُحدقة به».
الفصائل والتحالف
وهنّأت قيادة تحالف القوى الفلسطينية في بيان باسمها وباسم الشعب الفلسطيني في لبنان، «الحكومة اللبنانية وقيادة الجيش والأجهزة الأمنية، وفي مقدّمهم الأمن العام ومديره العام اللواء عباس إبراهيم، بنجاح عملية التبادل التي أفضت إلى الإفراج عن العسكريين، على أمل أن يُتوَّج هذا النجاح بالإفراج عن بقية العسكريين اللبنانيين في القريب العاجل».
كما هنّأت أهالي وذوي العسكريين المُفرَج عنهم، معزّية عوائل وأُسَر العسكريين الشهداء.
وتوجّه أمين سر حركة «فتح» وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية فتحي أبو العردات في بيان باسمه شخصياً، وباسم حركة «فتح» وفصائل المنظمة بالتهنئة الحارّة إلى الرئيس نبيه برّي، والرئيس تمام سلام والحكومة اللبنانية، ولقيادة الجيش اللبناني وقيادة القوى الأمنية والعسكرية، ولكافة الأحزاب والقوى اللبنانية، بتحرير العسكريين.
تامر
وأثنى رئيس «الحركة اللبنانية الديمقراطية» جاك تامر على كلّ الجهود التي أدّت إلى «هذه النتيجة المفرحة لنا جميعاً، وخصوصاً للعسكريين أنفسهم ولأهاليهم».
ونوّه تامر بجهود الرئيس سلام واللواء إبراهيم، مُعرباً عن ثقته بأنّ إبراهيم سيتابع هذا الملفّ حتى خواتيمه السعيدة المتمثّلة بتحرير العسكريين المختطفين لدى تنظيم «داعش» الإرهابي.
كما حيّا تامر «الرئيس بشار الأسد والسيد حسن نصرالله اللذين كان لهما الدور الكبير، كما أكّد اللواء ابراهيم، في إتمام هذا الإنجاز».
كذلك هنّأ كل من رئيس «اللقاء التضامني الوطني» مصطفى ملص حزب الكتائب، «الحزب العربي الديمقراطي»، منسّق هيئة حوار الأديان الدكتور محمد شعيتاني، «جبهة التحرير الفلسطينية» «الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين»، نقابة مخرجي الصحافة ومصمّمي الغرافيك وأحزاب وشخصيات سياسية، بالإنجاز الوطني الكبير.