صيدا ــ الزهراني
اختتمت منفذية صيدا ـ الزهراني في الحزب السوري القومي الاجتماعي احتفالاتها بمناسبة عيد تأسيس الحزب بحفل عشاء أقيم في مطعم عروسة خيزران – الصرفند، بحضور جمع كبير من القوميين والمواطنين.
حضر الحفل مدير مكتب رئيس مجلس النواب نبيه بري العميد محمد سرور، العقيد علي شقير ممثلاً رئيس مخابرات الجنوب العميد الركن خضر حمود، مسؤول منطقة صيدا في حزب الله الشيخ زيد ضاهر، د. فياض فياض ود. فضل الله ياسين عن الحزب الشيوعي اللبناني، عضو قيادة الجنوب في حزب البعث العربي الاشتراكي ناجي حريري، رئيس بلدية الصرفند د. حسين خليفة، الرئيس السابق لبلدية عنقون د. حسين فرحات، وعدد من فاعليات صيدا ـ الزهراني وممثلي وسائل الإعلام.
وحضر إلى جانب عضو المجلس الأعلى منفذ عام صيدا د. خليل بعجور وأعضاء هيئة المنفذية، المندوب السياسي للحزب في الجنوب حنا الناشف، عضوا المجلس القومي جورج رياشي وضرار الحجار، ومسؤولو الوحدات الحزبية.
بداية وقف الحضور دقيقة صمت تحية لشهداء الحزب والأمة، ثم رحّب ناموس المنفذية د. شوقي يونس بالحضور وتحدّث عن معاني التأسيس فقال: إنّ الاحتفال بالتأسيس وقفة نجدّد فيها العزم على مواصلة النضال في سبيل ما نصبو اليه، نقرأ الحاضر لنطلّ على المستقبل، نستشرف المخاطر ونستعدّ للمواجهة، نقيّمُ أعمالنا على ضوء منهجية زعيمنا الخالد سعاده الذي رسم الطريق وحدّد المسار بمصلحة سورية فوق كلّ مصلحة، وقد جسّد الحزب هذا النهج في جميع مراحل النضال مقدّماً آلاف الشهداء في مواجهة العدو اليهودي وأدواته من العملاء والمتطرفين.
كلمة الحزب
وألقى كلمة مركز الحزب عضو المجلس الأعلى خليل بعجور فاستعرض المرحلة المظلمة التي سبقت تأسيس الحزب، ورأى في تأسيس الحزب في السادس عشر من تشرين الثاني عام 1932 انبثاق الفجر من الليل، وانبعاث الحياة من الموت، وخروج الحركة من الجمود، وخطة نظامية معاكسة في وجه الخطة الصهيونية المنظمة، وهوية قومية واضحة تقوم على وحدة المجتمع والحياة، ونظام جديد يقوم على فصل الدين عن الدولة، ودولة قوية تقوم على تنظيم الاقتصاد وإعداد جيش قوي قادر على حماية الأمة والوطن، وجبهة عربية تشكل سداً في وجه الأطماع الخارجية.
وقال بعجور: إنّ التآمر الدولي الاستعماري على بلادنا أنتج قيام الكيان الصهيوني الغاصب على أرض فلسطين بواسطة الإرهاب والاحتلال، ولولا تخاذل معظم العرب وتخليهم عن فلسطين، لما استمرّ احتلال فلسطين الى يومنا هذا. لا بل أنّ التخاذل العربي وبعد دوره السيّئ إزاء فلسطين ساهم في احتلال العراق من قبل الولايات المتحدة الأميركية، وبفعل الاحتلال تحوّل العراق إلى كيان مفتت ومنقسم على ذاته، وانتشرت فيه الآفات الإرهابية المتطرفة.
وأشار بعجور إلى أنّ خيار مقاومة الاحتلال والعدوان، أفشل مشاريع الهيمنة والاحتلال ومخطط تصفية المسألة الفلسطينية، وقد تعزز خيار المقاومة واكتسب أهمية كبرى نتيجة الهزائم المتتالية التي ألحقتها المقاومة بالعدو الصهيوني في لبنان وغزة والعراق.
ولأنّ الشام، تمثل عمق المقاومة وحاضنتها، انطلقت الحرب الأميركية ـ الغربية ـ التركية بتمويل ودعم سعودي قطري وبأدوات إرهابية، لتدمير سورية وتقسيمها في سبيل ضمان أمن إسرائيل واستمرار احتلالها لأرضنا وإيجاد البيئة المناسبة للاعتراف الدولي بيهوديتها.
وأبدى بعجور استغرابه، كيف أنّ مؤامرة دولية ـ صهيونية ـ إرهابية بهذا الحجم، لا تستنفر كلّ قوى الأمة، وتدفعها الى الوحدة والتكامل في مواجهة المخاطر والتحديات… مضيفاً: إنّ المؤامرة تستهدف تصفية فلسطين، لذلك فالمطلوب وحدة فلسطينية تضع الانقسامات جانباً وتتوحّد بكلّ طاقاتها وإمكانياتها لمواجهة الخطر الذي يتهدّد فلسطين…
وحذر بعجور من خطر الطائفية والمذهبية والعرقية، وقال: إنّ الذين يستثيرون الغرائز الطائفية والمذهبية ويعمّقون الانقسامات الداخلية، إنما يؤمّنون بذلك البيئة المناسبة لتنفيذ مخططات العدو والأرضية الصالحة لانتشار وباء الإرهاب.
وشدّد بعجور على ضرورة وحدة القوى المؤمنة بالصراع ضدّ العدو الصهيوني وكلّ حلفائه، ودعا إلى توحّد جميع القوى الفلسطينية من أجل تحرير فلسطين، وإلى الالتفاف حول الجيش السوري ومؤازرته في معركة الدفاع عن سورية، لأنها بقيادة الرئيس بشار الأسد كانت وستبقى دعامة المقاومة وعمقها الاستراتيجي وخط الدفاع الأول عن فلسطين.
وإذ دعا بعجور إلى مواجهة التعصّب الطائفي والمذهبي، ومحاربة الإرهاب ومنطلقاته الغرائزية، شدّد على أهمية وضرورة تحصين لبنان من خلال إقرار القوانين اللاطائفية وفي مقدّمها قانون الانتخاب الذي يقوم على أساس لبنان دائرة انتخابية واحدة واعتماد النسبية من خارج القيد الطائفي، لأنّ إقرار هكذا قانون يشكل مدخلاً لترقية الحياة السياسة في لبنان ويحقق عدالة التمثيل. فكفى اعتبار اللبنانيين رعايا طوائف وقطعاناً تسمَن لتذبح في مسالخ المصالح الفردية والفتن والحروب الداخلية.
وتوجه بعجور إلى القوميين بالقول: لغيرنا ان يرى في الكيانية البغيضة والطائفية المقيتة ملاذاً له وخلاصاً، أما نحن فلا نرى فيهما سوى التفكك والتعصب والموت والهلاك.
لغيرنا ان يتكاذب بلغة العيش المشترك الممجوجة، أما نحن فنحيا حقيقة الشعب الواحد الموحد في الحياة والمصير، نحن لا توحدنا طائفة ولا يفرّقنا مذهب، فقد وحدتنا الجغرافيا كوننا أمة واحدة ضاربة جذور حضارتها في أعماق التاريخ.
وقال: تحية لكم يا نسور الزوبعة على أرض الشام، تعتلون القمم وعيونكم شاخصة نحو الشمس، تثبتون في مواقع العز والكرامة، تصارعون التنين برؤوسه المتعدّدة، تقدّمون الشهيد تلو الشهيد فلا يثنيكم عن غايتكم العظيمة سوى الاستشهاد، ولا يحفزكم سوى شرف الفوز بالنصر او الشهادة.
وختم بعجور كلمته بتوجيه التحية الى الجيش السوري البطل، وكلّ المقاومين الشرفاء الأحياء منهم والشهداء، وحيا الجيش اللبناني والقوى الأمنية اللبنانية على الجهود التي تقوم بها لحماية السلم الأهلي وبشكل خاص مواجهة الإرهاب وتفكيك خلاياه. كما حيا روسيا وإيران على دورهما إلى جانب سورية في مواجهة الحرب الإرهابية الكونية.