سعد: للتلاقي ورفض التعدّي والاستفزاز
أكد أمين عام التنظيم الشعبي الناصري الدكتور أسامة سعد، في تصريح أدلى به أمس، «رفض كل الممارسات الاستفزازية والأعمال الطائشة التي حصلت في الآونة الأخيرة في صيدا، وأدت إلى الإساءة لأجواء الأمن والاستقرار في المدينة»، مشدداً على رفض البيانات والممارسات التي تندرج تحت عنوان إقصاء الآخرين وإلغائهم، ومؤكداً أهمية القبول بالأخر المختلف، داعياً إلى التلاقي والألفة والتكاتف بين مختلف الأطراف للدفاع عن الشعب والوطن في مواجهة الأخطار الداهمة.
وقال: «وكأنه لا يكفي الشعب ما يشعر به من توتر وقلق على المصير بسبب المسلسل المتجدد من التفجيرات الإجرامية التي ترتكبها المجموعات الإرهابية الوافدة من الخارج. وكأنه لا يكفيه أيضاً كل ما يعانيه بسبب الضائقة المعيشية وأزمات الكهرباء والمياه وغيرها، حتى تأتي الحوادث الأخيرة في مدينة صيدا لتزيد الطينة بلة».
وأضاف: «الممارسات الاستفزازية والأعمال الطائشة والتعديات التي حصلت في بعض أحياء صيدا أمور مرفوضة رفضاً تاماً لأنها تسيء إلى الأمن والاستقرار، وتلحق الضرر بالناس ومصالحهم وأرزاقهم وحياتهم، كما تعرّض البلد لمزيد من التوترات والمخاطر في الوقت الذي تقع فيه تحت استهداف الجماعات الإرهابية المتسترة بستارة الدين والمذهب».
وأشار إلى أنّ بعض البيانات الصادرة والممارسات الحاصلة تدل على نهج إقصائي وإلغائي للأخرين. وهو النهج الذي أنزل ولا يزال المصائب على بلداننا العربية، ويدفع بها نحو الدمار والخراب. كما أنه نهج مستنكر ومرفوض لتعارضه التام مع مبادئ الحرية والديمقراطية، ومع واقع التنوع الذي يشكل مصدر غنى لمدينتنا ووطننا وللبلدان العربية كلها.
كما التقى سعد أمس وفداً من قيادة الجبهة الديمقراطية في لبنان برئاسة عضو المكتب السياسي علي فيصل وحضور عضو اللجنة المركزية في التنظيم محمد ظاهر، وكان بحث في الأوضاع اللبنانية والفلسطينية.
وأكد سعد أهمية أن يتبلور التفاهم الأمني إلى ترجمة فعلية على أرض الواقع في مخيم عين الحلوة والجهات الأخرى حتى نتمكن من ضمان أمن الشعب الفلسطيني والأمن الوطني اللبناني في الوقت نفسه. كما لفت إلى ضرورة أن يتوفر لها الغطاء السياسي عبر التفاهمات بين الدولة اللبنانية والأطر الفلسطينية كافة.
وأشار سعد إلى أن العدو الصهيوني يسعى إلى فرض سياساته وإلى بذل مساع من أجل تصفية القضية الفلسطينية ولضرب حقوق الشعب الفلسطيني وفرض واقع جديد على الأراضي الفلسطينية، وبالتالي ليؤمّن استمرار مشروعه إلى مدى زمني أطول مستغلاً الضعف العربي والصراعات العربية في أكثر من ساحة، وإشغال هذه الساحات في مواجهة الانقسامات والحروب الداخلية، خصوصاً في سورية والعراق وأيضاً التوترات التي تشهدها الساحة اللبنانية وأكثر من ساحة عربية أيضاً.
ودعا إلى التماسك الوطني وإلى تعزيز الخيارات الوطنية على أيّ خيارات أخرى على الساحة الفلسطينية وعلى الساحة العربية عموماً، وإلى نبذ الطائفية والمذهبية. كما دعا إلى نبذ الإرهاب، والتمسك بالتنوع في مجتمعاتنا من أجل أن نتمكن من تخطي هذه المرحلة الخطيرة والاستهدافات الخطيرة من قبل الولايات المتحدة الأميركية والعدو الصهيوني والرجعية العربية.
أما فيصل، فدعا إلى توفير الطاقة الفلسطينية واللبنانية لأولوية النضال الفلسطيني من أجل حق العودة وللتباحث في أفضل العلاقات الفلسطينية اللبنانية في إطار تنظيمها بحوار رسمي بين منظمة التحرير ووفد فلسطيني موحد والحكومة اللبنانية لوضع خطة عمل مشتركة ثابتها دعم نضال اللاجئين وتوفير مقومات صمودهم بإقرار الحقوق الانسانية، خصوصاً العمل والتملك وإعمار مخيم نهر البارد حتى يتمكن هذا الشعب من توفير طاقاته في هذا الاتجاه.
ورأى فيصل أن العدوان «الإسرائيلي» المتمادي والمتواصل على غزة والضفة يعود لكون «إسرائيل» تستثمر الانقسام العربي والانقسام الفلسطيني والانحياز الدولي لتفرض مشروعها بإقامة «إسرائيل» كدولة يهودية، ولقطع الطريق أمام الحقوق الفلسطينية المشروعة، خصوصاً حقهم في إقامة دولتهم المستقلة وعودة اللاجئين إلى ديارهم، وفي هذا السياق تمارس «إسرائيل» العقاب الجماعي تحت ذريعة اختطاف ثلاثة جنود، بينما هي تختطف خمسة آلاف معتقل وتسجن شعباً بكامله في الأراضي الفلسطينية المحتلة.