اجتماع جديد بين إيران و5+1 في فيينا الاثنين المقبل
أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عدم وجود مؤشرات على أي أنشطة نووية مشبوهة قامت بها إيران بعد عام 2009.
جاء ذلك في تقرير سري أعدته الوكالة التابعة للأمم المتحدة، لتقييم ما يقرب من عشر سنوات من محاولات للتحقيق في المزاعم التي تحدثت عن محاولات إيرانية لتطوير أسلحة نووية.
وذكرت وكالة «أسوشيتد برس» أن هذا التقرير يعد سرياً مهماً في اختتام التحقيق وتمهيد الطريق لرفع العقوبات عن طهران بسبب برنامجها النووي.
وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقريرها إنها تعتقد أن إيران عملت في الماضي على تطوير أسلحة نووية لكن أنشطتها لم تتعد التخطيط والتجارب على العناصر البدائية.
وأضافت أن معظم الأعمال الـ»منسقة» على تطوير مثل هذه الأسلحة كانت قبل عام 2003، مع بعض الأنشطة التي استمرت حتى عام 2009.
واستند تحقيق الوكالة على معلومات استخباراتية قدمتها الولايات المتحدة و كيان العدو «الإسرائيلي» وخصوم إيران الآخرين، وعلى الأبحاث والمقابلات الخاصة للوكالة.
وفي السياق، قال ممثل إیران في الوكالة الدولیة للطاقة الذریة رضا نجفي، إن النقطة الأهم في تقریر المدیر العام للوكالة الدولیة للطاقة الذریة، عدم انحراف البرنامج النووي الإيراني، مؤكدا أن هذا التقریر لم یشر إلی «عدم الالتزام».
وقال نجفي: «أن الجزء الأعظم من التقریر الذی ضم 15 صفحة، توصیفي، وأوضح مواضیع سابقة مع تكرار اجزاء من التقریر11 و2»، مضيفاً: «أن التقریر تطرق بنحو 50 مرة إلی 2011 أو ملحق 2011 أو وثیقة 2011/65، في الحقیقة أراد المدیر العام للوكالة الدولیة أن یوضح المزاعم السابقة، والجزء الآخر ركز علی قرارات مجلس مفوضیة الوكالة الدولیة».
وأكد مندوب إیران في الوكالة الدولیة للطاقة الذریة، أن الجزء الأعظم من التقریر أیضاً ركز علی توضیح تعاون إیران علی أساس إطار التعاون وخريطة الطریق، والتقییمات شملت جزءاً بسیطاً من التقریر، وقال: «كما قال المدیر العام للوكالة الدولیة، إن التقریر لیس أسود ولا أبیض بالكامل. لكن السید عراقجي قال: یبدو أبیض في الغالب». وأضاف نجفي «التقریر أعلن رسمیاً عدم وجود أي علامات تشیر الی وجود دورة الوقود النووي في إیران. أهمیة هذا الموضوع تكمن في أن البعض ادعی أن إیران لا تخصب في نطنز وفردو فقط ویمكن أن تقوم بالتخصیب في أماكن أخری».
وتابع أن «الوكالة أعلنت أیضاً وبشكل رسمي عدم وجود أي مؤشرات علی إجراء نشاطات أو تصمیم أسلحة نوویة ، مستندة بعدم وجود وثیقة الیورانیوم الفلزي»، مشيراً إلى أن «إیران التزمت بتنفیذ بعض الإجراءات وتم إكمالها حالیاً، وهذا التقریر یضع طریقاً منطقیاً أمام مجلس المفوضیة وهو غلق ملف القضایا السابقة».
من ناحيته، أكد كبیر المفاوضین الإیرانیین في الملف النووي عباس عراقجي، أن تقریر أمانو أید الطابع السلمي لبرنامج إیران النووي، والتقریر كان متوازناً لصالح إیران، وأن الذرائع سحبت من مجلس مفوضیة الوكالة ومجموعة 5+1 لتبقیا هذا الموضوع مدرجاً علی جدول أعمالهما.
وأكد عراقجي، أنه علی مجلس حكام الوكالة ومجموعة 5+1 الاختیار بین الاتفاق النووي وملف «PMD» مزاعم الإبعاد العسكریة المحتملة للبرنامج النووي ، معتبراً أن التقریر الذي قدمه أمانو كان متوازناً رغم أنه یشوبه بعض نقاط الضعف ولكن بالمحصلة فإنه إیجابي، وفنّد جمیع المزاعم التي كانت تثار حول أنشطة إیران النوویة.
وأكد أن النقطة الإیجابیة في التقریر تتمثل بأن المحصلة النهائیة تشیر الی سلامة الأنشطة النوویة الإیرانیة، وأن التقریر «أبیض» والطریق بات معبداً أمام مجلس حكام الوكالة لإغلاق ملف «PMD»، لافتاً الی أن التقریر تضمن الكثیر من النقاط الإیجابیة ومنها عدم اشارته الی «PMD».
ورفض عراقجي مزاعم الوكالة الدولیة حول إجراء إیران أبحاثاً في الأسلحة النوویة، مؤكداً أن طهران سترد بهذا الخصوص علیها فضلاً عن أن أمانو لم یتهم إیران في تقریره بمثل هذه الأنشطة إطلاقاً.
وبیّن بأنه علی مدیر عام الوكالة بصفته شخصیة تقنیة أن یقدم تقدیراته علی أساس الحقائق المیدانیة والدراسات وأن هذا التقریر یجب أن یقود الی إغلاق ملف «PMD»، حیث أن التقریر لا یدلل علی عسكرة برنامج إیران النووي. مضیفاً أن مجلس حكام الوكالة بإمكانه إغلاق ملف «PMD» علی ضوء التقریر.
الى ذلك، عقدت أمس في فيينا جولة جديدة من اجتماعات اللجنة المشتركة لتنفيذ الخطة الشاملة لبرنامج العمل المشترك على مستوی الخبراء، حيث تولی حميد بعيدي نجاد رئيس فريق الخبراء رئاسة الوفد الإيراني المفاوض.
ومن المقرر أن يعقد الاجتماع المقبل للجنة المشتركة بين إيران و5+1 يوم الاثنين المقبل في فيينا على مستوی مساعدي وزراء الخارجية.
والموضوع الأساسي المطروح أمام الاجتماع، التشاور حول مسودة القرار المقترح من قبل مجموعة دول 5+1 ليقدم إلى مجلس مفوضية الوكالة الدولية لغلق ملف القضايا النووية السابقة والحالية لإيران.