الفلسطينيون… يكسرون التحديات
بلال شرارة
يقول دبلوماسي كبير إنّ أخطر ما في زيارة بنيامين نتنياهو رئيس حكومة العدو الإسرائيلي إلى واشنطن ولقائه الرئيس الأميركي باراك أوباما هو طرح نتنياهو على محادثة الأميركي تعامي بلاده التطنيش عن قرار بضمّ «إسرائيل» للجولان وإجراءات عملانية لتكريس هذا القرار باعتبار أن الحجة السابقة لممانعة الإدارة الأميركية لخطوة إسرائيلية كهذه كانت تستدرج رد فعل سوري لا يمكن لأحد أن يقدّر حجمه، ولكن اليوم لا يوجد سورية بل توجد «أشلاء بلد»، حسب نتنياهو.
في زيارة نتنياهو أيضاً صفقات عسكرية هي الأضخم في تاريخ العلاقات العسكرية بين الجانبين إذ تمّ رفع قيمة المساعدات المالية من 3.1 مليار دولار إلى خمسة أو نصف دزينة من المليارات وسرب أو أكثر من طائرات أف – ٣٥ التي لم يحصل عليها أي من بلدان العالم الشرق الأوسط على الأقل ، إضافة إلى دعم مادي وتقني لإنتاج منظومات جديدة من أجيال القبة الحديدية.
وفلسطينياً، ولأنّ عهد أوباما يشارف على نهايته بعد عام ، فالولايات المتحدة تعتقد أن الوقت لم يعُد كافياً للدخول في مغامرة سلام الشرق الأوسط ! ثم أن نتنياهو نفسه لا يجد أي مبرر لعقد أيّ تفاهمات مع السلطة أو أي جهة فلسطينية إذ إن الفلسطينيين هم في حالات انقسام و كل شيء عندهم قابل للتقسيم على اثنين حتى الفلسطيني الواحد والعرب سمعان مش هون العالم لديه أولويات مختلفة ثم أنه ونتيجة لزيارة نتنياهو تمّ في الولايات المتحدة الإفراج عن الجاسوس الإسرائيلي جوناثان بولارد.
كل ما تقدّم هو اختصار الرشوة الأميركية لـ»إسرائيل» مقابل سكوتها على الاتفاق النووي بين إيران ودول خمسة زائد واحداً.
ما لم يقله الدبلوماسي الكبير هو ما يتصل بالجانب اللبناني والغزاوي من المباحثات الأميركية – الإسرائيلية وكذلك موقع مصر في صورة الحركة الشرق أوسطية للشريكين وقراءة الوقائع اليمنية والبعد الخليجي وصلته بالحروب الصغيرة والكبيرة الجارية والاستثمار على الهواجس الخليجية إزاء الملف النووي الإيراني.
الجديد الفلسطيني بالترافق مع الزيارة والحركة المكوكية الأولى والثانية لوزير الخارجية الأميركية جون كيري للأرض الفلسطينية المحتلة و إسرائيل والأردن – الجديد – هو الغضب الفلسطيني المتأجج الذي تجاوز ردة الفعل هبّة – انتفاضة على التقسيم المكاني والزماني للمسجد الأقصى إلى المطالبة بتحقيق أماني الشعب الفلسطيني في العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.
واقع الأمر الآن أن الشعب الفلسطيني لا يستطيع إقامة توازن بالسلاح مع الجيش الإسرائيلي الذي يملك أكبر ترسانة عسكرية من الأسلحة الأميركية الأكثر حداثة، ولكن للمرة الأولى يملك الشعب الفلسطيني قوة ناعمة بدائية، بالكاد كانت تحمي حياة الإنسان الأول :السكين والحجر أسلحة غير ممنوعة بأي عرف أو قانون ، لا يستطيع أي جيش في العالم أن يجرد خصومه منها، وكذلك الأمر فلن تتمكن قوانين الاحتلال إطلاق النار على راشقي الحجارة والمسلحين المحتملين بالسكاكين.
إنها لن تتمكّن من إرهاب الفلسطينيين الذين انتصروا بمجرد أن كسروا حالة الخوف من جيش الاحتلال وميليشياته من المستوطنين وستتصاعد الأمور إلى حدّ الهزيمة الإسرائيلية التي لن يمنعها احتلال إسرائيل لوسائل القوة والتطبيع العربي وإحباط بعض فلسطينيي الشتات أو السلطات الرسمية في غزة ورام الله.