الراعي: حرّكتَ الاستحقاق وأدخلتَ البهجة إلى قلوب اللبنانيين فرنجية: هدفنا حماية لبنان وعلاقتي بالرئيس الأسد ليست نقطة ضعف
أكد رئيس تيار المرده النائب سليمان فرنجية أنّ «هدفنا ليس الوصول إلى رئاسة الجمهورية بل معالجة الأمور والوقت كفيل بحلها، ونحن اليوم معجّلين ولكننا غير مستعجلين».
وقال فرنجية بعد لقائه البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي في بكركي: «سأعمل دائماً على قانون انتخاب ينصف التوازن الوطني ويعطي تمثيلاً حقيقياً لباقي الطوائف، وإذا كان لدى الفريق الآخر بعض هواجس فمن واجبي كرئيس للجمهورية تطمينه، فهدفي هو الإجماع الوطني وأن أكون محاطاً بكلّ المسيحيين».
وتساءل: «لماذا لا تُعتبر علاقتي بالرئيس بشار الأسد نقطة قوة وليس نقطة ضعف؟»
وأكد أنه تحت سقف بكركي، واضعاً نفسه «بتصرف البطريرك الراعي».
وكان فرنجية وصل مساء أمس، يرافقه نجله طوني إلى الصرح البطريركي، حيث استقبله البطريرك الراعي العائد لتوّه من ألمانيا، وعُقد اجتماع في حضور النائب البطريركي العام المطران سمير مظلوم. وفور وصوله توجّه إليه البطريرك الراعي بالقول: «عملت بهجة لكلّ اللبنانيين وحرّكت الاستحقاق الرئاسي». فردّ فرنجية قائلاً: «حرّكنا الملف الرئاسي لأنّ الرتابة تقتل».
الحريري من الإليزيه: الأجواء إيجابية
وفي السياق عينه، لا تزال مبادرة ترشيح رئيس تيار المرده لرئاسة الجمهورية تتفاعل وترخي بظلالها على المشهد السياسي اللبناني. وبعد العشاء الذي جمع أول من أمس النائب فرنجية ورئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط في منزل الأخير في كليمنصو، أجرى الرئيس سعد الحريري محادثات مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في قصر الإليزيه.
وبعد خلوة استمرّت قرابة الساعة، تحدّث الحريري، لافتاً إلى أنه بحث مع هولاند الأوضاع اللبنانية والملف الرئاسي. وقال: «أكد الرئيس هولاند ضرورة إنهاء هذا الفراغ الرئاسي. وأنا، من جهتي، أكدت له أننا نعمل مع جميع اللبنانيين على إنهاء هذا الفراغ وأنّ هناك حواراً جارياً بين جميع الأفرقاء اللبنانيين وهناك أمل كبير اليوم في لبنان في إنجاز هذا الموضوع، وبإذن الله ستكون الأمور بخير قريباً».
وعمّا إذا كان موضوع تسمية فرنجية قائماً حتى الساعة، أجاب: «الآن هناك حوارات قائمة والأجواء إيجابية إن شاء الله، والأيام المقبلة ستظهر أنّ لبنان سيكون بألف خير بإذن الله».
وكان الحريري التقى في مقرّ إقامته في باريس، وزير الاتصالات بطرس حرب.
ورداً على سؤال عمّا إذا كان البحث تطرق إلى ترشيح فرنجية، قال حرب: «تمّ التداول في هذا الموضوع وظروفه وفي ما يجب توفيره من ضمانات لكلّ اللبنانيين تؤدّي إلى تحقيق المصلحة الوطنية المرجوّة في إطار عدم تكريس انتصار فريق على آخر أو استئثار فريق سياسي بالحكم في لبنان على حساب الآخر، لأنّ القضية ليست قضية أشخاص، بقدر ما هي قضية برنامج وتصوّر وتوجه والتزام بالمبادئ الوطنية والسيادية التي نناضل من أجلها».
وفي السراي الحكومية، التقى رئيس الحكومة تمام سلام وزير الثقافة ريمون عريجي الذي أوضح بعد اللقاء أنّ مبادرة ترشيح فرنجية «جدّية ولا نريد حرق المراحل»، لافتاً إلى «أنّ القوى السياسية تتشاور بين بعضها البعض وهناك مصير وطن وإن شاء الله خيراً».
عسيري: نبارك المبادرة
وأكد السفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري أنّ بلاده لا تتدخل «بتسمية هذا أو ذاك، فالخيار هو للبنانيين أنفسهم، وفي مقدّمهم المسيحيون، ونحن نرى اليوم أنّ هناك مبادرة وطنية من كثير من القوى السياسية المؤثرة في البلد لاختيار شخص معيّن، وهناك بعض القوى المعارضة أيضاً».
وقال عسيري بعد لقائه رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل في بكفيا: «دورنا هو تشجيع الأفرقاء ليجتمعوا ويجدوا قاسماً مشتركاً للوصول إلى حلّ، سواء ما نختاره أو إذا كان لديهم بديل. نحن حرصاء على ملء هذا الفراغ في أسرع وقت».
وحول ما يُقال بأنّ السعودية هي من سمّت فرنجية، أجاب عسيري: «المملكة لم تسمِّ ولن تسمي أيّ شخص، اللبنانيون أدرى من غيرهم بمن يصلح أن يكون في هذا الموقع ومن هو الأنسب. وبالتالي، المبادرة أتت لبنانية ـ لبنانية، فهل المملكة العربية السعودية باركت هذه الخطوة؟ نعم، باركتها برغبتها في أن يكون هناك دور للمسيحيين في هذا الإطار، وفي هذا الإخراج. ما بقي هو الحوار المسيحي ـ المسيحي لمشاركة المسيحيين همومهم. نحن نبارك هذه المبادرة، وحرصاء على ملء هذا الفراغ الرئاسي لأنّ البلد والمؤسسات والوضع الاقتصادي في البلد بحاجة إلى هذا التسرع ليكون هناك رئيس للبنان».
وأضاف: «هناك تطورات في المنطقة قد تنعكس على لبنان، نحن نتخوّف من التطورات في الدول المجاورة في الإقليم وفي سورية بالتحديد، ونرى تحصين لبنان بوجود رئاسة في لبنان، ويجب أن يكون هناك توافق لبناني ـ لبناني وإخراج جيّد ينعكس على كلّ مؤسسات الدولة، ويمكن أن ينعكس أيضاً على المرحلة المقبلة. أمامنا حكومة جديدة وانتخابات وهناك مطالب لكلّ اللبنانيين مسيحيّين ومسلمين يحتاجون أن يروها تُترجم إلى واقع، موقفنا هو حرصنا على لبنان ووحدته واستقراره وتجنيبه أي سلبيات يمكن أن تنعكس عليه».
وبالنسبة إلى موقف السعودية من وصول صديق الرئيس السوري بشار الأسد إلى سدة الرئاسة، قال: «نحن نميّز بين الرئاسة والصداقات الشخصية، فهذا السؤال يجب أن يوجه إلى سليمان بك، وهو يجيب عليه».
وعن إمكانية لقائه فرنجية في وقت قريب، أكد عسيري أن ليس هناك ما يمنع ذلك. وقال: «التقيته بالأمس، ودعاني إلى الغداء، وليست لدي أية محاذير تمنعني من مقابلته».