جهود دولية لمنع وقوع أي سلاح نووي في أيدي التنظيمات الإرهابية

تُبذل على المستوى الدولي جهود جبارة لمنع حصول التنظيمات المتطرفة ـ لا سيما «داعش» ـ على أيّ سلاح نووي. وأطلِقت دعوات هنا وهناك، لتخطي المشاكل الواقعة بين روسيا والولايات المتحدة، في سبيل هذه الجهود.

هذا ما تطرّقت إليه صحيفة «كوميرسانت» الروسية، إذ نشرت تقريراً سلطت الضوء فيه على مؤتمر منع انتشار الأسلحة النووية الذي اختتم أعماله في واشنطن، والذي دعا روسيا والولايات المتحدة إلى منع وقوع هذه الأسلحة بيد الإرهابيين. ونقلت الصحيفة عن المدير التنفيذي لـ«المبادرة إلى الحد من التهديد النووي» السيناتور السابق سيم نان، ان للتهديدات النووية فرصة في الوقت الحاضر للارتقاء إلى مستوى جديد، نظراً إلى توسّع نشاط التنظيم الإرهابي «داعش». و«من مفارقات وقتنا الحاضر أن خطر استخدام الرؤوس النووية يزداد على رغم انخفاض عددها». ودعا سيم الولايات المتحدة وروسيا إلى توحيد الجهود لمنع كافة محاولات المتطرفين الإسلاميين استخدام السلاح النووي ضد السكان المدنيين. وأن ما يقلقه جداً بحسب قوله هو تهريب المواد النووية. وارتباطاً بهذا، طلب من موسكو وواشنطن التعاون مع الدول الأخرى لتوفير حماية أفضل للأسلحة النووية التي في حوزتها.

إلى ذلك، نشرت صحيفة «إندبندنت» البريطانية مقالاً للكاتب باتريك كوبيرن أوضح فيه أن التحالف الذي تشارك فيه بريطانيا لهزيمة «داعش»، قام بما يزيد عن 59 ألف طلعة جوية في العراق وسورية منذ بدء العمليات في آب عام 2014 تحولت من بينها نحو 8500 فقط إلى غارات استخدمت فيها القنابل والقذائف ضد أهداف على الأرض. ويخلص كوبيرن من هذه الأرقام إلى أن غالبية المقاتلات التى قامت بطلعات فوق العراق وسورية عادت إلى قواعدها من دون أن تجد أهدافاً تقصفها، وهو ما يعني أن ما يتعدى 50 ألف طلعة جوية لم تجد هدفاً واحداً لضربه.

«كوميرسانت»: الإرهاب والتهديد النووي

تطرّقت صحيفة «كوميرسانت» الروسية في مقال نشرته أمس، إلى مؤتمر منع انتشار الأسلحة النووية الذي اختتم أعماله في واشنطن ودعا روسيا والولايات المتحدة إلى منع وقوع هذه الأسلحة بيد الإرهابيين.

وجاء في المقال: اختتم في واشنطن مؤتمر منع انتشار اسلحة الدمار الشامل الذي نظمه منتدى لوكسمبورغ الدولي لمنع التهديد النووي بالتعاون مع مؤسسة «المبادرة إلى الحد من التهديد النووي»، والذي شارك فيه خبراء من روسيا والولايات المتحدة.

ناقش المؤتمرون المشاكل المتعلقة بالحد من انتشار أسلحة الدمار الشامل التي بقيت معلقة بسبب تأزم العلاقات الروسية الأميركية، خصوصاً أن موسكو أعلنت رفضها المشاركة في قمة دعت إليها الإدارة الأميركية في شأن الأمن النووي تُعقد في واشنطن في نهاية آذار 2016 تحت إشراف الولايات المتحدة، ما يشير إلى عدم وجود تفاهم بين الطرفين في مسألة الأمن الدولي.

بحسب قول رئيس مركز الأمن الدولي الأكاديمي آلِكسي أرباتوف، إن قرار موسكو رفض المشاركة هو فقط غيض من فيض. لأن قائمة المشاكل المتعلقة بالحد من انتشار الأسلحة النووية أوسع من هذا بكثير. ومن بين هذه المشاكل يشير أرباتوف إلى فشل المؤتمر الخاص باتفاقية الحد من انتشار الأسلحة النووية في إصدار بيان ختامي لعدم الاتفاق على مضمونه. كما لم يتضح بعد مصير اتفاقية منع إجراء التجارب النووية الولايات المتحدة وبعض الدول الأخرى لم تصادق عليها حتى الآن ، وأيضاً عدم وجود تفاهم في المسائل المتعلقة بنشر منظومة الدرع الصاروخية الأميركية في أوروبا، والاتفاقية الجديدة حول تخفيض الأسلحة الهجومية.

وأضاف أرباتوف ان تعاون روسيا والولايات المتحدة في مجال أمن المواد النووية وفق برنامج «نان ـ لوغار» قد توقف منذ سنتين، والاتفاق الذي حل مكانه ظلّ عملياً حبراً على ورق.

يقول المدير التنفيذي لـ«المبادرة إلى الحد من التهديد النووي» السيناتور السابق سيم نان، ان للتهديدات النووية فرصة في الوقت الحاضر للارتقاء إلى مستوى جديد، نظراً إلى توسّع نشاط التنظيم الإرهابي «داعش». و«من مفارقات وقتنا الحاضر أن خطر استخدام الرؤوس النووية يزداد على رغم انخفاض عددها». ودعا سيم الولايات المتحدة وروسيا إلى توحيد الجهود لمنع كافة محاولات المتطرفين الإسلاميين استخدام السلاح النووي ضد السكان المدنيين. وأن ما يقلقه جداً بحسب قوله هو تهريب المواد النووية. وارتباطاً بهذا، طلب من موسكو وواشنطن التعاون مع الدول الأخرى لتوفير حماية أفضل للأسلحة النووية التي في حوزتها.

وأشار المشاركون في المؤتمر إلى تجربة التعاون الروسي ـ الأميركي في مسألة نقل السلاح الكيماوي السوري وتدميره، حيث وضعت اللجنة السرية المشتركة خطة كاملة لهذه العملية تكللت بالنجاح التام، وهذا برهان على أن واشنطن وموسكو يمكنهما الاتفاق على تسوية كافة المشاكل عندما ترغبان بذلك.

«إندبندنت»: لماذا يُعدّ «داعش» عدوّاً شرساً لا يمكن هزيمته من الجو؟

نشرت صحيفة «إندبندنت» البريطانية مقالاً للكاتب باتريك كوبيرن مراسل الصحيفة في الشرق الأوسط، بعنوان: «الضربات الجوية في سورية: لماذا يعتبر تنظيم داعش عدواً شرساً لايمكن هزيمته من الجو؟». ويشير كوبيرن الذي يعمل في منطقة الشرق الأوسط منذ عام 1979 إلى نقطتين في البداية، الاولى أن بريطانيا انضمت إلى تحالف كبير يعتمد على الضربات الجوية بشكل أساسي لإضعاف تنظيم «داعش» وهزيمته. أما النقطة الثانية فهي أن الجهد العسكري الجوي البريطاني لن يشكل فارقاً في الموضوع لسبب واضح وهو أن هناك بالفعل أعداداً كبيرة من المقاتلات تشارك في القصف، بينما لا يوجد عدد من الاهداف الواضحة لدى التنظيم يسمح باستخدام هذه المقاتلات كلّها.

ويوضح كوبيرن ان التحالف قام بما يزيد عن 59 ألف طلعة جوية في العراق وسورية منذ بدء العمليات في آب عام 2014 تحولت من بينها نحو 8500 فقط إلى غارات استخدمت فيها القنابل والقذائف ضد أهداف على الارض.

ويخلص كوبيرن من هذه الارقام إلى أن غالبية المقاتلات التى قامت بطلعات فوق العراق وسورية عادت إلى قواعدها من دون أن تجد أهدافاً تقصفها، وهو ما يعني أن ما يتعدى 50 ألف طلعة جوية لم تجد هدفاً واحداً لضربه.

ويعود كوبيرن ليفترض أنه حتى لو كانت المشاركة البريطانية في التحالف الآن رمزية، فإنها قد انضمت لقتال عدو شديد الشراسة والخبرة. ناقلاً عن المحلل العسكري التركي متين غوركان قوله إن الضربات الجوية يمكنها فقط أن تكون ناجحة ضد مراكز التدريب والاتصال التابعة للتنظيم، لكن من الامور الغريبة أنه لم يتم استهداف مركز تحكم واحد تابع للتنظيم خلال كل الغارات التي تمت.

«غارديان»: توني بلير يتهم قطاعاً واسعاً من المسلمين بالتعاطف مع «داعش»

قال رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، إن فكر تنظيم «داعش» يحظى بدعم واسع وله جذور عميقة لدى أعداد كبيرة في بعض المجتمعات والبلدان الإسلامية، مشيراً إلى عقيدة الجهاد عند هؤلاء، وإلى إيمان كثيرين منهم بفكرة إقامة «الخلافة الإسلامية» والتي يتبناها التنظيم في سورية والعراق، وحذّر من أفكار دعاة مسلمين يتابعهم الملايين على «تويتر» لا تختلف عما يروّج له «داعش».

وقالت صحيفة «غارديان» البريطانية في عددها الصادر أمس الجمعة إن رئيس الوزراء السابق حذّر من هجمات واسعة على أوروبا، أكبر من هجمات باريس، حيث أثنى على قرار النواب البريطانيين الموافقة على توسيع الضربات الجوية إلى سورية، قائلاً إن تنظيم «داعش» لديه جذور عميقة في الدول الإسلامية.

ولفت الصحيفة إلى أن بلير كان يتحدث في مكتبة الكونغرس، حيث ألقى محاضرة هنري كيسنجر، التي مضى عليها سبع سنوات. وقال إن القرار البريطاني مهمّ. وأضاف أن العداء الفطري بين الإسلام والغرب لا يقتصر على مجموعة معينة، فمن يؤمنون بفكرة الخلافة ونهاية العالم، التي تعدّ جزءاً من دعاية «داعش»، ليسوا قليلين في المجتمعات الإسلامية. وأضافت «غارديان» أنّ تصريحات بلير تؤكد ما جاء في خطاب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، الذي دعا فيه إلى مواجهة خطاب التطرف، والمدافعين عن تلك الأيديولوجية.

وبيّنت الصحيفة أن وزير العدل البريطاني الحالي مايكل غوف امتدح بلير لانتقاده مسؤولين في الحكومة لعدم مواجهة الأزمة بشكل كافٍ حين قال بلير إنهم يضربون جسد التمساح عندما يقترب من القارب، بدلاً من تجفيف المستنقع.

ونقلت الصحيفة عن بلير قوله: طبعاً، ترفض غالبية المسلمين فكر «داعش» وما يدعو إليه، ولكن هناك وفي عدد من الدول الإسلامية أعداد كبيرة تؤمن بأن الاستاخبارات الأميركية «سي آي إي» واليهود هم من يقفون وراء هجمات 11 أيلول. وأكد أن هناك ثمة علماء ممّن يدعون إلى قتل غير المؤمنين والملحدين، فيما يتابعهم الملايين على «تويتر»، قائلاً إن هذه الأيديولوجية لديها جذور عميقة، «وعلينا أن نحفر عميقاً حتى نقتلعها».

ويورد التقرير أن بلير في حديثه عن الخلافة ونهاية العالم، يشير إلى إيمان تنظيم «داعش» بالمعركة الأخيرة، التي سيكون مكانها في مرج دابق في سورية. كما دعا بلير إلى هزيمة التنظيم والقوى المتحالفة معه، إضافة إلى الداعمين له، في سورية والعراق وليبيا وشبه جزيرة سيناء ومناطق في الصحراء الأفريقية.

كما نقلت الصحيفة عن بلير قوله: «هزيمة داعش هي البداية المهمة، والقوة وحدها لا تكفي، فالتحدي يذهب أعمق وأبعد من المذابح التي يرتكبها الجهاديون المتعصبون، وتجب مواجهة الأيديولوجية».

وختمت «غارديان» تقريرها بالإشارة إلى أن بلير قال عن الدور البريطاني الجديد في سورية: «بالنسبة إلى أوروبا، فإن هناك حسابات كبيرة يجب اتخاذها لأن التهديد الإرهابي يقف على بابنا، وفي الحقيقة هو موجود داخل بيوتنا. ولدينا مصلحة كبيرة في هزيمته، وعلى أوروبا أن تخلق في داخل دولها قدراتٍ قتالية لا تسمح لنا بالقيام بدورنا فقط، بل بأخذ زمام المبادرة أيضاً».

«واشنطن بوست»: ما بعد باريس… هكذا يجب أن نفكّر في العلاقة بين «داعش» والإسلام

تناولت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، موضوع ادّعاء «داعش» أنّه يطبّق الشريعة الإسلامية، وجاء في التقرير: أثارت الهجمات الإرهابية البشعة في باريس نقاشات جديدة عن تنظيم «داعش» والإسلام. بالإمكان اختصار السؤال كالتالي: هل يبرر النص المقدس في الإسلام أعمال العنف التي يقوم بها التنظيم؟

من الأفضل في البداية أن نعلم أن دائرة «النص المقدس» في الإسلام كبيرة فهي لا تحتوي على القرآن فقط بل تشمل نصوصاً عديدة منسوبة إلى النبي محمد مؤسس الإسلام عن طريق أتباعه. يناقش العلماء المسلمون مصداقية هذه النصوص مثلما يناقش العلماء المسيحيون مصداقية نصوص كثيرة في الأناجيل.

تمتلئ تلك النصوص بصفة عامة بالتناقضات نظراً إلى أن هيكل النص ضخم. المسيحيون مثلا يعظّمون باعتبارهم إخوة ويُسخر منهم باعتبارهم كفاراً. ظهرت مدارس مختلفة في بدايات الإسلام لمواجهة تلك التناقضات وتفسيرها، وينتمي تنظيم «داعش» إلى واحدة من أكثر تلك المدارس صرامة ولذلك يميل بوضوح إلى التفسيرات غير المتسامحة للنص الإسلامي المقدس.

وكما توجد هناك نصوص قابلة للاستخدام لتبرير التعصب في الإسلام، فهناك نصوص صالحة أيضاً لتبرير العنف. بالنظر إلى كل ذلك يجب أن نعلم أن النبي محمد شن حرباً لإقامة ولاية دينية. قاتل كفاراً وقتل معادين وأعدم سجناء مثله مثل قدماء اليهود الذي أسسوا ولايتهم الدينية.

مع ذلك، لم يكن محمد مثل أبي بكر البغدادي. فقد يكون متساهلاً مع خصومه ويُهادن أعداءه ويتعاون مع الكفار من أجل المصلحة العامة.

تنظيم «داعش» يُخفي هذه الأجزاء من تاريخ النبي محمد أو يبرّر تغييبها بأنها لا تنطبق على الوضع الحالي. فأعداؤهم كما يقولون ببساطة أقوى أو أقل رحمة. وأفضل مثال على ذلك هو حادثة حرق الطيار الأردني. يُحرّم محمد بصراحة حرق «المرتدين» أو كما يصفهم تنظيم «داعش».

وبالنظر إلى تلك التناقضات، يُشير التنظيم إلى النصوص الأخرى التي يُشجعك فيها النبي محمد على الانتقام من الأعداء بنفس الطريقة التي يستخدمونها ضدك فقد ألقى الأردنيون قنابل على أهداف للتنظيم وبذلك يحق للتنظيم حرق أحد الطيارين الأردنيين كما يدعون.

وهذا ما يُعيدنا إلى هجمات باريس. يدعي تنظيم «داعش» أن الهجمات مبرّرة بالنصوص الدينية، لكن معظم المسلمين يقولون خلاف ذلك وبما أنني قضيت معظم شبابي في دراسة النصوص الإسلامية ودور محمد الوظيفي، فإنني أجد أن فكرة قبول محمد بمثل هذه الهجمات غير قابلة للتصديق فقد نُقلت عنه نصوص كثيرة ضد استهداف المدنيين. لكن مرة أخرى يستطيع التنظيم الإشارة إلى نصوص أخرى وأحداث وقعت في حياة محمد لتبرير قضيتهم.

في النهاية يعود الأمر إلى المسلمين ليقرروا، إذا كان تنظيم «داعش» صادقاً فعلاً في تعامله مع النصوص الدينية أم لا. بالنسبة إلى غير المؤمنين فهذا كافٍ لكي يعتقدوا أن النصوص الإسلامية متناقضة عندما نتحدث عن العنف، ولكي يبتهجوا بأن معظم المسلمين يجعلون هذه النصوص تعمل بطريقة إيجابية إجمالاً ومختلفة تماماً عمّا يفعله التنظيم.

التناقض يظهر عادة في آراء العلماء والمختصين الناتجة عن الاجتهاد الشخصي، القرآن والأحاديث الصحيحة النقل لا يظهر فيها التناقض. ليست القضية بهذا السوء كما يُعبر عنه الكاتب، فالقصاص الذي قام به النبي محمد كان دائماً مشروعاً ومنطقياً ولم يكن لمجرّد اختلاف وجهات النظر كما قد يُفهم. مثل صلح الحديبية وما حدث بعد فتح مكة، جميع هذه الأحداث لا مبرر فيها لممارسة الإرهاب ضدّ الآخر، فهي على العكس في مصلحة الجميع ونموذج فريد في التسامح.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى