قنديل لـ «المنار»: داعش نقطة تقاطع سعودية أميركية «إسرائيلية» تركية
قال رئيس تحرير «البناء» النائب السابق ناصر قنديل إن «شعور «إسرائيل» بالمأزق مرتبط بشعورها بالمجهول وعدم حصولها على ضمانات الأمان والاستقرار في المنطقة، فهذا الجيل ليس على ثقة بأن أحفاده سيعيشون في هذه المنطقة كما كان أجدادهم يثقون».
وأضاف: «إن «إسرائيل» وجدت أن الحاكم العربي الذي يعطيها السلام سيتكفل بإطاحة الحاكم «الإسرائيلي» الذي يوقع عليه، وإن السلام الذي تطمئن «اسرائيل» إليه يتكفل بإطاحة الحاكم العربي الذي يوقع عليه، وكذلك هو ميزان الحرب الذي ترغبه «إسرائيل» ولكنها غير قادرة على تخيل نتائجه ونهايته، بالتالي هي غير قادرة بالحصول على بوليصة تأمين لا في السلام ولا في الحرب».
وتابع قنديل: إن «القلق «الإسرائيلي» جاء مع الربيع العربي كمحاولة لشراء الاطمئنان باستثماره بإنتاج طبقة سياسية جديدة منتخبة صالحة لسنوات وجاهزة لإعطاء صك سلام مع «إسرائيل» مقابل بقائها في الحكم، ولكن حصيلة هذه الدورة الكاملة للربيع العربي أعاد «إسرائيل» إلى المربع الأول وهو مربع القلق».
وقال: «وجدت «إسرائيل» أن الحل الأمثل لها إعادة انتاج القلق على الضفة الأخرى المعادية لها إيران- سورية لبنان- حزب الله .
وأوضح: «اليوم هناك غرفة عمليات مشتركة في حلف المقاومة وهو أمر ليس معيباً، وفتح جبهة الجولان ومزارع شبعا من قبل حلف المقاومة هو مفتاح الدخول إلى الجليل ونقل المعركة إليها وهذا ما جناه «الإسرائيلي» على نفسه ومطالبته بالعودة إلى قواعد فك الاشتباك عام 74».
ولفت إلى أننا «أمام مجابهة ومكاسرة تدور تحت عنوانين قريب المدى اسمه مصير حزام أمني
القنيطرة بوابة دمشق تنشئه المعارضة السورية لحساب «إسرائيل»، والثاني بعيد المدى مقايضة الحزام الأمني بالعودة لفك اشتباك عام 74 أي اعتبار جبهة الجولان مغلقة، وأنا أجزم أن «الإسرائيلي» سيفشل فيهما معاً».
وأضاف «ظن «الإسرائيلي» أن حزب الله انشغل في الداخل السوري عن الجبهة «الإسرائيلية»، غير أن خوف «إسرائيل» من المجهول يجعلها تندفع باتجاه المزيد من التهويد أي الاستثمار على الزمن لإخراج العرب من القدس وللمزيد من التهويد في الضفة ولجعل فكرة الدولة اليهودية أمراً واقعاً مع الزمن».
وأكد قنديل أن «التفاوض «الإسرائيلي» ـ الفلسطيني لا فائدة منه لسببين: الأول لأن التسويات لا تحصل إلاّ بين أصحاب الحقوق وليس مع المغتصب، لأنه إن تنازل عن شيء وهو ضعيف فإنك ستفرض عليه التنازل أكثر عندما تصبح أقوى، فـ «إسرائيل» تاريخياً معروفة بأنها كلما كانت أضعف كلما كانت أكثر تطرفاً، والثاني الوهم التاريخي العقائدي بأن أرض الميعاد هي الضفة وليست أرض الـ48 وهي التي لن تتنازل عنها «اسرائيل».
وقال إن «العراق هو حلقة وصل بين إيران وسورية وجبهة المقاومة في لبنان وفلسطين، والمحافظات العراقية الأربعة التي سيطرت عليها داعش الممتدة من ديالا على الحدود الإيرانية والأنبار على الحدود السورية وما بينهما نينوى وصلاح الدين تقطع إمكانية الوصل الإيراني السوري».
ورأى أن «داعش تبقى نقطة تقاطع سعودية أميركية «إسرائيلية» تركية من أجل تصدير نقاط ضعف للحلف الإيراني السوري المقاوم».
وقال: «إن حمص تشكل نقطة تقاطع خطوط النفط كما هو الوضع في الأنبار حيث يتقاطع فيها خط البصرة بانياس وخط كركوك حيفا»، مشيراً إلى أن «لعبة «إسرائيل» تكمن في الرهان والاستثمار على المستجد العراقي أبعد مدى استراتيجياً من اللعبة السعودية التركية المتصلة في التفاوض».