المطارنة الموارنة: لانتخاب رئيس على مستوى التحديات

اعتبر المطارنة الموارنة أنّ دخول لبنان المهلة الدستورية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، «يحتم على الجميع التعامل مع هذا الاستحقاق بما يمليه الدستور والميثاق الوطني، والتمسك بالممارسة الديمقراطية السليمة وتداول السلطة»، مناشدين القوى السياسية «الإسراع في القيام بهذا الواجب الوطني ضمن المهلة الدستورية، واختيار رئيس قادر وفاعل، يكون، بفضل شخصيته ومعرفته وخبرته وتجرّده، على مستوى التحديات الداخلية والإقليمية والدولية، لكي ينهض بلبنان ويبني وحدته ويحمي سيادته ومؤسساته».


وفي بيان أصدروه بعد اجتماعهم الشهري في بكركي برئاسة البطريرك مار بشاره بطرس الراعي، أعرب الآباء «عن تقديرهم المساعي التي بذلت من أجل إطلاق سراح راهبات معلولا، وهم يتطلعون برجاء إلى مضاعفة الجهود في سبيل إطلاق المطرانين المخطوفين يوحنا ابراهيم وبولس اليازجي، والكهنة وسائر المخطوفين»، كذلك استنكروا «التعدي على المقامات الدينية والأمكنة الأثرية في سورية، وكأنّ هذه الحرب تهدف إلى محو آثار تاريخ حضاري طويل، شاركت في بنائه مكونات المجتمع السوري المتنوعة». وأبدوا «ارتياحهم لبدء تنفيذ الخطة الأمنية التي أقرتها الحكومة في مدينة طرابلس»، آملين «أن تعمّم على المناطق الساخنة الأخرى».

وطالب المجتمعون «السياسيين بدعم الجيش اللبناني والقوى الأمنية من أجل إنجاح هذه الخطة لخير المدينة وسائر المناطق»، مؤكدين أنّ «تحوّل المتقاتلين أداة لنقل الصراعات الخارجية إلى الداخل، يشكّل سبباً للنيل من تاريخ طويل من العيش المشترك الأخوي، وأنّ أي ارتهان للخارج، مهما كان رابحاً، فيه خسارة أكيدة لا تعوّض لهم وللوطن وأهله».

وندّد المطارنة الموارنة بمحاولة الخطف التي تعرّض لها المطران سمعان عطالله مع مرافقه، وناشدوا «الحكومة والجيش اللبناني وكل القوى الأمنية أخذ التدابير اللازمة لإيقاف ظاهرة الخطف، والقبض على الخاطفين ومحاكمتهم ومن وراءهم، لوضع حدّ للفوضى الأمنية، وللمحافظة على كرامة المواطنين وسلامتهم في كل المناطق اللبنانية».

وأضاف البيان: «يتطلع اللبنانيون بأمل إلى الحكومة الجديدة ويتمنون لها النجاح في المهمة الدقيقة الملقاة على عاتقها، في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ لبنان، التي تفترض تماسكاً وطنياً ورسماً لأهداف واضحة وقرارات مسؤولة، وعملاً دؤوباً لتأمين الخير العام وخير اللبنانيين جميعاً، ويؤلم الآباء الواقع المؤسف الذي يؤدي إلى تظاهرات وتعطيل عمل المؤسسات ومجرى الحياة العامة، بسبب عدم إيجاد حلول مرضية للجميع، وبخاصة في مواضيع العنف الأسري ضدّ المرأة وسلسلة الرتب والرواتب والمياومين في مؤسسة كهرباء لبنان وغيرهم. وهم يطالبون بإقرار مشروع قانون مساواة الطوائف حيال الضرائب في أسرع وقت ممكن، ويأملون أن تأتي تشريعات المجلس النيابي في هذه القضايا عادلة ومنصفة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى