طهران ودمشق تدينان العمل العدواني وتطالبان باحترام سيادة العراق
دعا رئيس لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي، حاكم الزاملي، قوات الجيش إلى ضرب القوات التركية التي توغلت شمال العراق.
واعتبر الزاملي أن دخول القوات التركية بمثابة «جس نبض» لدخول قوات من دول أخرى لتكون بديلاً من تنظيم «داعش»، داعياً القائد العام للقوات المسلحة لإصدار أوامر للقوة الجوية وطيران الجيش بضربها في حال رفضها الخروج.
وأوضح رئيس اللجنة أن القوات التركية التي وصلت إلى العراق تتشكل من لواء عسكري معزز بـ12 دبابة وكاسحات ألغام، مضيفاً أن القوات التركية جاءت بموافقة حكومة إقليم كردستان.
وفي أول تعليق لطهران، اعتبر مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان دخول القوات التركية إلى العراق إجراء خاطئاً يتعارض مع أمن المنطقة ويؤدي إلى تعزيز الفوضى والاضطراب فيها. وقال عبداللهيان في تصريح صحافي: «إن مكافحة داعش بحاجة إلى استئذان الحكومة العراقية والتنسيق الكامل معها».
من جهتها، دانت وزارة الخارجية السورية أمس دخول قوات تركية إلى العراق، واصفة إياه بالعمل العدواني والتدخل السافر الذي يزيد من حدة التوتر في المنطقة.
وأعربت الخارجية السورية عن تضامن دمشق الكامل «مع العراق الشقيق حكومة وشعباً إزاء هذا العمل العدواني التركي» مطالبة بـ «الانسحاب الفوري وغير المشروط للقوات التركية من الأراضي العراقية واحترام سيادة العراق ووحدة أراضيه وعدم التدخل في شؤونه الداخلية».
وكان رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أعلن في وقت سابق أن بلاده نسقت مع الحكومة العراقية الاتحادية بشأن الجنود الأتراك الموجودين في محيط الموصل.
واعتبر الرئيس العراقي فؤاد معصوم إن نشر المئات من القوات التركية قرب مدينة الموصل العراقية الشمالية انتهاكاً للأعراف والقوانين الدولية.
وشدد الرئيس العراقي على أن هذا الأمر سيزيد التوترات الإقليمية، داعياً تركيا إلى سحب قواتها فوراً.
كما طالبت الحكومة العراقية الجمعة الماضي أنقرة بسحب قواتها من الأراضي العراقية فوراً، واحترام علاقات حسن الجوار، بعد الكشف عن وجود قوات تركية تدرب جنوداً عراقيين قرب مدينة الموصل.
وجاء في بيان للحكومة العراقية أنه «تأكد لدى بغداد انتشار قوات تركية بحدود فوج واحد، ومدرعة بعدد من الدبابات والمدافع بمحافظة نينوى بدعوى تدريب مجموعات عراقية من دون طلب أو إذن من حكومة بغداد، وهو ما اعتبرته خرق خطير للسيادة العراقية ولا ينسجم مع علاقات حسن الجوار بين العراق وتركيا».
وذكرت مواقع عراقية إن قيادات تحرير نينوى أعلنت وصول 3 أفواج من القوات التركية بكامل عتادها وتجهيزاتها القتالية إلى معسكر الزلكان عند أطراف الموصل شمال العراق وأن القوة التركية تتهيأ للمشاركة ضمن قوات التحالف الدولي لتحرير الموصل من قبضة تنظيم داعش.
وكانت وكالة «رويترز» نقلت عن مصدر أمني تركي قوله إن المئات من الجنود الأتراك انتشروا لتدريب القوات العراقية في منطقة قرب الموصل شمال العراق والتي يسيطر عليها تنظيم «داعش» منذ حزيران 2014.
وأوضح المصدر التركي الذي رفض الكشف عن عدد الجنود الذين تم نشرهم واكتفى بالقول بأنها كتيبة واحدة دخلت إلى المنطقة في إطار عمليات تدريب دورية.
وقال المصدر إن هؤلاء الجنود كانوا بالفعل في إقليم كردستان العراق ونقلوا للموصل تصحبهم مركبات مدرعة، لافتاً إلى أن دول التحالف تعلم بمشاركة تركيا في تدريب القوات العراقية.
على الصعيد ذاته، أكدت حكومة كردستان، السبت، أن تركيا قدمت مساعدات عسكرية إلى العراق من خلال ثلاث قواعد تم إنشاؤها في شمال العراق، فيما أرجعت سبب إقدام أنقرة على إرسال «خبراء ومستلزمات عسكرية» لمحافظة نينوى إلى توسيع قاعدة خاصة بها في مدينة الموصل.
وقال المتحدث الرسمي باسم حكومة كردستان سفين دزيي في بيان، إنه «في إطار التحالف الدولي ضد إرهابيي داعش أقامت تركيا أواخر العام الماضي قاعدتين لتدريب وتأهيل قوات البيشمركة في سوران وقلاجولان، وفي الوقت نفسه قامت بفتح قاعدة أخرى لتدريب القوات العراقية في محافظة نينوى».
وأضاف دزيي أن «تركيا قدمت من خلال هذه القواعد مساعدات من الناحية العسكرية»، لافتاً إلى أنه «بهدف توسيع قاعدة الموصل قامت تركيا بإرسال خبراء ومستلزمات عسكرية إلى القاعدة المذكورة».
وفي السياق، نقل عن ضابط عسكري من البيشمركة الكردية مقره في جبهة بعشيقة شمالي الموصل إن عدداً من المدربين الأتراك الإضافيين وصلوا إلى معسكر في المنطقة خلال ليل الخميس ترافقهم قوة حماية تركية.
من جهة أخرى، دان نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أمس، تدخل القوات التركية في العراق ووصفه بـ«السافر»!
وقال العربي رداً على سؤال حول مسؤولية الجامعة العربية تجاه هذا التدخل التركي، إن الجامعة العربية ليس لديها أي شيء تفعله في هذا الأمر. وأوضح أن هناك موافقة عامة من الأمم المتحدة ومجلس الأمن على اتخاذ الإجراءات كافة لوقف هذه التدخلات.
وقال العربي: «كل ما نستطيع أن نقوم به هو إصدار بيان إدانة وليس لدى الجامعة العربية قدرة على إيقاف هذا التدخل على أرض الواقع».