بوتين: لا ذنب لروسيا في تراجع العلاقات مع الولايات المتحدة

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استعداد بلاده لحوار بناء مع واشنطن، على أساس متكافئ، وقال: «لحد الآن نسمع بنغمات إنذار توجه إلينا… على رغم ذلك نحن مستعدون للحوار البناء، لكني أشدد على أساس متكافئ فقط».

كلام الرئيس الروسي جاء في كلمة ألقاها خلال لقاء مع السفراء الروس أمس، مؤكداً ألا ذنب لروسيا في أن العلاقات مع الولايات المتحدة لا تعيش أفضل أحوالها، قائلاً: «نحن لا نسعى لغلق علاقاتنا مع الولايات المتحدة. العلاقات الثنائية لا تعيش أفضل أحوالها، وهذه حقيقة، وأريد هنا أن أؤكد ليس بسبب روسيا».

وأضاف بوتين: «نحن دوماً نسعى للعمل على أسس متساوية، لكن مصالحنا الشرعية في بعض الأحيان يتم تجاهلها»، مشدداً على «ضرورة تعزيز الشراكة الشاملة والتعاون الاستراتيجي مع جمهورية الصين الشعبية… ويمكن القول إن الساحة الدولية تشهد رابطاً دبلوماسياً روسياً ـ صينياً قوياً، يستند في جوهره إلى تطابق الرؤية حيال المسائل الإقليمية الرئيسية». ولفت إلى أن «الصداقة الروسية ـ الصينية غير موجهة ضد أحد، على العكس فهي أنموذج للاحترام والتعاون البناء بين دول القرن الحادي والعشرين».

وكان الرئيس الروسي جدد في وقت سابق دعوة الرئيس الأوكراني بيوتر بوروشينكو لتمديد وقف إطلاق النار في مناطق جنوب وشرق البلاد، جاء ذلك خلال اتصال هاتفي مع نظيريه الفرنسي فرانسوا هولاند والأوكراني بيوتر بوروشينكو والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، حيث اتفق القادة الأربعة على أن يبدأ وزراء الخارجية اتصالاتهم المشتركة لبحث المسائل التي جرى التطرق إليها خلال الاتصال الهاتفي.

وأكد بوتين ضرورة إشراك منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في الإشراف على المحادثات بين سلطات كييف وممثلي المناطق الشرقية في أوكرانيا، مشدداً على ضرورة إيجاد آلية يعتمد عليها في السيطرة على مجريات الأحداث.

وفي السياق، أكدت وزارة الخارجية الروسية أنها تنوي بشتى الطرق العمل على عقد اجتماع لمجموعة الاتصال حول أوكرانيا، إذ أوضح بيان صادر عنها أمس أن اتصالاً هاتفياً جرى بين وزراء خارجية روسيا وألمانيا وفرنسا وأوكرانيا عقب اتصال هاتفي بين رؤساء هذه الدول الأربع.

وأشار البيان إلى أن الوزراء اتفقوا على بيان رباعي يرحب بمبادرة روسيا الاتحادية لنشر حرس الحدود الأوكرانيين ومراقبي منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في ثلاث نقاط عبور على الحدود الروسية مع إيران، بيد أن الجانب الأوكراني في آخر لحظة رفض الوثيقة المتوافق عليها. وأضاف: «نؤكد أن الجهود لإعادة الوضع إلى الحوار يجب أن تستمر، ومن بينها عقد اجتماع فوري لمجموعة الاتصال. سنعمل على ذلك بشتى الطرق»، مشيراً إلى أنه في حال «استؤنفت الهدنة فنحن مستعدون مع شركائنا للبدء بتنفيذ الاتفاق الذي لم يدخل حيز التنفيذ بسبب موقف كييف».

من ناحية أخرى، دعا رئيس مجلس الدوما الروسي سيرغي ناريشكين للتوصل إلى «هدنة حقيقية» بدلاً من عملية واضحة لـ»تغطية إعادة نشر القوات»، لافتاً إلى وجوب التوصل إلى الهدنة الحقيقية من أجل إطلاق الحوار لأنه الطريق الوحيدة لإنقاذ الأرواح وتسوية النزاع المعقد.

من جهة أخرى صرّح مصدر في «جمهورية دونيتسك الشعبية» بأن إنهاء الهدنة في شرق أوكرانيا يهدد عقد جلسة جديدة من المشاورات متعددة الأطراف بشأن تسوية الأزمة الأوكرانية. وكان الرئيس بوروشينكو قد رفض تمديد الهدنة جنوب شرقي البلاد والتي انتهت مساء أمس وأعلن وقف العمل بها بدءاً من صباح أمس. ولكنه أعلن في الوقت نفسه أنه جاهز لإعادة العمل بالهدنة بشرط أن تستجيب الأطراف لشروط خطته المعدّة من قبل، متهماً قوات الدفاع الذاتي بانتهاك وقف إطلاق النار.

ورأى بوروشينكو في كلمة للشعب نشرها موقع الرئاسة أن الحفاظ على وحدة أراضي أوكرانيا يتطلب القيام بعمليات هجومية، مؤكداً أن الجيش والحرس الوطني وقوات حرس الحدود والأجهزة الأمنية ستتسلم قريباً أوامر بهذا الخصوص لبدء عمليات «الحفاظ على أراضي أوكرانيا».

وأعلن مندوب روسيا الدائم لدى المجلس الدولي لحقوق الإنسان أليكسي بورودافكين عزم بلاده على طرح قضية التعامل مع الصحافيين الروس في أوكرانيا، مشيراً في تصريح أمس، إلى أنه لا يمكن السماح بتعريض الصحافيين العاملين في ظروف خطيرة جداً، بما فيها شرق أوكرانيا، للخطر. واعتبر حوادث قتل الصحافيين الروس في شرق أوكرانيا ليست صدفة بل يستهدفون عمداً، مشيراً إلى أن حرية الصحافة وأمن الصحافيين موضوع لا يمكن لروسيا والمجتمع الدولي أن يتجاهلاه.

وأصيب مراسل قناة «رين تي في» الروسية ومصوره بجروح بعد تعرض فريق التصوير لقصف بالقرب من معبر على الحدود الأوكرانية الروسية في مقاطعة لوغانسك، إذ ذكر المكتب الإعلامي للقناة، أن الصحافيين أصيبا في موجة انفجار جراء القصف المدفعي من قبل القوات الأوكرانية قرب معبر «إيزفارينو». وأدى هذا القصف إلى جرح 4 مسلحين من القوات الشعبية، بينهم اثنان في حالة خطرة.