موقع أميركي: «داعش» مصر… التهديد الآخر للغرب
بشير العدل
زعم موقع أميركي أنّ وجود تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسورية «داعش» في مصر يشكل تهديداً آخر للغرب، تتصاعد مخاطره حال التمكّن من الأوضاع في مصر ونجاح محاولات إسقاط حكومة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
فقد نشر موقع «بي جي ميديا» الأميركي قبل أيام تحليلاً للكاتب ب. ديفيد هورنك، حاول من خلاله تصدير فكرة تواجد «داعش» في سيناء وضلوعه في عمليات إرهابية، مستنداً في ذلك إلى التقارير الرسمية والمعلومات التي صدرت عن كلّ من روسيا والولايات المتحدة الأميركية، والتي خلصت إلى التأكيد وبنسبة 99.9 في المئة بأنّ حادث الطائرة الروسية التي سقطت فوق سيناء في 31 تشرين الأول الماضي بعد إقلاعها من مطار شرم الشيخ، كان بسبب عملية تفجير إرهابية تورّط فيها تنظيم «داعش» الإرهابي، وأشار إلى أنّ تصريحات المحققين في حادث الطائرة وتحليل بيانات الصندوق الأسود أكدت أنّ الطائرة تعرّضت للسقوط بعملية تفجير داخلية.
وربط الكاتب بين حادث الطائرة الذي راح ضحيته 224 قتيلاً وبين الأحداث التي شهدتها باريس في 14 تشرين الثاني الماضي، والتي راح ضحيتها 130 قتيلاً، وقال إنّ «داعش» يقف خلفهما.
واعتبر الكاتب أنّ «داعش» لا يمثل في الوقت الراهن تهديداً فقط لفرنسا كدولة، ولكنه يمثل مع المنظمات الإسلامية المتطرفة تهديداً داخل مصر أيضاً، خاصة أنّ الجماعات المتطرفة تمارس نشاطها، وأحدثت حالة من الفوضى في جوار مصر وخاصة في ليبيا، في وقت تسعى فيه بعض الجماعات في مصر إلى استقطاب الشباب الصغير السنّ إلى صفوفها.
وطرح الكاتب تساؤلاً افتراضياً حول ما يمكن أن يكون من أوضاع سيئة حال سقوط حكومة الرئيس السيسي، وحاول في معرض إجابته أن يوضح وضع مصر باعتبارها دولة كبيرة وهامة وذات كثافة سكانية تصل إلى أكثر من 82 مليون نسمة – بحسب الكاتب – بجانب وجود قناة السويس فيها. وقال إنّ ذلك من شأنه أن يمنح الجهاديين أرضاً وسكاناً ومن ثم نمواً اقتصادياً كبيراً يفوق الذي يمتلكه «داعش» في العراق وسورية.
وأشار إلى أن من نتائج تلك الفرضية أنّ الدخول في حرب مع «إسرائيل» يُعدّ أمراً محتملاً بهدف توسيع الأرض وتعدّد المصادر الاقتصادية للتنظيم، مما يخلق حالة من الهجوم المفجع على الغرب، على حدّ قول الكاتب.
ومع تلك الافتراضات السلبية أشار الكاتب إلى أنّ هناك جوانب إيجابية، تمثلت في إيمان القوى الغربية بأنها استيقظت على تهديد حقيقي يمثله «داعش»، ورفض لاستراتيجية السيسي، فقد تمّ وصف رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بأنه عامل السيسي بطريقة السجاد الأحمر أثناء زيارته لبريطانيا الأخيرة، بجانب موقف الرئيس الأميركي أوباما السلبي منه، بعد الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي، هذا بخلاف الاعتراضات التي وجهتها إدارة أوباما للسيسي، بسبب حملته ضدّ جماعة «الإخوان».
وانتهى الكاتب إلى أن مع تلك المخاطر التي يشكلها تنظيم «داعش» من داخل مصر انطلاقاً إلى الخارج، فإنّ كلّ الجهود المصرية لمواجهة «داعش» سوف تلقى دعم الولايات المتحدة والغرب.
كاتب وصحافي مصري
eladl254 yahoo.com