نهاية سلطان كذاب…

سعدالله الخليل

كشف موقع «ويكيليكس» أنّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعطى شخصياً الأوامر بقصف القاذفة الروسية فوق سورية قبل الحادثة بفترة طويلة، على أن تتمّ في مطلع شهر تشرين الأول الماضي، ايّ بُعيد بدء العملية العسكرية الروسية ضدّ تنظيم «داعش» الإرهابي في سورية، وذلك لوضع تركيا على حافة الحرب مع روسيا لثقته بأنّ حلف الناتو ومجموعة العشرين سيؤيدونه بأية حال.

ليست المرة الأولى التي يتورّط فيها سلطان العثمانية الجديدة رجب طيب أردوغان بحسابات يراهن فيها على قوة تحالفاته سواء مع واشنطن أو حلف شمال الأطلسي أو مجموعة العشرين، في توتير علاقاته الدولية، وفي محاولته افتعال أزمات وحروب، ولعلّ أبرز القضايا التي ما زال يراهن عليها ويحلم بتحقيقها تتمثل بالمناطق العازلة في سورية، والتي عوّل على دعم حلفائه للسير فيها أكثر من مرة، لكنهم خذلوه بالإعلان الصريح برفض إقامتها تحت ذرائع عدة.

في كلّ مغامرة تركية خلال السنوات الخمس الماضية تصرّ القيادة التركية على إطلاق الكمّ الكبير من التصريحات التي سرعان ما ينجلي كذبها وبعدها عن الواقع، ولعلّ توغل الطائرات التركية في الأراضي السورية وإسقاطها الطائرة الروسية يكشف حجم الكذب والخداع الممنهج في التعاطي بدءاً من الادّعاء باختراق الطائرة الروسية المجال الجوي التركي وإنذارها عشرات المرات قبل إسقاطها وما بني على مقتضاه من تصريحات نارية لسلطان عثمانية القرن الحادي والعشرين أردوغان وثعلب أنقرة أحمد داوود أوغلو في «الدفاع عن السيادة» و«حرمة الأجواء التركية» اياً كان «المعتدي»، ولو كانت موسكو، ليتضح أنّ الأتراك هم المعتدون وأنّ الهجوم مبيّت بمرابطة الطائرات التركية في الأجواء ما يزيد عن 90 دقيقة قبل اختراقها الأجواء السورية وتنفيذ المهمة الموكلة لها بكلّ إتقان دون أيّ إنذار، وهو نفس الأسلوب الذي تعاطت معه أنقرة بإسقاط المقاتلة التركية والتي تسبّبت بموجة هستيرية أردوغانية تسوّق لمظلوميته بأنّ الطائرة لم تخترق الأجواء السورية وبأنّ سورية تسرّعت بإسقاطها ليتبيّن بأن الطائرة سقطت برشاش مضادّ للطيران على مقربة من سطح البحر بعد توغلها في الأجواء السورية ولم تستهدفها المضادات الجوية السورية، ومع ظهور تنظيم «داعش» الإرهابي وبالرغم من عشرات الوثائق التي تكشف عن تورّط النظام التركي في دعم التنظيم وآخرها ما قدّمته وزارة الدفاع الروسية من فيديوات ووثائق تدين رأس النظام التركي بدعم التنظيم وتسهيل صفقات النفط السوري، يصرّ أردوغان على المضيّ قدماً في كذبته بنفي علاقته بالتنظيم دون أن يقدّم تفسيراً منطقياً يبررّ سكوت التنظيم عن التوغل التركي في مناطق سيطرته على الأراضي السورية، ونقل رفات سليمان شاه مؤسس السلطنة العثمانية دون أيّ مقاومة من التنظيم الذي دمّر أضرحة الأولياء الصالحين باستثناء ولي أردوغان الأكبر…!

آخر مسرحيات الدجل والكذب التركي تتمثل بتبريرات التوغل التركي في الأراضي العراقية في محافظة نينوى عبر 150 جندي معززين بأكثر من 20 دبابة وصلت محيط مدينة الموصل التي يسيطر عليها «داعش»، دون موافقة الحكومة المركزية في بغداد التي طالبت أنقرة بسحب قواتها بسرعة، ولتكذب تصريحات رئيس الحكومة التركية أحمد داوود أوغلو عن تنسيق تركي عراقي، وهو ما دفع الحكومة العراقية إلى استدعاء السفير التركي في بغداد لتقديم مذكرة احتجاج رسمية لإعلامه بأنّ الخطوة انتهاك لسيادة البلد وتجاوز على مبادئ حسن الجوار والاحترام المتبادل وعمل معادي.

سنوات خمس من الكذب والدجل التركي تسقط الكذبة تلو الكذبة وتنقل أردوغان من ورطة إلى ورطة أكبر فهل اقتربت نهاية السلطان الكذاب.

«توب نيوز»

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى