المفاوضات النووية الإيرانية مع «5+1» تنطلق اليوم في فيينا

أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني صعوبة المفاوضات النووية بين بلاده ومجموعة «5+1» لكنه شدد في الوقت ذاته على أن إيران ستواصل الطريق حتى تحقيق النجاح النهائي.

وقال الرئيس روحاني في كلمته يوم أمس خلال حفل تكريم يوم الصناعة في البلاد، إن وزارة الخارجية وأعضاء الفريق المفاوض يمتلكون التخصصات اللازمة للتحدث مع القوى الكبرى الست التي أمامنا ويعرفون أسلوب وسياق التفاوض، ونحن ندرك بأن الطريق صعب لكننا سنواصل السير فيه حتى تحقيق النجاح النهائي.

وأضاف روحاني، أن الحكومة اتخذت خطوات صحيحة في مجال السياسة الخارجية خلال الأشهر الـ11 الماضية وجعلت الظروف مناسبة للإنتاج، مشيراً إلى أن خطوات اتخذت في مجال إلغاء إجراءات الحظر ولقد ألغي بعضها بالفعل، وقال: «إنني أطمئن بأن الحظر قد كسر وليس بإمكان أحد أن يعيده إلى حالته الأولى».

وأكد روحاني أن بلاده تريد علاقات وثيقة مع الجيران. وأضاف: «هنالك دولة أو دولتان في جوارنا لم تبديا الرغبة إلى الآن في علاقات معنا، لكننا وجهنا لهم المؤشرات اللازمة لبناء علاقات طيبة وثنائية، إذ أننا نريد علاقات ودية مع جوارنا ونعتبر هذا الأمر بأنه يخدم مصلحة البلاد والمنطقة».

واعتبر أن إيران بذلت كل طاقاتها لإرساء الأمن والاستقرار في المنطقة والحيلولة من دون وقوع الحرب فيها. وتابع: «إننا ندرك بأن التطرف والعنف والتدخل في شؤون هذا وذاك لا يخدم مصلحة أي بلد»، «إننا نعتبر من الضروري وجود علاقات جيدة ومستقرة وإيجابية في المنطقة ليس للإنتاج فقط بل لاستقرار شعوب المنطقة أيضاً».

وأوضح الرئيس الإيراني أن حكومة بلاده تنوي دعم القطاعات الإنتاجية بحسب الأولوية. وأضاف: «إن الذين تمكنوا من الثبات في أصعب ظروف البلاد سواء الحظر أو سوق العملة وواصلوا العملية الإنتاجية هم اليوم في الأولوية فيما لو احتاجوا الدعم لتحقيق النمو في الإنتاج». مشيراً إلى أن الأولوية الثانية هي للقطاعات الإنتاجية التي تواجه مشاكل بسبب مشاكل خارجية مفروضة عليها مثل الحظر على الملاحة البحرية أو حظر البنوك.

وأكد ضرورة التصنيف بحسب الأولوية في تقديم الدعم للإنتاج، وأضاف: «لهذا السبب فقد أنشأنا فريق العمل الخاص لتحقيق الازدهار الاقتصادي، إن فريق العمل هذا ينشط حالياً، ونحن مطلعون على الإجراءات المتخذة وسنتدارس في مجلس التنسيق الاقتصادي في البلاد بعض حالات الخلاف ونأمل تنفيذ هذه الحزمة لدعم الإنتاج والخروج من حالة الركود الاقتصادي قريباً».

من ناحية أخرى، قال كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين عباس عراقجي، على أعتاب جولة المفاوضات النووية بفيينا اليوم الاربعاء: «إننا نسعى إلى التوصل إلى حل عادل وعقلاني وترسيخ حقوق الشعب الإيراني باعتبارها أولوية أساسية، واجتياز المفاوضات بشموخ وعزة وتوفيق».

وأشار مساعد وزير الخارجية الإيراني إلى أن الجولة المقبلة للمفاوضات النووية التي تبدأ اليوم، لم تحدد سقفاً زمنياً لها سوى يوم 20 تموز والذي حُدد كنهاية لمهلة أمدها ستة أشهر لبرنامج العمل المشترك، وقال: «إننا وجميع الأطراف في 5+1 ومنهم وزير الخارجية محمد جواد ظريف ومسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون سنستفيد من الفرصة المتاحة للتوصل إلى اتفاق نهائي لغاية 20 تموز».

ولفت عراقجي إلى أنه وفق التقليد السابق فإن الاجتماعات الرسمية ستعقد في مقر الأمم المتحدة بفيينا والاجتماعات غير الرسمية ستعقد في مقر إقامة الوفد، نافياً أي تكهنات حول انعقاد اجتماعات ثنائية أو متعددة الأطراف مع الوفود المشاركة في المفاوضات، وأشار إلى أن طبيعة المفاوضات تقتضي عقد اجتماعات منفصلة مع وفد أو وفدين وعقد اجتماعات ثلاثية عند الحاجة.

واعتبر عراقجي، أن الأساس للفريق النووي المفاوض يتمثل بصون العزة والاستقلال للبلاد لاسيما على الصعد السياسية والاقتصادية والعلمية والتقنية، وأشاد بالدعم الشعبي الذي يتلقاه الفريق النووي المفاوض. وقال: «إن الشعب يعتمد الصبر في متابعة مراحل المفاوضات ويمنح الدعم المعنوي لأعضاء الفريق ويدعونا لصون العزة والاستقلال والقوة خلال عملية البحث عن حل عبر المفاوضات»، مشيراً إلى أن الجميع يدعو إلى الحفاظ على هذه المبادئ وتقديم الحل لهذه المشكلة غير الضرورية وخفض التوتر، مشدداً على أن الفريق النووي المفاوض يتحرك وفق هذه الأطر.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى