العبادي يوجه القوة الجوية بأن تكون مستعدَّة للدفاع عن العراق وسيادته

جدد رئيس الوزراء حيدر العبادي، أمس، رفضه القاطع لدخول قوات تركية الى العراق، متحدياً أنقرة بإبراز أي دليل يثبت علم الحكومة العراقية بشأن دخول قواتها للعراق، فيما شدد على أهمية إيقاف تهريب النفط من قبل «داعش» عن طريق تركيا.

وقال العبادي في بيان صدر على هامش لقائه بوزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير وفقاً لـ»السومرية نيوز» إن «دخول قوات تركية للأراضي العراقية أمر مرفوض»، مؤكداً أنه «تم من دون علم أو موافقة الحكومة العراقية».

وشدد العبادي بالقول: «نتحدى تركيا بإبراز أي دليل حول علمنا أو موافقتنا، ونعد هذا الأمر تجاوزاً على السيادة العراقية، وعليها أن تسحب هذه القوات فوراً»، مؤكداً أن «العراق يحقق الانتصارات على عصابات داعش الإرهابية ولا توجد أي قوة أجنبية تحارب الإرهاب على الأراضي العراقية».

وأشار العبادي الى «أهمية إيقاف تدفق الإرهابيين الى العراق، وإيقاف تهريب النفط من قبل عصابات داعش الإرهابية والذي يهرب أغلبيته عن طريق تركيا»، لافتاً الى «إجراء محادثات مع الجانب التركي حول الموضوع، وهناك قرار من مجلس الأمن الدولي حول الموضوع».

أبدى وزير الخارجية الألماني: «دعم بلاده للعراق في حربه ضد العصابات الإرهابية»، مشيداً بـ«الانتصارات التي تحققت على الإرهاب منذ تولي العبادي مهامه وتحرير ما يقارب ثلث المناطق التي كان يحتلها داعش، فضلاً عن الجهود المبذولة في الإصلاح ومحاربة الفساد والمصالحة».

أكد وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري، أن العراق سيصعد الموقف ضد الحكومة التركية في حال انتهاء مهلة الـ48 ساعة التي أعطتها الحكومة العراقية لانسحاب القوات التركية من أطراف الموصل.

وبحسب «السومرية نيوز» الجعفري قال خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير، عقده في بغداد، إن «يوم أمس شهد اجتماعاً لمجلس الأمن الوطني واتخذ قرارات عدة أبرزها أعطت مهلة للجانب التركي 48 ساعة من أجل سحب القوات التركية من العراق»، مشيراً إلى أن «المهلة ستنتهي مساء يوم غد الثلاثاء».

وأضاف الجعفري أنه «في حال عدم انسحاب القوات التركية سنقوم بتصعيد الموقف ونستفيد من المنظمات الدولية والأمم المتحدة ومجلس الأمن»، مشيراً إلى «وجود قوات برية أجنبية من دون التنسيق مع حكومة بغداد والجيش العراقي، يعتبر تدخلاً بالشأن الداخلي وغير مسموح به».

من جانبه أكد وزير الخارجية الألماني فالتر شتاينماير أن العراق دولة ذات سيادة وأن أي وجود أجنبي فيه يتطلب التنسيق مع الحكومة العراقية.

وكان المجلس الوزاري للأمن الوطني العراقي حذّر تركيا من أنه سيلجأ الى مجلس الأمن الدولي في حال عدم انسحاب قواتها من الأراضي العراقية خلال 48 ساعة، فيما طالب وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي نظيره التركي بسحب الجنود الأتراك من شمال العراق، مؤكداً أنه أمر مرفوض.

ووصف المجلس في بيان أصدره المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء التدخل العسكري التركي في الأراضي العراقية بالسافر مؤكداً أنّ من حق العراق استخدام كل الخيارات المتاحة بسبب دخول قوات تركية الى الأراضي العراقية، مشيراً إلى أنّ دخول القوات التركية حصل من دون موافقة ولا علم للحكومة العراقية بالامر، مؤكداً أنه يشكل انتهاكاً للسيادة وخرقاً لمبادئ حسن الجوار.

وطالب وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي نظيره التركي بسحب الجنود الأتراك المنتشرين في شمال العراق. وقال العبيدي ان القوات التركية دخلت الى العراق من دون تنسيق مع الحكومة العراقية أو إبلاغ السلطات المعنية. مؤكداً أنه أمر مرفوض وكان يمكن إجراء تنسيق مسبق دون الحاجة إلى خلق ظروف تسهم في تأزيم الموقف بين البلدين.

وأضاف العبيدي أن وزير الدفاع التركي أوضح أن نشر القوات ضروري لحماية ما اسماهم بالمستشارين العسكريين الأتراك الذين يتولون تدريب القوات العراقية استعداداً لحملة استعادة الموصل.

الناطق باسم وزارة الخارجية العراقية أحمد جمال اتهم تركيا بخرق سيادة العراق وانتهاك الاحترام المتبادل.

من جهة أخرى، أكد رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو في رسالة لنظيره العراقي حيدر العبادي أن أنقرة لاتنوي إرسال المزيد من القوات الى محافظة نينوى العراقية.

وقال داود أوغلو إن أنقرة لن ترسل مزيداً من القوات الى العراق قبل أن تزول كل بواعث القلق التي تساور الحكومة العراقية. كما قدم توضيحاً حول المهمة التدريبية التي يقوم بها الجنود الأتراك في محيط مدينة الموصل شمال العراق، من دون أن يحدد مصير القوات التركية الموجودة هناك.

وفي السياق، هدد الأمين العام لمنظمة بدر هادي العامري، باستهداف أي قاعدة أميركية في العراق، فيما شدد على عدم السماح بتجزئة البلاد.

وقال العامري خلال حفل استذكار الثورة الحسينية في الجامعة المستنصرية بحسب «السومرية نيوز»: «إننا نرفض وجود أي قاعدة أميركية في العراق»، مبيناً أنه «سيتم استهدافها ولن نسمح بها على أرض العراق».

وشدد العامري على أن «لن نسمح بمشاريع تقسيم وتجزئة العراق»، مشيراً الى أن «اي تقسيم يصب في مصلحة المشروع الصهيوني بالمنطقة».

وتابع العامري ان «العراق سيبقى موحداً قوياً عزيزاً مقتدراً، وأن عزتنا وشرفنا وكرامتنا هو بقاء البلاد موحداً»، لافتاً الى أنه «يحتم علينا المحافظة على وحدة العراق وسيبقى كذلك».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى