تحرير 4 قرى في اللاذقية و6 في حلب في عمليات الجيش أمس
في أول حادث من نوعه، استشهد أربعة عناصر من الجيش السوري وجرح 13 آخرون في غارة أميركية على معسكر الصاعقة التابع للجيش في دير الزور شرق سورية، حيث قصفت أربع طائرات تابعة للتحالف الأميركي المعسكر بتسعة صواريخ.
القصف نفذته طائرات للتحالف دخلت من شرق البوكمال آتية من العراق، واستهدفت المعسكر الدفاعي في دير الزور بشكلٍ مباشر، بالتزامن مع هجوم لتنظيم «داعش» الإرهابي على المعسكر المستهدف.
وعلى الفور طالبت دمشق مجلس الأمن بالتحرك العاجل لوقف عدوان التحالف الغربي على مواقع الجيش السوري، والذي وصفته بـ«العدوان السافر»، ووجهت الخارجية السورية رسالتين الى الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن بشأن الاعتداء.
وأكدت الخارجية أن «العدوان يشكل إعاقة للجهود الرامية لمكافحة الإرهاب، ويؤكد مجدداً أن هذا التحالف يفتقد إلى الجدية والمصداقية في محاربة الإرهاب بشكلٍ فعال».
وأضافت: «أن هذا العدوان ضد إحدى الوحدات العسكرية السورية يأتي في الوقت الذي يتصدى فيه الجيش العربي السوري للمجموعات الإرهابية التكفيرية من تنظيم «داعش» و«جبهة النصرة» والمجموعات الملحقة بتنظيم القاعدة على امتداد الجغرافيا السورية».
وشددت الخارجية السورية على أن هذا العدوان يتناقض «بشكلٍ صارخٍ مع أهداف ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة وطالبت مجلس الأمن الدولي بالتحرك الفوري إزاء هذا العدوان واتخاذ الإجراءات الواجبة لمنع تكراره».
بدوره نفى التحالف الدولي بقيادة واشنطن الاثنين مسؤوليته عن الغارة التي استهدفت معسكر الجيش السوري في دير الزور، وقال العقيد الأميركي ستيف وورن المتحدث باسم المتحالف: «إننا رأينا التقارير في وسائل الإعلام، لكننا لم نوجه أي ضربات في هذه المنطقة من ريف دير الزور، بل ضربنا موقعاً يبعد 55 كيلومتراً منها».
وفي السياق، نقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول عسكري أميركي قوله إن الولايات المتحدة متأكدة من مسؤولية روسيا عن الغارة التي استهدفت المعسكر الجيش السوري.
ونفى المسؤول الأميركي – الذي طلب عدم الكشف عن اسمه – تماماً اتهامات الحكومة السورية بأن طائرات التحالف الذي تقوده بلاده قتلت ثلاثة جنود وأصابت 13 في محافظة دير الزور بشرق سورية أول من أمس الأحد.
الى ذلك، نفى الكرملين علمه بما تحدثت عنه وسائل إعلام روسية عن استخدام سلاح الجو الروسي قاعدتين جويتين في حمص لدعم عمليات الجيش السوري.
وقال دميتري بيسكوف الناطق الصحافي باسم الرئيس الروسي للصحافيين أمس: «إننا لا نملك مثل هذه المعلومات. وعليكم أن تطرحوا هذا السؤال على وزارة الدفاع».
وكانت صحيفة «كوميرسانت» الروسية قد ذكرت أن الطائرات الحربية الروسية العاملة في سوريا بدأت تستخدم مطارين في ريف حمص بالإضافة إلى قاعدة «حميميم» الجوية في اللاذقية.
وأوضحت الصحيفة أن الجيش الروسي لا يخطط لنشر قوات كبيرة أو وسائل قتالية، بما في ذلك منظومات مضادة للجو، في مطاري الشعيرات وطياس في ريف حمص، علماً بأنهما تحت التغطية الجوية التي تقدمها وسائل الدفاع الجوي الروسية المنشورة في قاعدة «حميميم».
ونقلت الصحيفة عن مصادر في وزارة الدفاع الروسية أن الطيارين الروس يستخدمون المطارين لتزويد الطائرات بالوقود ولإجراء عمليات إصلاح.
وأكدت المصادر أن مطار طياس يعد مناسباً أكثر بالمقارنة مع قاعدة «حميميم» لدعم تقدم الجيش السوري في ريف دير الزور، أما مطار الشعيرات، فتستخدمه الطائرات التي تدعم القوات السورية في ريف حمص.
كما أعلن بيسكوف، أن إنشاء تحالف واسع لمحاربة الإرهاب لا يحتاج لصفقات، مؤكداً أن ذلك يتم على أساس فهم عدم وجود سبل أخرى بديلة.
وقال تعليقاً على ما كتبه عمدة لندن بوريس جونسون في عموده المنشور في جريدة «The Telegraph»، والذي دعا فيه إلى عقد صفقة مع روسيا من أجل مواجهة «داعش» من دون استبعاد إشراك الجيش السوري فيها أيضاً.
وقال بيسكوف إن بناء أي تحالف يتم عادة على إدراك عدم وجود سبل أخرى بديلة لتحقيق الهدف المرجو خارج إطار جهد جماعي.
كما علق بيسكوف على خطاب الرئيس الأميركي باراك أباما الموجه إلى الأمة حول مشكلة الإرهاب وضرورة التصدي له، وقال إن خوض حملة فعالة ضد «داعش» يتطلب تنسيقاً عملياً متكاملاً بين الأطراف المشاركة فيها، مشدداً على استعداد الجانب الروسي لذلك.
وفي سياق متصل، اتفق وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف والإيراني محمد جواد ظريف في اتصال هاتفي على مواصلة تنسيق الجهود لتسوية الأزمة السورية، خاصة إعداد قائمة موحدة للجماعات الإرهابية في سورية.
وجاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية الروسية أمس، «جرى خلال المكالمة الهاتفية بحث الوضع الناشئ في منطقة الشرق الأوسط، وخاصة آفاق الحل السياسي للأزمة السورية على أساس بيان جنيف لعام 2012».
وأضاف البيان: «اتفق الوزيران على مواصلة الجهود الروسية ـ الإيرانية الرامية إلى تنفيذ اتفاقات فيينا، بما في ذلك من أجل إعداد قائمة موحدة للجماعات الإرهابية العاملة في سورية».
وبحث وزير الخارجية الروسي مع نظيره السعودي عادل الجبير الوضع في الشرق الأوسط مع التركيز على ملف التسوية في سورية.
وجاء في بيان صدر عن الخارجية الروسية أنه خلال اتصال هاتفي بادر إليه الجانب السعودي، دعا لافروف إلى ضمان أوسع تمثيل ممكن للمعارضة السورية المزمع عقد اجتماعها في الرياض قريباً، وهذا من شأنه أن يساعد المبعوث الدولي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا في جهوده لتشكيل وفد جامع للمعارضة السورية في مفاوضاته المقبلة مع الوفد الحكومي السوري.
كما بحث الوزيران برنامج العمل في إطار المجموعة الدولية لدعم سورية، بما في ذلك عقد لقاء دوري لها لحل مسائل متعلقة بتشكيل قائمة بالمنظمات الإرهابية العاملة في الأراضي السورية.
كما نقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء عن لافروف قوله أمس إن بلاده مستعدة للمشاركة في محادثات بشأن الأزمة السورية في نيويورك يومي 18 و19 كانون الأول لكن لديها بعض الشروط.
ميدانياً، سلم نحو 180 مسلحاً من «جبهة النصرة» أنفسهم مع أسلحتهم وسياراتهم للجيش السوري في مدينة إزرع بريف درعا.
وقال نشطاء في المعارضة أمس إن عناصر الجبهة: «دخلوا مدينة إزرع مع أسلحتهم وسياراتهم، التي يبلغ عددها 22 سيارة، بالإضافة لثمانية سيارات دخلت المدينة عن طريق بلدة مليحة العطش، أما باقي السيارات دخلت عن طريق مدينة الحراك بريف درعا الشرقي».
وأضافوا أنه عند توقيف هذه السيارات على أحد حواجز «الجيش الحر» في بلدة «مليحة العطش» بريف درعا الشرقي: «قالوا إنهم متجهون لرصد أحد أهداف النظام على مشارف مدينة إزرع، وعند سؤالهم لأي تنظيم ينتمون، أجابوا بأنهم ينتمون لجماعة جند الملاحم، من دون ذكر اسم صريح للتنظيم الذي ينتمون إليه»، بينما نفت جماعة «جند الملاحم» من ناحيتها أن يكون هؤلاء تابعين لها.
في غضون ذلك أكد مصدر مطلع أن «معظم المقاتلين الذين سلموا أنفسهم للنظام السوري، هم عناصر من جبهة النصرة بدير الزور، كانوا قد التحقوا بصفوف النصرة في درعا بقيادة أبو ماريا القحطاني، في أوائل عام 2014».
وأوضح أن «أبو صالح الديري أحد أمراء النصرة يقود هذه المجموعة، وألقي القبض عليه بعد توقيف آخر سيارة كانت متجهة لمدينة إزرع من قبل أحد حواجز الجيش الحر في بلدة مليحة العطش».
الى ذلك، تمكنت وحدات الجيش السوري والقوات الرديفة، من إحكام السيطرة على قريتي عكو وبوز الخربة، الواقعتين في الشمال الشرقي لريف اللاذقية، بعد اشتباكات عنيفة مع المجموعات المسلحة، التي تهاوت على وقع الضربات الجوية الروسية الكثيفة على مواقعها، في الآونة الأخيرة.
وصرح مصدر عسكري سوري، بأن سيطرة الجيش السوري والمجموعات الشعبية على عدد من التلال الحاكمة في محور جب الأحمر المشرف على سهل الغاب، في الأسابيع الماضية، أتاحت لوحدات الاقتحام التقدم والسيطرة على قريتي عكو وبوز الخربة.
يذكر أن السيطرة على قرية عكو، والتي يبلغ ارتفاعها أكثر من 1000 متر، يسهل للجيش السوري السيطرة على قريتي الدويركة وكدين، غرباً.
وفي السياق، واصلت وحدات الجيش السوري تقدمها في الريف الشمالي للاذقية وسيطرت على قرية بيت فارس وعدد من التلال المحيطة بها، وواصلت تقدمها باتجاه بلدتي القصب وبرج القصب. كما سيطر الجيش على بلدة المغيرية شمال شرق كفردلبة.
وأكد مصدر عسكري سوري أن الجيش سيطر على قرى خلصة والقلعجية والحمرا وزيتان بريف حلب الجنوبي الغربي، في حين استهدف الطيران الحربي المسلحين في قرى شويلخ وجروف ورسم المشرفة وتيجان بمنطقة دير حافر شرق مدينة حلب بنحو 52 كم.
وفي السياق، قصف الطيران الحربي السوري 11 هدفاً لتنظيمي «داعش» و«جبهة النصرة» في معبر الزمراني بجرود القلمون وجرود عرسال، في حين تقدمت وحدات الجيش السوري باتجاه المطار الاحتياطي في مرج السلطان في الغوطة الشرقية لدمشق.