فوز كبير لليمين المتطرف في الدور الأول من الانتخابات الإقليمية في فرنسا

حصلت «الجبهة الوطنية» الفرنسية اليمين المتشدد على أكثر من 30.6 في المئة من أصوات الناخبين في الدور الأول من الانتخابات الإقليمية في فرنسا، بحسب معهد Ifop-Fiducia لاستطلاع الرأي العام.

وبحسب نتائج استطلاع آراء الناخبين عند مغادرتهم مراكز الاقتراع، فإن مرشحي الجمهوريين و»الحركة الديموقراطية» MoDem وحزب «اتحاد الديمقراطيين والمستقلين» نالوا مجتمعين 27 في المئة فقط من الأصوات، فيما احتل الاشتراكيون وحلفاؤهم المرتبة الثالثة بـ 22.7 في المئة من الأصوات.

وقد دعي 44.6 مليون ناخب لاختيار أعضاء المجالس الجديدة لمناطقهم في فرنسا، التي ما زالت تحت صدمة أسوأ اعتداءات إرهابية شهدتها والتي أسفرت عن مقتل 130 شخصاً وجرح مئات آخرين.

وأدلى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بصوته في مدينة تول، وسط فرنسا، والتي كان هو رئيس بلديتها لفترة طويلة. وخلافاً للعادة، لم يدل هولاند هناك بأي تصريح.

وإثر الاعتداءات الدامية التي شهدتها العاصمة الفرنسية باريس، تجري عملية الاقتراع وسط إجراءات أمنية مشددة حول مراكز التصويت، خصوصاً في العاصمة.

بعد اختراقات كبيرة حققها في الانتخابات البلدية ثم الأوروبية، يبدو حزب «الجبهة الوطنية» قادرا على الفوز في منطقتين أو ثلاث مناطق من أصل 13 منطقة في المجموع، وهو أمر غير مسبوق في البلاد.

وتبدو زعيمة الحزب، مارين لوبن، الأوفر حظاً للفوز في الشمال نور، با دي كاليه، بيكاردي ، بينما تتصدر ابنة شقيقتها، ماريون ماريشال لوبن، استطلاعات الرأي في الجنوب بروفانس ألب-كوت دازور .

وكان واحداً من كل ناخبين اثنين قد امتنع عن التصويت في انتخابات المناطق في 2010. وقد تضاعفت الدعوات إلى «التعبئة العامة» في وسائل الإعلام والأوساط الاقتصادية والنقابات لإقناع الفرنسيين بقطع الطريق على «الجبهة الوطنية».

وأكد استطلاع للرأي نشرت نتائجه في اليوم الأخير للحملة نتائج سلسلة من الاستطلاعات السابقة التي رجحت تقدم حزب «الجبهة الوطنية» في الدورة الأولى من الانتخابات في ست مناطق وفوزه في ثلاث في الدورة الثانية التي ستجرى في 13 كانون الأول.

من جهة أخرى، رفض زعيم المعارضة اليمينية في فرنسا الرئيس السابق نيكولا ساركوزي أي تحالف مع اليسار في الدورة الثانية من الانتخابات الإقليمية بالرغم من تقدم اليمين المتشدد.

وأعلن ساركوزي رفضه أي «اندماج» مع الاشتراكيين وأي «سحب» للوائح حزبه «الجمهوريون» الذي قال إنه يمثل «البديل الوحيد الممكن» في المناطق التي قد يفوز فيها حزب «الجبهة الوطنية» اليميني المتشدد.

ودعا جان كريستوف كامباديليس، رئيس الحزب الاشتراكي الحاكم، جميع الأحزاب اليسارية، التي سماها «المعقل الأخير» للروح الجمهورية» في فرنسا، إلى التوحد في الدورة الثانية من الانتخابات لـ»سد الطريق» أمام اليمين المتشدد إلى الفوز الانتخابي.

ولكنه عاد وأكد أمس أن الحزب سينسحب من جولة الإعادة ليتركها مثلما ترك المنطقتين الأخريين للجمهوريين المحافظين بزعامة نيكولا ساركوزي الذي يخوض المنافسة مع الجبهة الوطنية، وليكثف مساعيه لفرض «حصار» انتخابي على اليمين.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى