معرض بيروت العربي الدولي للكتاب 59… إجماعٌ على أهميّة الكتاب والقراءة
لمى نوّام
يختتم معرض بيروت العربي الدولي للكتاب فعالياته اليوم الخميس، ويطوي صفحة مشرقة أخرى، بانتظار التحضير للنسخة الستين منه السنة المقبلة.
لا شكّ في أنّ معرض الكتاب هذه السنة تميّز بالإقبال الكثيف من قبل الناس، هذا ما لاحظناه، أما من اعتاد «النقّ»، فنترك له نظرياته حول الإقبال الضعيف وعدم شراء الكتب وما يسمّى «أزمة المطالعة في لبنان»، وعدسات الكاميرات كفيلة بقطع الشكّ باليقين.
«البناء» التي واكبت المعرض من ألفه إلى يائه، وحاولت جاهدةً أن تنصف الفعاليات كافة، وأن تطلّ على القرّاء الأعزّاء بتغطية شبه شاملة إنما يومية، التقت خلال هذه المواكبة عدداً من الشخصيات المعروفة على الصعيدين السياسي والاجتماعي، واستطلعت الآراء حول المعرض والإقبال، وحول أهمية الكتاب والقراءة.
منصور
منذ أيام، وقّع وزير الخارجية السابق عدنان منصور كتابه الجديد «الجامعة العربية وسورية… دور باطل ومال قاتل»، وعن كتابه، قال لـ«البناء»: كتاب «الجامعة العربية وسورية»، يسلّط الضوء على حقيقة ما جرى داخل الجامعة العربية التي تمثّل 22 دولة عربية. هذا الكتاب يؤرّخ لمرحلة لا بدّ أن يعرفها القارئ العربي، خصوصاً لجهة القرارات التي اتّخذت ضدّ سورية على مدار سنوات عدّة، منذ اندلاع الأحداث فيها في منتصف آذار 2011، حتّى اليوم.
وأضاف منصور: أردنا تسليط الضوء على هذه القرارات، لنعرف كيف حُضّرت وجُهّزت، وما الذي جرى داخل الجامعة العربية، وكيف أُدخِلت سورية إلى المجهول، هذا المجهول الذي حذّرنا منه منذ بداية الأحداث، ومنذ القرارات الأولى للجامعة العربية. ما كنّا نقوله إن هذه القرارات لن تساعد سورية في الخروج من أزمتها. لا بل على العكس، إن هذه القرارات ستدُخِل سورية في نفق طويل، وستدمّر سورية، ولن يقتصر هذا الدمار على بلدٍ واحد، إنّما سيمتدّ إلى دول المنطقة، وهذا ما شاهدناه في ما بعد، كيف أنّ القوى الإرهابية فتكت في العراق وسورية ولبنان، وفي كلّ مكان. لذلك، لا بدّ من قول الحقيقة للتاريخ، لكي تعلم الشعوب العربية حقيقة ما جرى بالنسبة إلى سورية.
وعن المدة الزمنية التي احتاجها لتحضير الكتاب قال منصور: الكتاب صادر عن «دار نيولاين»، استغرق الكتاب وقتاً كبيراً للتوثيق، لأن هناك توثيقاً للقرارات، ولِما صدر من قبل جهات دولية. وقد توخيت الحقيقة بعينها، ولا أكثر من الحقيقة.
الفرزلي
وقال نائب رئيس مجلس النواب السابق إيلي الفرزلي لـ«البناء»: ثمّة قول يتردّد دائماً، يقول: «إذا أردت أن تعرف إذا كان مجتمع ما متحضّراً أم لا، فعليك أن تذهب عميقاً في هذا المجتمع، وترى ما إذا كان الناس يهتمّون بشؤون غير الشؤون الاقتصادية». من هنا نقول، إنّ هذا المعرض الذي ضمّ ما ضمّ من علم وفكر وأدب وتاريخ وشعر، فإنّه إن دلّ على شيء، فهو يدلّ على أن لبنان لا يزال يختزن تلك الطاقة الحضارية المتميزة، التي شاءت بعض المادة أن تضرب وتستبيح نظام قيمه، لألغاء دوره في المنطقة. هذا المعرض دليل على أن لبنان بكلّ قيمه، لا يزال بلد الكتاب والثقافة.
الخليل
وقالت المحامية بشرى الخليل: إن الكتب القانونية موجودة بشكل كثيف في معرض بيروت العربي الدولي للكتاب هذه السنة. هذا المعرض الذي يعدّ تظاهرة ثقافية مهمة جداً، والناس ينتظرونه من سنة إلى أخرى. أرى أنّ الإقبال على الكتب كثيف على رغم الظروف الاقتصادية التي يعيشها المواطن اللبناني، وعلى رغم الغلاء في أسعار بعض الكتب، وعدم قدرة المواطن على شرائها.
وعن واقع الثقافة في لبنان قالت الخليل: ما يقوله الناس، إن الثقافة الإلكترونية قضت على ثقافة الكتاب، ليس صحيحاً برأيي، لأن الكتاب ما زال يحتفظ بشعبية كبيرة من الناس، ولا شيء بإمكانه أن يحلّ مكان الكتاب، لأن للكتاب خاصيّة وجماليّة معينة. نحن نحسّ بشعور معيّن عندما نقرأ في الكتاب، يختلف عن أي شعور لدى تناولنا الوسائل الإلكترونية.
مخزومي
وقال المهندس فؤاد المخزومي: توقيت إقامة المعرض مهم جداّ هذه السنة، خصوصاً أنّ ما تمرّ به المنطقة دقيق جداً. الناس يبحثون عن فكر جديد، وما نراه في المعرض من إصدارات جديدة وتواقيع، يشكّل مرحلة هامة جداً، خصوصاً أن العالم العربي يتغيّر. وبوجود هذه الكتب، فإننا نلمس نشهد وجهات نظر متنوّعة ومختلفة، خصوصاً في ما يتعلّق بمصير المنطقة ومستقبلها.