مؤتمر الرياض… يجمع الإرهابيين ويلقى ترحيباً بريطانياً
انقسمت الصحف البريطانية إزاء المؤتمر الذي تزمع الرياض عقده بغية ما تسمّيه «توحيد صفوف المعارضة السورية»، إذ هاجم الكاتب البريطاني روبرت فيسك في مقال نشره في صحيفة «إندبندنت» البريطانية هذا المؤتمر، وقال إن السعودية ستعقد في الرياض مؤتمراً لشخصيات سوريّة تسمّى «المعارضة». مشيراً إلى أن هؤلاء يمثلون تنظيمات إرهابية تتلقى تمويلاً من الخارج، وتنظيمات لم يعد لها وجود على أرض الواقع. وتساءل عن كيفية تحقيق هذه الوحدة، فيما أولئك الذين سيشاركون في الاجتماع يمثّلون تنظيمات إرهابية بما فيها «جبهة النصرة» التي تقطع الرؤوس وتحصل على تمويلها من قبل مصادر في قطر، وعن الأشخاص الذين سيمثلون ما يسمى «الجيش الحرّ» الذي لم يعد له وجود في الواقع. وقال فيسك إن السؤال الأكثر أهمية هنا يتعلق بتنظيم «داعش» الذي يطبّق تقاليد الحركة الوهابية بكلّ وحشيتها، ويحصل على تمويله من السعودية. فمن سيقوم بتمثيل وجهة نظره الفريدة والعنيفة في مؤتمر الرياض؟
من ناحيتها، نشرت صحيفة «ديلي تلغراف» مقالاً لكون كوغلين يقول فيه إن الرياض تلعب دوراً هاماً في توحيد صفوف «المعارضة السورية» في القمة التي دعتهم إليها مؤخراً، وأنّ هذه هي البداية. وأضاف أنّ السعوديين قد يكونون حلفاء صعبين، وهذا ما لمسته بريطانيا خلال الجدل حول البريطاني السبعينيّ الذي حكم عليه بالجلد 350 جلدة، إلا أنه عندما تواجه الرياض قضايا إقليمية كبرى، فإنها تثبت أنها خير صديق لبريطانيا، وأنها دولة يمكنها لعب دور رئيس في تدمير تنظيم «داعش».
إلى ذلك، تطرّقت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية إلى دخول وحدات عسكرية تركية إلى الأراضي العراقية من دون موافقة الحكومة العراقية، مشيرة إلى ان هذه العملية هي تعويض عن فشل مخطط تركيا في سورية.
«اندبندنت»: المشاركون في مؤتمر الرياض منظّمات إرهابية لم يعد لها وجود
قال الكاتب البريطاني روبرت فيسك في صحيفة «إندبندنت» البريطانية: من المفترض أن السعودية ستعقد في الرياض مؤتمراً لشخصيات سوريّة تسمّى «المعارضة». مشيراً إلى أن هؤلاء يمثلون تنظيمات إرهابية تتلقى تمويلاً من الخارج، وتنظيمات لم يعد لها وجود على أرض الواقع.
وتساءل فيسك في مقال نشرته الصحيفة تحت عنوان «قمة الوحدة السعودية ستبرز فقط انقسام العرب»، عن كيفية تحقيق هذه الوحدة، فيما أولئك الذين سيشاركون في الاجتماع يمثّلون تنظيمات إرهابية بما فيها «جبهة النصرة» و«القاعدة»، التي تقطع الرؤوس وتحصل على تمويلها من قبل مصادر في قطر وعن الأشخاص الذين سيمثلون ما يسمى «الجيش الحرّ» الذي لم يعد له وجود في الواقع.
وكانت السعودية قد أعلنت أنها المرّة الأولى منذ بدء الحرب في سورية، يجتمع ممثلون عن التيارات المختلفة داخل «المعارضة السورية» والفصائل المقاتلة حول طاولة واحدة في الرياض الثلاثاء المقبل، للبحث عن رؤية موحدة يحملونها إلى مفاوضات «محتملة مع الحكومة السورية».
وأشار فيسك إلى أنه من غير المستغرب أن يسارع حلفاء آل سعود في الغرب إلى إعلان دعمهم وتأييدهم لهذا الاجتماع، إذ أعطت واشنطن بالطبع موافقتها على المبادرة المطروحة من قبل السعودية «حليفتها المعتدلة».
وقال فيسك إن السؤال الأكثر أهمية هنا يتعلق بتنظيم «داعش» الذي يطبّق تقاليد الحركة الوهابية بكلّ وحشيتها، ويحصل على تمويله من السعودية. فمن سيقوم بتمثيل وجهة نظره الفريدة والعنيفة في مؤتمر الرياض؟
وأضاف فيسك أنّ نزعة «داعش» لقطع الأعناق ستمنعه على الأغلب من حضور الاجتماع، لكن لا داعي للقلق، إذ إنّ «جبهة النصرة» التي سترسل بالتأكيد ممثلاً عنها، ستفي بالغرض. فلديها هي الأخرى عادة قطع الرؤوس.
وتابع فيسك أنّ مبعوث السعودية إلى الأمم المتحدة يصرّ على أن جميع أطياف «المعارضة» ستحضر الاجتماع وذلك يعني بالتأكيد أن كل الجهات ستحضر باستثناء الذين تخجل السعودية من الاعتراف بهم، وباستطاعة عناصر «داعش» إذا ما تمت دعوتهم أن يزوروا المتحف الذي يُشيَّد في الرياض، وأن يزوروا ضريح مؤسس الحركة الوهابية التي يؤمنون بها بشدة.
«ديلي تلغراف»: السعودية حليفة بريطانيا الطبيعية ضدّ «داعش»
نشرت صحيفة «ديلي تلغراف» مقالاً لكون كوغلين بعنوان «السعودية حليفتنا الطبيعية ضدّ تنظيم داعش». وقال كاتب المقال إن الرياض تلعب دوراً هاماً في توحيد صفوف «المعارضة السورية» في القمة التي دعتهم إليها مؤخراً، وهذه هي البداية.
وأضاف أنه عندما حاول رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون معرفة عدد المقاتلين السوريين القادرين على شنّ عمليات برّية ضدّ تنظيم «داعش»، أجابه خبراؤه العسكريون أن ليس هناك أيّ نقص في عددهم، إلا أن المشكلة الوحيدة تكمن في أنهم لا يريديون القتال ضدّ تنظيم «داعش».
وأشار كوغلين إلى أن السعودية ملتزمة بدحر تنظيم «داعش»، كما هي ملتزمة بالإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد. لذا، وفي ظل هذه المعطيات، فإنه من المنطقي أن تعمل بريطانيا بشكل مقرّب مع السعودية.
وأوضح أن كاميرون يحتاج في هذا الوقت بالذات إلى دعم من جميع حلفائه لضمان نجاح التدخل البريطاني في سورية.
وختم المقال بالقول إن السعوديين قد يكونون حلفاء صعبين، وهذا ما لمسته بريطانيا خلال الجدل حول البريطاني السبعينيّ الذي حكم عليه بالجلد 350 جلدة، إلا أنه عندما تواجه الرياض قضايا إقليمية كبرى، فإنها تثبت أنها خير صديق لبريطانيا، وأنها دولة يمكنها لعب دور رئيس في تدمير تنظيم «داعش».
«نيزافيسيمايا غازيتا»: أردوغان يتعدّى على العراق
تطرّقت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية إلى دخول وحدات عسكرية تركية إلى الأراضي العراقية من دون موافقة الحكومة العراقية، مشيرة إلى ان هذه العملية هي تعويض عن فشل مخطط تركيا في سورية.
وجاء في المقال: إن نجاح القوات الجوية الفضائية الروسية في محاربة إرهابيي «داعش» و«جبهة النصرة» أحبطت خطط السلطات التركية في سورية، في شأن الاطاحة بالحكومة الشرعية في سورية بواسطة قوى أنشئت بمساعدة الولايات المتحدة وتركيا والمملكة السعودية وقطر والأردن مثل «الجيش السوري الحرّ» وغيره من المجموعات الإسلامية. كما باءت بالفشل ايضاً محاولات أنقرة في التوغل في شمال سورية وإعلان ما يسمّى «المنطقة العازلة» لعزل الأكراد السوريين، وهي محاولات لم تحظَ بدعم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
ومع ظهور ائتلاف دوليّ جديد يضمّ روسيا وسورية والعراق وإيران وحزب الله اللبناني، ظهرت بوادر تعاون غربي مع روسيا على محاربة «داعش»، إذ اتفقت قيادة السفن الحربية الروسية والفرنسية في البحر الأبيض المتوسط على التعاون في تنفيذ عملياتها في المنطقة.
من جانب آخر، حصل الأكراد على مساعدات عسكرية من الولايات المتحدة وروسيا. وأكثر من هذا، طالب حلفاء تركيا في الناتو والاتحاد الأوروبي أنقرة بغلق الحدود مع سورية لمنع تهريب النفط وتوريد السلاح ودخول مسلحين جدد إلى سورية ومهاجرين إلى أوروبا.
لقد دمّرت الطائرات الحربية الروسية والقوات السورية المجموعات الإرهابية المسلحة للتركمان والقوميين الأتراك في منطقة الحدود مع تركيا. أي ان ما كان يجري خلال عدّة سنوات من عمليات تهريب للنفط وغيره من المواد قد انهار تماماً. وبعدما أسقطت المقاتلات التركية قاذفة القنابل الروسية فوق الأراضي السورية، وبعد نشر منظومات «أس 400» في سورية، أمرت السلطات التركية بوقف طلعات طائراتها في الأجواء السورية وفي منطقة الحدود.
ولتعويض هذه الخسائر السياسية والعسكرية على الجبهة السورية، قرّرت أنقرة إرسال وحدات عسكرية تركية إلى شمال العراق من دون علم الحكومة العراقية المركزية وموافقتها. هذه الوحدات المدعومة بالدبابات والمدرعات وصلت إلى بلدة بعشيقة التي تبعد ثلاثين كيلومتراً عن مدينة الموصل مركز محافظة نينوى التي يسيطر عليها «داعش». وبحسب تصريحات مسؤولين أتراك، جاء دخول الوحدات العسكرية التركية إلى الأراضي العراقية بناء على طلب من رئيس إقليم كردستان مسعود برزاني لتدريب المتطوّعين الأكراد.
وقد أدان رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي هذا الغزو التركي وانتهاك سيادة العراق وطالب تركيا بسحب قواتها خلال 48 ساعة، وبخلاف ذلك ستتخذ حكومته كافة الإجراءات اللازمة لإخراج تركيا من الأراضي العراقية.
إن كل محاولات الجانب التركي وتأكيداتها في شأن أن إرسال هذه الوحدات كان بناء على طلب من رئيس إقليم كردستان غير مقنعة. لأن محافظة نينوى كيان تابع للحكومة المركزية وليست ضمن حدود إقليم كردستان، ويسكنها خليط من العرب السنة والأكراد والإيزيديين والأرمن والآشوريين والكلدان والسريان والتركمان.
بعد تحرير قضاء سنجار، تم غلق الطريق الاستراتيجية الواصلة بين مدينتَي الرقة في سورية والموصل في العراق، فأصبح تحرير الموصل أمراً ممكناً. وهذا ما جعل تركيا تتحرك بسرعة باتجاه الجبهة العراقية.
ويعتبر أردوغان والمحيطون به محافظة نينوى جزءاً من تركيا اقتطعته الدول المنتصرة في الحرب العالمية الأولى عام 1920 ، وقرّروا استغلال ضعف الحكومة المركزية في بغداد وانقسام البلاد إلى ثلاثة أقسام شيعي في الجنوب وسنّي في الوسط وكردي في الشمال لاستعادة «العدالة التاريخية».
إنّ علاقات التفاهم في ما بين تركيا ورئاسة إقليم كردستان تسمح لأردوغان بالمناورة وإضفاء الشرعية على ما تقوم به تركيا في شمال العراق. فمثلاً، قصفت الطائرات التركية من دون علم بغداد، مقرات حزب العمال الكردستاني في جبل قنديل.
إنّ أهمية غزو الوحدات التركية للعراق بالنسبة إلى تركيا تكمن في أنّ محافظة نينوى غنيّة بالنفط ومرتبطة بأحد الخطوط الرئيسة لنقل النفط إلى تركيا. هذا الواقع، إضافة إلى محاولات تقليص دور الشيعة في شمال العراق ومن يساندهم في طهران، يجعل تركيا تسعى إلى ملء فراغ السلطة في شمال العراق، وإلى فرض سيطرتها على هذه الأراضي بعد تحرير الموصل ومحافظة نينوى.
وبعد القضاء على «داعش»، قُرّر إجراء استفتاء عام لتقرير مصير المحافظة بالاستناد إلى التركمان والأكراد وتأسيس كيان جديد على غرار إقليم كردستان.
الأيام ستبيّن مدى نجاح مغامرات أردوغان الجديدة، وما إذا كان باستطاعة المجتمع الدولي حماية وحدة الأراضي العراقية.
«واشنطن بوست»: البيت الأبيض متمسّك باستراتيجيته في مكافحة «داعش»
ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية أن البيت الأبيض لا يزال متمسكاً باستراتيجيته الشاملة في مكافحة تنظيم «داعش» في سورية والعراق، مؤكداً أنها تؤتي الثمار، على رغم الانتقادات الموجّهة لإدارة الرئيس باراك أوباما والتي تتهم استراتيجيته بأنها ضعيفة وغير متماسكة.
وأضافت الصحيفة، نقلاً عن مسؤولين أميركيين لم تسمّهم، أن الزيادة الواضحة في الضربات الجوّية التي تنفّذها الولايات المتحدة ضدّ «داعش»، وقرار الرئيس أوباما مؤخراً نشر عدد من قوات العمليات الخاصة، يعدّان جزءاً من التغير الجوهري في المهمة العسكرية التي تمّ تطويرها خلال فترة الخريف، إضافة إلى الدفع بالنهج الدبلوماسي الجديد قدماً لإنهاء الحرب في سورية.
ولفتت إلى أن أوباما أشار إلى عناصر استراتيجيته في مكافحة «داعش»، وتأكيده: «سندمّر داعش وأيّ تنظيم آخر يحاول أن يؤذينا».
وتقول الصحيفة إن إصرار الإدارة الأميركية على أن صبرها في مكافحة «داعش» يؤتي الثمار، في مقابل الاتهامات الموجهة إليها بأن ما تفعله قليل للغاية، مضيفة أن دراسة مسار الأحداث الأخيرة على الجبهتين العسكرية والدبلوماسية والحديث مع مجموعة واسعة النطاق من أصحاب المصلحة والخبراء، إنما يؤجّج الحجتين واختلاف وجهات النظر حول الطرحين.
وكان الرئيس الأميركي قد ألقى خطاباً عقب حادث إطلاق النار الذي وقع في مدينة سان برناردينو في كاليفورنيا يوم الأربعاء الماضي، وأسفر عن مقتل 14 شخصاً، وتعهّد خلاله بتدمير «داعش»، مؤكداً في الوقت نفسه أن الولايات المتحدة لن تنجرّ إلى حرب برّية في العراق أو سورية.