صحافة عبريّة

ترجمة: غسان محمد

الجيش يطوّر نظام خرائط رقمية

ذكرت صحيفة «جورازلم بوست» العبرية أن الجيش «الإسرائيلي» طوّر جهاز خرائط رقميّاً للاستغناء عن الخرائط الورقية. ووفقاً للصحيفة، فإن الوحدة القتالية الرقمية في الجيش طوّرت تلك المنظومة للتدريبات العسكرية وللمهام العسكرية. فقد صرّح المقدّم موشيه كسترو رئيس قسم التكنولوجيا في قاعدة الارشاد العسكرية في النقب أن المنظومة الرقمية الجديدة قد تستخدم في التدريبات العسكرية والمهام القتالية. وبحسب المقدّم، فقد تم تصنيع تلك المنظومة لتحسين المهام التي يقوم بها الجنود. وأطلق على المنظومة الجديدة اجراءات القتال الديجتالية وللجهاز الجديد شاشة يعرض عليها خرائط تمكن الضباط العمل بسرعة للوصول إلى المناطق التي تحدّدها لهم المنظومة الرقمية لرؤية المكان الأخير الذي وصل إليه الجنود. وتحدّد المنظومة وجود القوات الصديقة وقوات العدوّ.

انهيار السلطة الفلسطينية كابوس «إسرائيلي» خطير

السيناريو الذي طرحه وزير الخارجية الأميركي جون كيري في منتدى «سابان» في العاصمة واشنطن عن انهيار السلطة الفلسطينية لا يبدو بعيداً عن الواقع، هكذا بدأ محلل شؤون الشرق الأوسط في موقع «تايمز أوف إسرائيل»، تحليله عن تبعات الانتفاضة الفلسطينية الثالثة، التي أقر صنّاع القرار في «تل أبيب» بعجزهم في وأدها. وتابع المحلل آفي إيسخاروف قائلاً إنّ الإدارة الأميركية، الخبيرة في القيام بأخطاء قاتلة في الشرق الأوسط، تبدو هذه المرة أنها تقرأ الشؤون الفلسطينية بصورة صحيحة، مع أن الوزير أخطأ في استخدام الكلمة انهيار. بدلاً من ذلك، يجب تغيير الكلمة بمصطلح «تفكّك»، الذي قد يكون قد بدأ بالفعل في مجالاتٍ كثيرة.

ورأى أنّ هجوم إطلاق النار الذي وقع يوم الخميس الماضي، والذي قام خلاله العنصر من قوى الأمن الوقائي مازن عريبي بفتح النار على جنود «إسرائيليين» قرب حاجز «حزما»، يشكّل مفترق طرق، لافتاً إلى أنّ السلطة الفلسطينية، وبدلاً من التنديد أو على الأقل عدم دعم العملية، أرسلت كبير المفاوضين في منظمة التحرير صائب عريقات، ومحافظ مدينة أريحا لزيارة منزل عائلة منفّذ الهجوم. وأردف المحلّل أنّ الرسالة الضمنية كانت أنّ السلطة ومنظمة التحرير تدعمان أعمالاً كهذه. وتساءل: هل وصلت السلطة إلى نقطة قررت فيها عدم الاعتراض على الهجمات الخارجة من أراضيها؟ في الوقت الحاضر، تحافظ أجهزة الأمن الفلسطينية على انضباط مرتفع نسبياً وتواصل التنسيق الأمني الاستثنائي مع «إسرائيل»، ويتحدث مسؤولون في مكتب منسق أنشطة الحكومة في الأراضي بشكلٍ شبه يومي مع نظرائهم الفلسطينيين، وتُعقَد اجتماعات أمنية عدّة رفيعة المستوى حتى في هذه الأيام الصعبة. مع ذلك، من الواضح لجميع المعنيين أنّ هناك علامة سؤال كبيرة حول المدى الذي يُمكن فيه الحفاظ على هذا التنسيق الأمني، واستمرار القوات الفلسطينية بالحفاظ على الانضباط. كيف سيبدو تفكك السلطة بالضبط؟ في البداية، سأل المُحلل وأجاب: ربما بالطريقة التي حدثت فيها الأمور الخميس. ربما حادث معزول، مع شرطي فلسطيني أو أثنين يقرّران مهاجمة أهداف «إسرائيلية» والتسبب بوقوع الكثير من الضحايا، من هناك، سيأتي الرد «الإسرائيلي»، أو ربما يكون الرد «الإسرائيلي» إطلاق نار يسفر عن سقوط الكثير من الضحايا الفلسطينيين، وعندئذ ستأتي مطالبة على المستوى الميداني في أجهزة الأمن للعمل ضدّ الجنود والمستوطنين.

وقال المحلل إنّه كما حدث في بداية الانتفاضة الثانية عام 2000، سنرى المزيد من الجنود ورجال الشرطة الفلسطينيين الذين ينضمون إلى الاحتجاجات والهجمات ضدّ «الإسرائيليين». مشدّداً على أنّ الطريق من هنا إلى قرار «إسرائيلي» لفرض عقوبات على السلطة الفلسطينية ووقف التنسيق الأمني ستكون قصيرة. وعندئذ سيأتي تعليق تحويل الأموال إلى السلطة، التي تستخدم لدفع الرواتب، وهو مطلب أسمعه اليمين «الإسرائيلي».

وأضاف: ستمر بضعة أيام أخرى، وسيقرر المزيد من رجال الشرطة الفلسطينيين الذين لا يحصلون على رواتبهم بتنفيذ هجمات. في هذه الأثناء، لن يأتي الموظفون الحكوميون إلى العمل، وبالطبع، فوق كل هذه الخطوات يحوم احتمال إعلان رئيس السلطة عباس، في أي مرحلة، عن أنه «سيُرجع المفاتيح» لـ«إسرائيل» وسيقوم بحلّ السلطة: إذا كان لا بدّ من وجود احتلال، فليكن احتلالاً كاملاً. وعرض المحلل سيناريو آخر وأقصر قد يتحقق إذا قررت منظمة التحرير التراجع عن اعترافها بـ«إسرائيل»، قد يُلاقى ذلك بعقوبات «إسرائيلية» مثل تجميد تحويل عائدات الضرائب، وهنا أيضاً، الطريق إلى انهيارٍ كاملٍ قد تكون قصيرة.

وعندئذ ما الذي سيحدث؟ الكثير من الفوضى، وجود مكثّف لحركة حماس وفصائل مسلحة أخرى كما حدث في الانتفاضة الأولى. وعلى أكثر تقدير، ستكون «إسرائيل» مجبرة على استعادة السيطرة على مدن فلسطينية وإعادة الحكم العسكريّ. ولفت أيضاً إلى أنّ العبء الأمنيّ والاقتصاديّ على «إسرائيل» سيكون ثقيلاً.

وبالطبع، على المدى الطويل، سيكون هناك خروج عن رؤية الدولتين، أو كما يسمّون ذلك في اليمين «صحوة: أهلاً وسهلاً بكم إلى الدولة ثنائية القومية». وبرأيه، إذا سارت الأمور على هذا النحو، قد يكون على كيري تحميل إدارة رئيسه المسؤولية، لأنّه استثمر جهوداً كبيرةً في محاولاته لحلّ الصراع «الإسرائيلي» ـ الفلسطيني، لكنه أُعيق من قبل بيت أبيض أظهر عدم مهنية، وربما جهل في التعامل مع مشاكل المنطقة.

في السياق الفلسطيني، بدأ ذلك مع تركيز الرئيس الأميركي باراك أوباما الهوسي تقريباً على الدفع بتجميد البناء في المستوطنات، وعندما قرر التراجع عن هذه المسألة، أكتشف أنّ الوقت أصبح متأخراً على ذلك، إذ رفض عباس دخول محادثات من دون تجميد البناء. في المسألة الفلسطينية، تابع المُحلل، كيري تصرف بشكل معقول وبمنطق وبحافز كامل، على الأقل حتى الأشهر الأخيرة، ولكن مشاكلنا لا تقارن بالأخطاء التي وقعت في سورية والعراق، وطبعاً في إيران. ومهما سيكون السبب، ستصر واشنطن على اعتبار الاتفاق النووي مع إيران كإنجاز مُجد للولايات المتحدة، على رغم أنه بعيد عن ذلك.

وأشار إلى أنّه لا يوجد للبيت الأبيض والإدارة الأميركية ما يفخران به في ما يتعلق بالشرق الأوسط، وبما في ذلك الاتفاق الإيراني. ربما قد يكون تمّ تأجيل القضية النووية الإيرانية، ولكن الوحش الإيراني أقوى من أيّ وقت سبق وسيؤثر بطريقة مؤذية على المنطقة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى