اجتماع نيويورك لم يُحسم بعد واجتماع جنيف اليوم للاستماع لدي ميستورا

توصل المجتمعون في مؤتمر لـ«المعارضة السورية» بالرياض أمس، إلى تشكيل وفد مفاوض يضم نحو 25 شخصاً تحت اسم «الهيئة العليا للتفاوض»، حيث يتمثل الوفد بـ 6 أشخاص من «الائتلاف»، و6 عن الفصائل العسكرية، و5 عن هيئة التنسيق للتغيير الديمقراطي، بالإضافة إلى 6 شخصيات مستقلة.

وستفوض الهيئة 15 شخصاً من بينها لقيادة المفاوضات مع الحكومة السورية المزمع عقدها أوائل العام المقبل بإشراف الأمم المتحدة، كما سيجرى تعيين متحدث رسمي باسم «الهيئة العليا للتفاوض»، ومن المتوقع أن يتم اختيار أمانة عامة لها، على أن يكون مقر عملها في الرياض.

وتم التوصل خلال اجتماعات اليوم الأول للمؤتمر إلى الاتفاق على أن حلّ الأزمة السورية سياسي بالدرجة الأولى، مع وجود ضمانات مكتوبة دولية تلزم الأطراف كافة، وأن عملية الانتقال السياسي هي مسؤولية السوريين بدعم ومساعدة المجتمع الدولي، بما لا يتعارض مع السيادة والمصلحة الوطنية وفي ظل حكومة شرعية ومنتخبة.

كما تم التوصل إلى أن هدف التسوية السياسية، يتمثل في تأسيس نظام سياسي جديد من دون الرئيس السوري بشار الأسد وأركان الحكومة الحالية، وألا يكون له أي دور في المرحلة الانتقالية وما بعدها، مع الاستعداد لاستئناف المفاوضات مع ممثلي الحكومة استناداً إلى مبادئ جنيف 1 والقرارات الدولية، والتشديد على أن «جنيف» هو المرجعية الوحيدة للانتقال السياسي و«القرار 2118».

كما وتوصل المجتمعون في الرياض إلى أن الدولة الشرعية التي ينتخبها الشعب السوري تحتكر حق امتلاك واستخدام السلاح، بالإضافة إلى رفض وجود كافة المقاتلين الأجانب والمليشيات المسلحة الأجنبية والقوات الأجنبية على الأراضي السورية.

وأكد البيان الختامي للمؤتمر التمسك بوحدة الأراضي السورية والدولة المدنية واللامركزية الإدارية، مع الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية وإعادة هيكلة المؤسسات العسكرية والأمنية.

من جهة أخرى، أعلنت حركة «أحرار الشام» انسحابها من المؤتمر وبررت ذلك بأسباب عدة منها، إعطاء دور أساسي لهيئة التنسيق الوطنية وغيرها من الشخصيات المحسوبة على النظام السوري، بما يعتبر خرقاً واضحاً للعمل الثوري.

وعدم الأخذ بالملاحظات والإضافات التي تقدمت بها بعض الفصائل، لتعديل بعض الثوابت المتفق عليها، بما فيها وثيقة الثوابت الخمسة، وعدم تأكيد هوية شعبنا المسلم، إضافة لعدم إعطاء الثقل الحقيقي للفصائل الثورية سواء في نسبة التمثيل أو حجم المشاركة في المخرجات.

ودعت الحركة الفصائل الأخرى للوقوف وقفة تاريخية تجاه ما أسمته بالمبادئ الأساسية، والتي من أجلها قدموا التضحيات. بحسب بيان الحركة الإرهابية.

وفي السياق، رأى معاون وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أن مؤتمر المعارضة السورية في الرياض «يخالف بيان مؤتمر جنيف 2»، مؤكداً أن النقطة الأهم تتعلّق بمشاركة بعض المجموعات الإرهابية التي لها علاقة بتنظيم «داعش» في مؤتمر الرياض».

وأكد المسؤول الإيراني أنه «لن يُسمح للإرهابيين الذي يسوّقون أنفسهم كمعارضة معتدلة بأن يكون لهم دورٌ في مستقبل سورية والمنطقة»، معتبراً أن الأمم المتحدة «هي المسؤولة عن تحديد المعارضة والإرهابيين بالاستشارة مع الدول المعنيّة»، وأكد عدم القبول بلقاء الرياض وشدّد على أن الشعب السوري وحده من يمتلك الحقّ في تقرير مستقبل بلاده.

من ناحية أخرى، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس إن المحادثات التي تقودها السعودية لتوحيد صفوف المعارضة السورية حققت تقدماً في خطوة مهمة على طريق الدفع بالمفاوضات السياسية الرامية إلى إنهاء الصراع االسوري.

وأضاف أن «اجتماع السعودية يبدو بنّاء جداً عند هذه المرحلة… لكن أعتقد أن الكل يتحرك في اتجاه الرغبة في الدخول سريعاً إلى عملية سياسية»، مضيفاً «حققنا بعض التقدم لكن أمامنا عدد من القضايا الصعبة علينا أن نتجاوزها».

جاء ذلك في وقت أعلن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف أن موسكو ستشارك الجمعة في المحادثات المرتقبة مع الولايات المتحدة والأمم المتحدة حول سورية في جنيف.

ونقل عن غاتيلوف قوله: «ستعقد محادثات ثلاثية بين روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة»، مشيراً إلى أن المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا سيشارك في هذه المحادثات.

في غضون ذلك، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي إن مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط آن باترسون ستتوجه إلى جنيف الجمعة للتحدث مع روسيا والأمم المتحدة حول «التقدم نحو مرحلة انتقالية سياسية وبالتحديد السعي للحصول على الإطار المتعلق بوقف إطلاق النار»، مضيفاً: «هذه المرة، سنلتقي بداية لسماع حديث السيد دي ميستورا حول عمل الأمم المتحدة في شأن التقدم المحرز في الحوار بين السوريين».

وسيعقد المؤتمر المقبل بصيغة فيينا من حيث المبدأ في 19 كانون الأول في نيويورك. وقالت متحدثة باسم دي ميستورا إن لقاء جنيف سيكون تحضيراً للقاء نيويورك وعلى الأرجح في مقر الامم المتحدة.

وبحسب غاتيلوف، فإن روسيا ستستغل هذا اللقاء للدعوة إلى «تكثيف عملية مكافحة الإرهاب»، كما أكد أن الاجتماع سيعقد «للاستماع إلى رأي دي ميستورا حول أسس تحقيق تقدم في الحوار السوري ـ السوري».

وشدد غاتيلوف في الوقت نفسه على أهمية الاتفاق على وضع «قائمة للتنظيمات الإرهابية، وقائمة لأعضاء المعارضة الذين يمكنهم المشاركة في عملية التفاوض».

وأعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري عدم التوصل إلى اتفاق بشأن عقد اجتماع وزاري حول سورية في نيويورك بعد إجرائه محادثات هاتفية مع نظيريه الروسي والسعودي و القطري، مشيراً إلى أن عقد الاجتماع لم يحسم بشكل نهائي وأن الأطراف تنتظر نتيجة المحادثات في السعودية.

وكانت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا قد أعلنت في وقت سابق، أن موسكو تعتبر عقد اجتماع وزاري حول سورية في نيويورك في 18 كانون الأول «سابقاً لأوانه» في الظروف الحالية.

وأكدت المتحدثة الروسية أمس في إيجاز صحافي أن العمل على تحديد المشاركين المحتملين في المشاورات السورية ـ السورية، وكذلك في وضع قائمة موحدة للمنظمات الإرهابية العاملة في سورية يجرى بشكل غير فعال بعد لقاء فيينا، مشيرة إلى وجود خلافات بين دول التحالف الدولي بقيادة واشنطن بشأن التفريق بين جماعات المعارضة والمنظمات الإرهابية.

وقالت: «لا توجد في إطار التحالف نفسه، والذي يعمل من منطلق القوة، رؤية مشتركة بشأن المواقع التي يستهدفها وحول تحديد هؤلاء الذين يمثلون الإرهابيين والآخرين من ممثلي المعارضة المعتدلة».

وأضافت زاخاروفا أن هاتين القائمتين من العناصر الأساسية التي «لا يمكن المضي قدماً من دون إعدادها»، وتابعت: «هذه مسألة مهمة بالنسبة لنا، ونأمل في أن تبذل جميع الأطراف الجهود المطلوبة من أجل وضع هاتين القائمتين».

من جهة أخرى، أشارت زاخاروفا إلى أن موسكو لا تزال تدرس طلب وزير الخارجية الأميركي جون كيري زيارة روسيا الأسبوع المقبل.

وأعلنت المتحدثة الروسية أن التحالف بقيادة واشنطن يتظاهر بأنه يكافح «داعش»، وقالت: «التحالف على الأغلب يتظاهر بأنه يكافح «داعش» ويعمل انطلاقاً من نهجه المسيّس المتناقض مع القانون الدولي في سورية على الأقل. والآن نرى أنه ليس في هذا البلد فقط».

وأشارت إلى أن توجيه القيادة التركية اتهامات إلى روسيا بإجراء عمليات «تطهير عرقي» في سورية يدل على «انفصالها الكامل» عن الواقع في المنطقة.

ميدانياً، سيطر مسلحو «داعش» بشكل كامل أمس على بلدة مهين في ريف حمص الشرقي، بعد اشتباكات مع وحدات الجيش السوري التي انسحبت الى تلال الحزم وعززت دفاعاتها في المنطقة لاستعادة المبادرة بهدف طرد التنظيم الإرهابي.

وأعلن الجيش السوري مقتل 100 مسلح على الأقل من تنظيم «داعش» و«جيش الفتح» في ريفي حماة وإدلب في عمليات دقيقة للجيش، وتنفيذ طلعات جوية على مقرات وتجمعات للتنظيم في دير الزور.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى