إعلام «عربصهيون» ومنار المقاومة

نظام مارديني

شكراً، شكراً، شكراً لشركة «عربصهيون»، لأنها أتاحت لنا رؤية هذا الكم من التضامن والتأييد والمحبة لمنارة المقاومة، مثلما أتاحت للكثيرين رؤية قنوات الفتنة ودورها في بثّ الكفر بفلسطين من خلال «داعش» و«النصرة» وكل مَن لا ينسى فلسطين بالأذن من السيدة فيروز ، ولم تكن صدفة أن تتزامن محاولة «عربصهيون» مع كشف العلاقة بين دول خليجية والكيان الصهيوني في هذه المرحلة والفلسطينيون يقودون انتفاضتهم الثالثة في وجه الاحتلال.

كان للإعلام دائماً أثره وسطوته في توجيه الرأي العام، رغم انه قد يوظف لشن حروب على دول حيناً أو لصنع أزمات في أخرى حيناً آخر، وهذه الوظيفة التي انتهجتها وسائل الإعلام الغربية والعربية المختلفة، كما في صنعها الأزمة في سورية، وقد يأخذ دوره الصحيح في إيقاف الحروب ونقل الوقائع بصدق وشفافية، وإلقاء الضوء على الحقائق وفضح زيف الادعاءات، كالنهج الذي انتهجه الإعلام المقاوم في مكافحة الإرهاب.

ولكن بين إعلام المقاومة وإعلام المال الوهابي هناك ألف وسيلة إعلامية ووسيلة شكلت رأس حربة في الحرب الظالمة التي تشن على سورية وقد بدأ هذا الإعلام حربه حتى قبل أن تُطلق طلقة واحدة فيها.

نحن، إذاً، نعيش حالة حرب إعلامية، وهي حرب دفاع عن الوجود. لا يستطيع أن يُنكر هذا أحد، بدليل هؤلاء الشهداء الإعلاميين، الذين سقطوا في أرض المعركة وهم ينقلون الحقائق مسطّرين صفحات ناصعة في تاريخ بلادنا. ولذلك لا يقل دورهم عن دور الجنود في ساحات المعارك، فالقتال بالقلم والميكروفون والكاميرا معركة لها ساحاتها وأدواتها، وإعلام المقاومة بكوادره الوطنية المخلصة، وبالثقة التي ترسمل بها، قادر على خوضها، وكسبها بجدارة، رغم ما يواجهه من عراقيل من هنا وهناك.

في إعلام المقاومة لعبت عوامل ثلاثة دوراً أساسياً في حصار مهمة الإعلام المقاوم، وصعّبت الدور أمام رسالته في الداخل والخارج:

1 – ضخ المال الوهابي وشراء ذمم وسائل إعلام وصحافيين. وهذا أبرز ما يواجهه الإعلام المقاوم.

2 – محاولة تشتيت الإعلام المقاوم عبر ضخ كم كبير من الأكاذيب في البيئة الحاضنة للمقاومة، كتضخيم عدد الشهداء، لإقلاق البيئة الحاضنة للمقاومة.

3 – استخدام الفكر المذهبي في محاصرة حزب الله، من خلال تأكيد أنه مجرد تابع لمحور مقاومة وليس حليفاً له. وقد نجح هذا الفكر في بعض المواقع والأماكن.

إن هذه المزاوجة بين «عربصهيون» دليل آخر على أننا مع الحق… والحق هو «المنار».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى