أيها الصباح

أيها الصباح الذي يشرق نوراً على عتبات الأبواب، لتوقظ معك محطات الأمل التي صارت مجرد لحظات انتظار. لماذا تأتي إليّ أنا خلسةً من إحدى تلك الشرفات؟

أفلا يستحق قلبي منك موعداً قريب اللقاء؟ أم أنّك حكمت عليّ أن أكون لك دوماً في انتظار.

هجرتني تلك الأحلام التي سقطت سهواً من مخيلتي مستسلمة لتلك الظلمة التي قصدتني عنوة في غياب نور الصباح.

هي الغربة سكنت قلبي، والوحدة لازمت روحي فكانت أيامي كلّها ليالٍ.

بعثرت الورود من حولي وحاولت أن أخبّئ فيها آهاتي، رسمت على وجهي ابتسامة عجوز علّها تعيد الصبا إلى خفقات قلبي. هذه الخفقات التي لم تعد تبصر إشراقة الصباح. فكانت آهاتي أقوى من أن تختبئ بين ورود تذبل أوراقها، من دون نور يقبّلها كلّ صباح. وكان وجع قلبي أقوى من أن تخدعه ابتسامة عجوز غادرها عنفوان الحياة.

أفلا يرقّ قلبك على حالي أيها الصباح. فتأتيني صرخة تطرق بقوّة أبوابي.

تعال إليّ أيها الصباح لو كنت غافيةً، أمدّدك قربي، على وسادتي، أقبّلك وأعانقك فقلبي المعذّب لن يبخل عليك بالدفء والحنان.

تعال إليّ لو كنت غافيةً، فشوقي إليك يوقظك من نومك على مهل، فلا عجل بعدما أصبحت أسيرة فراشي.

لاتتكلم، بل ابقَ صامتاً. حتى لا توقظ في قلبي أبجدية لومي وعتابي.

فإنني لا أرغب أن أضيع متعة اللقاء، فقد طال انتظاري، وها أنت ملكي. ولكن لا تقلق، فإني ما عشقت يوماً احتلال ما ينتظره غيري، وما تمنيت يوماً لأحد ما أذاب قلبي وفؤادي.

سناء أسعد

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى