خربشات قلم

قال لها بعد ليلة مقمرة وهو يدخن السيجار، وبكل كبرياء: ألم تدركي أن النور ذكر؟

فردّت عليه مبتسمة وقالت له: بل أدركت أن الشمس أنثى!

وأمسك بقطعة نقود وقال: أليس الكرم ذكراً؟

عندئذ لم تعد تتمالك غضبها وقالت له: نعم، لكن الكرامة أنثى.

فقال: ألا تعلمين أن العلم نور؟

ققالت: أعرف أن المعرفة أنثى.

فأخذ نفساً عميقاً وهو مغمض العينين، ثمّ عاد ونظر إليها بصمت، وبعد ذلك قال لها: سمعت أحدهم يقول إنّ الخيانة أنثى.

فقالت له: ورأيت أحدهم يكتب أنّ الغدر ذكر.

فقال: أؤكد لك أن الحماقة أنثى.

فأجابت: وأنا أؤكد لك أن الغباء ذكر!

أخذ نفساً عميقاً ثم ارتشف كأس النبيذ الأحمر دفعة واحدة، ونظر إليها. أما هي فخافت عندما أمسك الكأس بيده مرّة أخرى، ما جعلها تبتسم ابتسامة الأنثى، وأخذت الكأس منه وشربت ما تبقى في القعر. وعندما رآها تبتسم قال لها: يبدو أن السعادة أنثى، وربما الحب ذكر، أنا أعترف أن التضحية أنثى.

فقالت: وأنا على يقين أنّ الصفح ذكر.

وما زال الجدال قائماً، وما زالت الفتنة نائمة، وسيبقى الحوار مستمر طالما أن السؤال ذكر والإجابة أنثى

فاديا مطر

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى