لجوء تركي إلى آسيا الوسطى بحثاً عن الغاز

يبدو أن تركيا تستبق احتدام الأزمة التي أوقعت نفسها فيها مع روسيا، إذ تحدّثت مصادر عدّة عن لجوء تركيا إلى دول في آسيا الوسطى لتأمين احياجاتها من الغاز كبديل عن الغاز الروسي. وهذا ما تطرّقت إليه أمس صحيفة «كومرسانت» الروسية، إذ سلّطت الأضواء على التصريحات المعادية التي يطلقها المسؤولون في تركيا ضدّ موسكو، مشيرة إلى أن أنقرة بدأت تبحث عن بديل للغاز الروسي في بلدان آسيا الوسطى. كما أشارت الصحيفة إلى الاتهامات الباطلة التي يسوقها رئيس الحكومة التركية أحمد داود أوغلو ضد روسيا، إذ اتهمها بالتطهير العرقي في سورية خلال عملياتها العسكرية ضد الإرهابيين. وقد جاء ردّ موسكو سريعاً على هذه الاتهامات على لسان المتحدثة الرسمية بِاسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، التي قالت إنّ أوغلو تطرّق إلى قضية التركمان في اتهامه روسيا قبيل زيارة الرئيس التركي أردوغان عشق آباد، وهي زيارة تأتي في ذروة الصراع مع موسكو، حيث سبق أن زار قبل أيام أذربيجان وقطر، أي انه يزور البلدان الغنية بالنفط والغاز في آسيا الوسطى. لذلك من المتوقع جداً أن يحاول أردوغان خلال لقائه رئيس تركمانستان قربان قولي بيردي محمدوف معرفة إمكانية تبديل الغاز الروسي بالتركمانستاني.

وفي سياق منفصل، تتواصل ردود الفعل التي تشجب تصريحات دونالد ترامب، المرشح الأوفر حظاً لنيل بطاقة الترشيح الجمهورية إلى الانتخابات الرئاسية، والتي دعا فيها إلى إغلاق الحدود الأميركية في وجه المسلمين. إذ أظهر استطلاع للرأي أجري الخميس الماضي، أن غالبية الأميركيين تعارض اقتراح ترامب الذي لاقى استهجاناً واسعاً داخل الولايات المتحدة وخارجها بحسب صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية.

«كومرسانت»: أنقرة تبحث عن بديل لموسكو في آسيا الوسطى

تطرّقت صحيفة «كومرسانت» الروسية إلى التصريحات المعادية التي يطلقها المسؤولون في تركيا ضدّ موسكو، مشيرة إلى أن أنقرة بدأت تبحث عن بديل للغاز الروسي في بلدان آسيا الوسطى.

وجاء في المقال: بعد اختتام جلسات مجلس الأمن الدولي بطلب من موسكو، المكرسة لمسألة وجود الوحدات العسكرية التركية في العراق، تبقى العلاقات بين أنقرة وموسكو متوترة. فلم يكتف رئيس الحكومة التركية أحمد داود أوغلو مثلاً بعدم الاعتراف بأن دخول الوحدات العسكرية التركية انتهاك لسيادة العراق، بل اتخذ موقفاً هجومياً حين اتهم موسكو بتنفيذ عمليات تطهير عرقي في سورية، موجّهة ضدّ التركمان والسنّة.

وكان الهدف من مبادرة موسكو لعقد جلسة مغلقة لمجلس الأمن الدولي للنظر في قضية دخول وحدات عسكرية تركية إلى العراق من دون موافقة السلطات العراقية لتبريد الرؤوس الساخنة في أنقرة، ولمنع تصعيد النزاع في المنطقة. استناداً إلى هذا، قالت المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا: إن الهدف من عقد هذا الاجتماع كان لتبريد الرؤوس الحامية في أنقرة. ونأمل أن يمتنعوا مستقبلاً عن اتخاذ خطوات استفزازية متهوّرة جديدة كالتي يتتخذونها الآن. ولكن التصريحات الأخيرة لرئيس الحكومة التركية أحمد داود أوغلو تشير إلى أن أنقرة لا تنوي التراجع عن موقفها، وقد وضّح الموقف التركي في شأن إرسال الوحدات العسكرية التركية إلى العراق للصحافيين الغربيين في اسطنبول، وهو موقف يختلف جذرياً عن موقف موسكو.

فيتضح من تصريحاته أن أنقرة لا تعتبر عملها مغامرة أو استفزازاً، لأن هذه الوحدات بحسب قوله أرسلت إلى بلدة بعشيقة لحماية معسكر تدريب وحدات البيشمركة الكردية، التي من المحتمل تعرضها لهجوم من جانب مسلّحي «داعش». ولأن الجنود المرابطين هناك لا يملكون سوى أسلحة خفيفة. لذلك قررنا بعد ان ارتفع مستوى التهديد إرسال وحدات جديدة لحماية المعسكر التدريبي والدفاع عنه. وهذا ليس عملاً عدوانياً، بل عمل تضامني.

ولم يكتف داود أوغلو بهذا، بل اتهم روسيا بالتطهير العرقي في سورية خلال عملياتها العسكرية ضد الإرهابيين، مضيفاً: تحاول روسيا تنفيذ عمليات التطهير العرقي في شمال اللاذقية لإجبار التركمان والسنة المعارضين لنظام بشار الأسد على مغادرة أماكن سكناهم في هذه المناطق، وذلك لكي تضمن أمن قواعدها في اللاذقية وطرطوس.

وقد جاء ردّ موسكو سريعاً على هذه الاتهامات على لسان المتحدثة الرسمية بِاسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، إذ قالت: تدل هذه التصريحات على العزلة التامة للقيادة التركية عن الحياة، وعمّا يجري فعلاً في المنطقة. فهذه الاتهامات كاذبة، ولا أساس لها من الصحة. ووصفتها بأنها دليل على «غضب العاجز».

وفي الوقت نفسه قد يكون ثمة في تصرفات أنقرة «غضب العاجز»، وربما أيضاً حسابات تتم بدم بارد. فقد تطرق داود أوغلو إلى قضية التركمان في اتهامه روسيا قبيل زيارة الرئيس التركي أردوغان عشق آباد، وهي زيارة تأتي في ذروة الصراع مع موسكو، حيث سبق أن زار قبل أيام أذربيجان وقطر، أي انه يزور البلدان الغنية بالنفط والغاز في آسيا الوسطى. لذلك من المتوقع جداً أن يحاول أردوغان خلال لقائه رئيس تركمانستان قربان قولي بيردي محمدوف معرفة إمكانية تبديل الغاز الروسي بالتركمانستاني. لهذا، تحاول أنقرة على لسان داود أوغلو أن تظهر نفسها وكأنها «حامية حمى التركمان» في سورية، لتكون هذه مثابة الأرضية اللازمة لفكرة وحدة الشعب التركماني المقسم بين الشرق الأوسط وآسيا الوسطى. ومن دون التخلي عن سياسة المجابهة مع موسكو، تحاول أنقرة تعزيز زعامتها في آسيا الوسطى ووراء القوقاز بدعوتها توحيد المواقف في وجه «التهديدات الجديدة» مع الاعتماد على أذربيجان وتركمانستان الغنيتين بالغاز.

«برس أند جورنال»: ترامب يتّهم اسكتلندا بأنها ناكرة للمعروف

اتّهم دونالد ترامب المرشح للانتخابات التمهيدية للفوز بتمثيل الحزب الجمهوري للرئاسة الأميركية، الاسكتلنديين بأنهم ناكرون للمعروف بعدما سُحبت منه دكتوراه فخرية، إضافة إلى لقب سفير أعمال، بينما جمعت عريضة تعتبره شخصاً غير مرغوب فيه في بريطانيا أعداداً قياسية من التواقيع.

وقال ترامب في تصريحات نقلتها الصحيفة الاسكتلندية «برس أند جورنال»: «يجب على المسؤولين السياسيين البريطانيين أن يشكروني بدلاً من أن يستسلموا للضغوط». وأعلنت حكومة ادنبره المحلية الاربعاء الماضي أنها سحبت من ترامب لقب «سفير الاعمال» الذي مُنح له في 2006، معتبرة أن قطب العقارات لم يعد مناسباً لهذا المنصب بسبب تصريحاته حول المسلمين.

وفي الوقت نفسه، أعلنت جامعة «روبرت غوردون» في ابردين شرق اسكتلندا سحب دكتوراه فخرية منحتها لترامب، مؤكدة ان تصريحاته لا تتناسب إطلاقاً مع روح الجامعة وقيمها.

وقال ترامب: قدّمت الكثير لاسكتلندا، خصوصاً عبر إنشاء «ترامب انترناشونال غولف لينكس»، الذي يعتبر أحد أفضل ملاعب الغولف في العالم. ويملك ترامب وهو ابن امرأة اسكتلندية، ملعبين للغولف في اسكتلندا.

وأضاف: استثمرت أيضاً الكثير من المال في تجديد منتجع «ترنبيري» السياحي الرمزي الذي سيسمح في إنعاش هذه المنطقة الشاسعة كلها.

وطالب الملياردير بمنع دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة. ولقيت هذه التصريحات إدانة واسعة في بريطانيا. وبعدما قال إن مناطق في لندن يسودها التطرّف إلى درجة أن رجال الشرطة يخافون على أنفسهم فيها، عاد وأطلق تصريحات جديدة من شأنها أن تثير استياء البريطانيين.

وقال إن المملكة المتحدة تحاول بصعوبة إخفاء مشكلتها الهائلة مع المسلمين. لكن الجميع يعرفون ما يحدث. إنه أمر محزن فعلاً… كونوا صادقين.

وفي الوقت نفسه، جمعت عريضة على الموقع الإلكتروني للبرلمان تطالب بمنعه من دخول البلاد، 450 ألف توقيع، لتصبح العريضة الاكثر شعبية الموجهة إلى النواب البريطانيين. ويسمح جمع أكثر من مئة ألف توقيع بعرض القضية على البرلمان لمناقشتها. وللمفارقة، وفي الوقت نفسه، وقّع 444 ألف شخص على عريضة أخرى على الموقع الإلكتروني للبرلمان تدعو إلى إغلاق حدود المملكة المتحدة إلى أن يتم القضاء على تنظيم «داعش».

«وول ستريت جورنال»: الأميركيون يعارضون موقف ترامب من المسلمين

أظهر استطلاع للرأي أجري الخميس الماضي، أن غالبية الأميركيين تعارض اقتراح دونالد ترامب، المرشح الأوفر حظاً لنيل بطاقة الترشيح الجمهورية إلى الانتخابات الرئاسية، في شأن منع المسلمين موقتاً من دخول الولايات المتحدة، لكن بالمقابل، فإن أكثر من40 في المئة من الجمهوريين يؤيدونه.

وبحسب الاستطلاع الذي أجرته صحيفة «وول ستريت جورنال» وشبكة «NBC» الأميركيتان، فإن ربع الأميركيين فقط 25 في المئة يؤيدون الدعوة التي أطلقها الملياردير الجمهوري الاثنين الماضي لمنع المسلمين من دخول الولايات المتحدة، بينما يعارضها 57 في المئة من الأميركيين.

وأجري الاستطلاع يومي الثلاثاء والأربعاء، ونشرت نتائجه الخميس وبلغ هامش الخطأ فيه 4.4 في المئة.

وبحسب الاستطلاع نفسه، فإن 42 في المئة من الجمهوريين يؤيدون مقترح ترامب مقابل 36 في المئة منهم يعارضونه. ولم يوضح الاستطلاع هامش الخطأ في هذه الشريحة لكنه حتماً أكبر من 4.4 في المئة لأن العيّنة أصغر.

كما أظهر الاستطلاع أنّ أقل بقليل من ثلثي الأميركيين آراؤهم إيجابية في شأن المسلمين، وهي نسبة لا تزال على حالها منذ 2002، بحسب «NBC». أما في الشريحة الجمهورية، فإن نصف الجمهوريين موقفهم سلبي من المسلمين.

وكان ترامب قد قال الثلاثاء الماضي إنه يريد غلق الحدود الأميركية أمام المسلمين «حتى نصبح قادرين على تحديد هذه المشكلة وفهمها»، في اقتراح لاقى استهجاناً واسعاً داخل الولايات المتحدة وخارجها.

وما زال الملياردير الأميركي يتصدر استطلاعات الرأي لدى الجمهوريين بفارق كبير عن أقرب منافسيه. وبحسب استطلاع آخر نشرت نتائجه «وول ستريت جورنال» و«NBC» الخميس الماضي، فإن 35 في المئة من الناخبين الجمهوريين يعتزمون التصويت له، في أعلى نسبة على الاطلاق يحصل عليها منذ دخل السباق الرئاسي.

وأجري هذا الاستطلاع على الصعيد الوطني بين 4 و8 كانون الأول الجاري، أي قبل إطلاق ترامب تصريحه المثير للجدل في شأن المسلمين.

أما باقي المرشحين، فقد حلوا خلف ترامب بفارق كبير، إذ حصل تيد كروز على 16 في المئة وبن كارسون على 13 في المئة وماركو روبيو على 9 في المئة.

ولكن من جهة ثانية، أظهر الاستطلاع أن ثلثي الأميركيين تقريباً يشعرون بالقلق أو حتى بالرعب من فكرة وصول ترامب إلى سدة الرئاسة.

والخميس الماضي، أعلن ترامب أنه قرّر إرجاء زيارته إلى «إسرائيل»، وذلك بعدما أثارت تصريحاته حول وجوب منع المسلمين من دخول الولايات المتحدة تنديداً واسعاً.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى