رحيل الرفيق مارون حنينة… أحد مؤسّسي العمل الحزبي في منطقة الجميزة
لولاه، لما بقيت مديرية التضامن حيّة في ذاكرة حزبنا.
فهو، منذ أن تعرّفتُ إليه، وعرفت أنه كان تولى مسؤولية مديرية «التضامن» في «الجميزة» بيروت ، ثم في مديريات الأشرفية، نشط جيداً، لمصلحة تاريخ الحزب مستفيداً من ذاكرته القوية ومن حيويته، وذكائه.
ابن الثمانين كان يزور منازل الرفقاء في الأشرفية والجميزة. من بات منهم في عمر متقدّم يدوّن له ذاتيته ومعلومات ما زالت حيّة في ذاكرته. ومَن وافته المنية منهم، كان يدوّن من عقيلته أو من أي فرد من أبنائه، الذاتية وما توفر من معلومات.
وكان، كل بضعة أيام، يلتقي بي. يسلّمني ما يكون قد دوّن، بخطه الواضح الجميل، مزوّداً اياي بما يكون قد حصل عليه من رسم للرفيق المعني.
ودائماً يتابع ما أكون قد تداولت به معه. يتصل مجدداً بعائلة الرفيق الراحل، أو يتصل بعائلة رفيق آخر، جامعاً المعلومات، إلى أن بات ممكناً نشر النبذة المفيدة عن مديرية التضامن 1 .
معلومات أخرى احتفظ بها في ملف الرفيق مارون حنينة عن رفقاء كان لهم حضورهم في العمل الحزبي، وعرفهم في مسيرته النضالية الغنية.
كان مذيعاً ناجحاً، وعقائدياً مثقفاً. يحسن الإذاعة الشعبية، ويمتلك في ذاكرته الكثير عن رفقاء، وعن أحداث الحزب.
لم يتوانَ يوماً عن زيارة رفيق، أو عائلة رفيق كانت وافته المنية. دأبه أن يدوّن المعلومات التي يجب أن تبقى لتاريخنا الحزبي.
كم زارني في «ضهور الشوير» عندما كان يصطاف ابنه في العيرون. ودائماً معه أوراق وملفات ومعلومات.
هذا الرفيق المشبع بإيمانه القومي الاجتماعي، إلى ذكاء وذاكرة ووعي والتزام حقيقي بالحزب، فقدناه بعد صراع مرير وطويل.
لأني عرفته جيداً أشهد أنه كان قومياً اجتماعياً حقيقياً، بإيمانه وثقافته والتزامه ومناقبه.
أمثاله يبقون في الذاكرة، ويستمرون في تاريخ الحزب.
لن أنساك يا رفيق مارون. أشعر برحيلك أن جزءاً من تاريخنا قد رحل.
سأذكرك دائماً، وسترافقني في أحاديثي، كلما حكيتُ عن المآثر في حزبنا، وعن رفقاء شعّوا بإيمانهم وسلوكيتهم، وبتجسيدهم القدوة في كل تصرف… وأنت كنت من هؤلاء.
هوامش
عممت بتاريخ 04/02/2014، للاطلاع الدخول إلى موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية www.ssnp.info