لا نستعيد الزمن بل نصنع التاريخ ونعجنه من تراب الأمة

وليد زيتوني

يوم التأسيس، يومٌ انتفض فيه التاريخ على الزمن.

يومٌ تفلّت فيه الفكر وتمرّد على سجّان العقل.

كان الحزب بيرقاً، وكانت النهضة خضراً جديداً يصارع التنّين.

نحن في الحزب السوري القومي الاجتماعي، لا نستعيد الزمن، إنما نصنع التاريخ، نعجنه من تراب الأمة، ودماء الشهداء المؤمنين بردّ الوديعة.

من صدد الى صفد، ومن كسب الى النقب، ومن الأنبار الى عكار، المعركة واحدة، والعدو واحد، والجريمة واحدة على الأمة وأبنائها.

إنه زمن التنّين الجديد الذي امتصّ دمانا، وحفر عميقاً في قيمنا ومثلنا العليا.

وبنفس الوقت زمن البطولة المؤمنة المؤيدة بصحة العقيدة الساعية لقتل هذا التنين.

كيف قرأ سعاده هذا الواقع؟ وما هي الحلول التي وضعها؟

دشنت الحرب العالمية الأولى مرحلة ضياع الهوية القومية في منطقتنا، باتفاقية احتفالية، أسمتها سايكس – بيكو. اتفاقية وضعتنا على خط الاشتباك الاستراتيجي المحدّد بجغرافيا الطوائف والملل والنحل.

غير انّ النتائج التي رسمتها الاتفاقية، لم تكن وليدة ساعتها عام 1916، وانما كان التحضير لها على قدم وساق من مديات بعيدة زمنياً. ففي لحظة بروز الدولة القومية في القرن التاسع عشر لم نكن جاهزين مادياً ومعنوياً لتلقف فكرة التحوّل العالمي الحاصل على المستوى السياسي. وبالتالي لم نتلمّس بعد، معنى ومضمون الهوية القومية للأسباب التالية:

أولا: وجودنا تحت سيطرة الامبراطورية العثمانية التي كانت تعاني سكرات الموت نتيجة لأوضاعها الاقتصادية المتردّية، وخسارتها العسكرية أمام القوى الاستعمارية آنذاك وخاصة تدمير أسطولها البحري في نافرين عام 1826، ومن ثم عدم استقرار أوضاعها الداخلية اثر انقلاب الثلاثي القومي الطوراني على الخلافة العثمانية المتلبّسة اللبوس الايديولوجي الديني.

ثانياً: تدخل الدول الكبرى في المناطق التي تسيطر عليها الخلافة العثمانية تحت عناوين رعاية الأقليات الطائفية، ومن خلالها، ركّزت على المستشرقين والدلالين والإرساليات لضرب البنى الجيو ثقافية الموجودة، التي كانت تحتفظ لتاريخه بخصوصياتها القومية.

ثالثاً: كانت المنطقة تعيش حالة اقتصادية مزرية كمحصلة للجشع الامبراطوري العثماني من جهة، وكنتيجة للهجمة البدوية الصحراوية التي قامت بها قبائل العنزي القادمة من الجزيرة العربية من جهة أخرى، حيث فاقت بهمجيتها واتساعها ما فعله هولاكو. لقد دمّرت هذه الهجمة سبعة آلاف قرية وبلدة من حلب شمالاً الى صفد وحيفا ويافا جنوباً، فحرقت جميع المحاصيل الزراعية وقطعت الأشجار ونكّلت بالسكان قتلاً وتهجيراً تحت الرعاية العثمانية، وأنظار القناصل الأوروبيين.

رابعاً: تردّي الوضع العلمي والثقافي ودخول المنطقة في مرحلة الانحطاط بسبب الممارسات القمعية العثمانية وهجرة الكوادر العلمية، وتغلغل ثقافات غربية متعارضة مع القيم السائدة، لم تستساغ، حينها، من قبل النخب المتلقّية.

خامساً: تحوّل عصبة الأمم الى منظمة ضامنة لحقوق الدول الكبرى المنتصرة في الحرب، على حساب الدول والشعوب التي كانت تحت مظلة الدول المهزومة، حيث انتقلت هذه الشعوب من استعمار الى استعمار آخر دون ان يكون لها ايّ دور في تقرير مصيرها.

تمدّد المشاريع الجيوبوليتكية

تحت مظلة هذا الواقع، وغياب الأطر السياسية والثقافية والاقتصادية المحلية الناظمة، تمدّدت المشاريع الجيوبولتيكة الاقليمية والدولية لتأمين مصالحها، اشتبكت وتشابكت على أرضنا وعلى حساب مصالحنا. فدخلنا في دوامة اشتباك دائم ما زال مستمراً حتى يومنا هذا،من خلال دوائر ثلاث.

دائرة ذاتية: تختلط فيها قواعد الصراع ما بين، وفي، الهوية القومية، والهوية الدينية، والهوية المذهبية، والهوية الاتنية، والهوية الاجتماعية مدنية وعشائرية والأنظمة السياسية والاقتصادية، والتشكيلات الكيانية التي أفرزتها «سايكس ـ بيكو».

دائرة إقليمية: تتنازع فيها مشاريع الدول الإقليمية التي بلوّرت هويتها القومية وعملت على أساسها مثل تركيا وايران، وتلك التي لم تتبلور هويتها وتسعى الى دور قيادي إقليمي «إسرائيل»، ومصر وادي النيل، والسعودية ممثلة للجزيرة العربية.

دائرة دولية: وقد تدرّج فيها الاشتباك تاريخياً، من صراع بين الامبراطوريات القديمة، ثم بعد الحرب الأولى بين الدول الاستعمارية الحليفة الذي أنتج سايكس ـ بيكو، مروراً بالحرب الباردة بين الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد السوفياتي السابق، وصولاً الى اليوم بين الجيوبولتيك الأميركي المدعوم من أوروبا والحلف الأطلسي والجيوبولتيكي الروسي المتجدّد المدعوم من الصين ودول «بركس».

في الواقع، لا يمكن الفصل بشكل كامل بين الدوائر الثلاث إلا لأسباب منهجية بغية توضيح ما يمكن تسميته بهوامش حرية الحركة المرسومة بدقة من قبل الدائرة الكبرى. حيث برزت إشكالية تقدّم نفسها على الشكل التالي: هل الاستعمار هو من أوجد المتناقضات التي تشتملها الدائرة الاولى؟ أم انّ هذه التناقضات البنيوية هي التي استجلبت الاستعمار الى بقعة صراعاتها؟ بمعنى آخر «ما الذي جلب على امتي هذا الويل؟» كما سأل انطون سعاده، وأردفه بسؤال آخر «من نحن؟»

هنا تتبادر الى الذهن، التسميات التي أطلقت على هذه المنطقة. من الشرق الأدنى الى الشرق الأوسط الجديد والشرق الأوسط الكبير أو الموسع التي انْ دلّت على شيء فإنها تدلّ على مضمون المشروع الجيوبولتيكي واستهدافاته. هي تسميات جغرافية متعالية تؤكد على مركزية الغرب وتبعيتنا. وبالتالي ترسم حدودنا استناداً إلى خطوط أمنها القومي بالجيوش الجرارة والأساطيل المنتشرة في البحار المحيطة، والهيمنة السياسية والسيطرة الاقتصادية على برّنا.

وعليه… واستنادا إلى حقائق التاريخ والجغرافية والفكر العلمي الجديث سنستعيد تعبير «سورية الطبيعية» كاسم لهذه المنطقة، باعتبار هذا الاسم هو الأكثر التصاقاً بحضارة المنطقة وثقافتها.

لا شك، انّ الاستعمار بكافة أشكاله، قد ركّز في المرحلة الأولى على تدمير البنى الثقافية الحضارية/الروحية باعتبارها جزءاً من العوامل المتغيّرة في تشكيل الأمة، ليتسنّى له في مرحلة لاحقة، النفاذ من التشرذم النفسي والثقافي لتقسيم الجغرافية بشكل يتناسب مع أهدافه أولاً، وثانياً كي يؤمّن هذا التقسيم بقاء الإقليم الجغرافي بعيداً عن امكانية التفكير باستعادة وحدته.

ان «سايكس بيكو»، بما هي اتفاق توزيع نفوذ بين قوتين استعماريتين، لحظت من خلال ترسيمها لسورية الطبيعية المسائل التالية:

1 ـ فصل مناطق الجذب الحضارية ما بين النهرين، بلاد الشام .

2 ـ إضعاف العمق الاستراتيجي، لبنان بعمق 40 كلم، وكذلك فلسطين.

3 ـ سلخ المناطق الساحلية عن الداخل، مثلاً رغم اتساع العراق فهو لا يملك منفذاً بحرياً يتناسب مع مساحته 4 كلم على الخليج، الشام 200 كلم على البحر المتوسط رغم انّ طول الشواطئ السورية على هذا البحر تبلغ أكثر من 800 كلم.

4 ـ التحضير من خلال هذا التقسيم لما أصبح واقعاً في ما بعد، دولة يهودية في فلسطين، سلخ لواء الاسكندرون وكيليكة وصولاً الى ماردين، وربما دولة كردية في الشمال الشرقي.

التقسيم على الأساس الطائفي

أفقدت هذه الاتفاقية سورية الطبيعية السيطرة المباشرة على شرق البحر الأبيض المتوسط من خليج الاسكندرون حتى قناة السويس، كما أفقدتها القدرة على التحكّم بالممرات المائية وحركة التجارة والنقل، وأبعدتها عن موقع قبرص الاستراتيجي، وحجّمت بنفس الوقت قدرتها الطبيعية من المشاركة بمياه الخليج والبحر الأحمر.

باختصار وضعت هذه الاتفاقية حداً لمعادلة قوة/سيادة التي تتمتع بها عادة الأمم بالعالم، وهو ما أفقدها مركزها ودورها الجيوسياسي والجيوستراتيجي بعد أن أفقدها دورها الجيوثقافي الحضاري في العالم. ولم تستطع منذ ذاك التاريخ ان تكوّن وضعاً يليق بها في مرحلة تنازع الأمم البقاء، بل جعلها في مهبّ مشاريع الآخرين.

يصعب الآن في ظلّ التشرذم الحاصل على مستوى كيانات الأمة في ما بينها وداخل كلّ كيان، وفي ظلّ الحرب الحقيقة الدائرة على أرضها، يصعب وضع تصوّر استراتيجي لدور مستقبلي، دون تحديد نقطة بداية مستقرّة ونقطة نهاية واضحة المعالم، موزعة على مراحل تكتيكية زمنية، والعمل بشكل متوازن بين ما هو استراتيجي وما هو تكتيكي، شرط توفر الإرادة السياسية، والتي يبدو أنها بعيدة المنال حالياً، لارتباط النخب المحلية بمشاريع تكتيكية مُفصّلة على قياساتها، وعلى حجم طوائفها و«جماهيرها» واتنياتها وعشائرها، وارتباط مشاريعها بالخارج.

ويتعذر، بنفس الوقت، رسم النقاط المطلوبة للنهوض، دون قراءة فعلية متأنية لاستراتيجيات الآخرين الإقليمية والدولية، ومدى تأثيرها ومكامن الضعف والقوة فيها.

تعتبر الاستراتيجية بشكل عام نسقاً فكرياً مخزوناً في الذاكرة الجمعية لشعب ما، وهي بالتالي جامدة نسبياً لارتباطها بالعوامل الثابتة والثقافية لتشكل الأمة. فالموقع والمساحة والطوبوغرافيا، والثروة الطبيعية تماماً كما التطلعات العامة والمصالح هي من يقرّر أصول الاستراتيجية وجذورها التاريخية والحالية.

من الطبيعي ان يتغيّر منهج العمل الاستراتيجي تبعاً للإدارة وتبعاً للظروف الذاتية والموضوعية للأمة، فتتحقق عندما تكون الأمة قوية عسكرياً، سياسياً، اقتصادياً، ثقافياً وتتراجع الى حدّ تصبح معها الاستراتيجية فكرة معيارية، حين تكون في حالة ضعف أمام الأمم الأخرى، أو في حال التشرذم استناداً للعوامل الذاتية، فتسلب إرادتها وتفقد سيادتها وتصبح عرضة لتداخل الاستراتيجيات الأخرى، وهذا في الواقع هو حال أمتنا منذ بداية إدراك معنى الأمة وظهور الدولة القومية الحديثة.

هنا تبرز مسألة الإدراك والفهم والتحليل، ومن ثم وضع الأولويات والخيارات على مستوى بناء القدرة الذاتية والعوائق الناتجة عن التدخل الخارجي على قاعدة عقلية بحتة، لأنّ العقل هو الشرع الأعلى، وهو بالتالي يحدّد الغايات والأساليب الواجب اتّباعها للوصول الى الأهداف المرسومة، شرط مرحلتها والعمل على إقامة التوازن بين الغايات الاستراتيجية والأهداف المرحلية من دون طغيان او تعارض بين الغايات والأهداف مصحوبة بتوفر الإرادة السياسية.

تكاد لا توجد طريقة علمية أخرى للخروج من مأزقنا، رغم انّ العوائق الداخلية كثيرة ومتشعّبة ومعقدة لدرجة تدفع البعض الى اليأس. غير انّ وجود مشروع بنائي مستهدف واضح المعالم يبعث على الأمل ويشحذ الهمم، خاصة انّ شعبنا يتمتع بدينامية عالية، وقدرة أقرب ما تكون الى المثالية على العمل والمثابرة لإنجاز ما يمكن تصوّره ووضعه موضع التنفيذ.

المكعّبات البلغارية لا الشطرنج

انّ العالم لم يعد لعبة شطرنج محصورة بين الأسود والأبيض، كما كانت خلال الحرب الباردة وبين قطبين اساسيين فقط، بل تحوّل الى لعبة أخرى، بما يمكن تسميته بالمكعّبات البلغارية، ذات الأبعاد والألوان الستة، تلزم لاعبها ان يداخل بين الأبعاد والألوان لتحقيق الانسجام المطلوب والتوازن بين البعد واللون.

لقد وضع سعاده ثمانية مبادئ أساسية، وجهد ألا يترك مجالاً للشك في صوابيتها التاريخية والجغرافية والعلمية. غير انّ سعاده نفسه اعتبر ولأجل استتباب كمال المبادئ، وجوب وضع استراتيجية شاملة، حدّد اهدافها بالمبادئ الإصلاحية وغاية الحزب، شارحاً الأسباب الكفيلة بتحقيق هذه المبادئ كشرط أساس لإقامة الدولة القومية التي هي بالضرورة دولة حديثة مدنية ديموقراطية. وللتأكيد على هذا الهدف اعتبر الحزب، وهو أداة تحقيق البعث القومي والنهضة القومية الاجتماعية، اعتبره دولة الأمة السورية المصغّرة، مرسياً أساسه الدستوري وقوانينه الناظمة. حيث قال انّ وضعي للدستور هو أهمّ أعمالي بعد وضعي للعقيدة. شاملاً بالدستور كلّ المؤسسات الرئيسة والفرعية كنماذج لممارسة السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية، فاصلاً بين السلطات في إطار تكاملي، معتبراً انّ النظام التسلسلي المركزي وقف على المؤسس صاحب الدعوة، لانتظام العمل في مرحلة التأسيس.

نستنتج مما تقدّم انّ سعاده أرسى الاستراتيجية الشاملة لقيام النهضة، لكن لم يتسنّ له استكمال التخطيط وتنفيذ الاستراتيجيات المرحلية نتيجة لملاحقاته المتكرّرة من قبل الانتداب الفرنسي ومن ثم لغيابه القسري بعد التأسيس. وعند عودته من المغترب عام 1947، كانت القيادة المولجة شؤون الحزب في الوطن قد وقعت في انحرافات عقائدية وشخصانية أوجبت اقصاءها سُمّي أتباع هذا النهج، جماعة الواقع اللبناني ، تسارعت الأحداث بعد هذا التاريخ، وخاصة قرار تقسيم فلسطين، حيث دفعت الأحداث بسعاده إلى إعلان التعبئة العامة في الحزب، وإقامة التنظيمات العسكرية الملائمة للاشتراك في الحرب فرق، جرائد وزمر . غير انّ مقولة «لا سلاح للقوميين» التي أطلقها رياض الصلح آنذاك، لاقت آذاناً صاغية عند كلّ حكام العرب الذين حجبوا السلاح عن الحزب، الذي أصرّ بدوره على الانخراط في الحرب بما تيسّر من امكانيات. غير انّ رياض الصلح وشريكه في الحكم بشارة الخوري لم يكتفيا بذلك، إنما خططا للتخلص من سعاده وحزبه الى أن قامت الثورة القومية الاجتماعية التي أسماها سعاده نفسه بالأولى. ولعلّ بيان الثورة الأولى هو منهاج فعلي يقاس عليه في كيفية وضع الاستراتيجية المرحلية من دون التعارض مع الاستراتيجية الشاملة.

وسائل سعاده الاستراتيجية

اعتمد سعاده في سياق عمله لتحقيق أهدافه الاستراتيجية، على اقنومين اثنين: أولاً الوعي المستند الى العقل كشرع أعلى، وقد ظهر جلياً في الوعي الثقافي، حيث وضع العشرات من الكتب والمقالات والمحاضرات والخطب دافع فيها عن الحق القومي، مبيّناً الأساس الحضاري والعلمي لوجود الأمة السورية نشوء الامم، الاسلام في رسالتيه، المحاضرات العشر، الصراع الفكري في الأدب السوري الخ… كما ظهر هذا الوعي من خلال الإدراك السياسي، حيث استطاع ان يكشف مبكراً أهداف المشاريع الاستدمارية المرسومة للمنطقة، وعلى الاخصّ المشروع الصهيوني وربيبته الحركة الوهابية.

وقد اعتُبر سعاده أول من نبّه الى خطورة الهجرة اليهودية الى فلسطين عام 1925. حيث وصف الصهيونية بأنها خطة منظمة ودقيقة ولا يمكن محاربتها إلا بخطة معاكسة نظامية ودقيقة. كما أدرك أهمية الإعلام في نشر الوعي والمعرفة وهو ما حفزه الى إنشاء الجرائد اليومية الجريدة، سورية الجديدة، النهضة الخ…

القنوم الثاني هو القوة المنظمة، ولم يطلب سعاده الإجابة على سؤاله «ما الذي جلب على شعبي هذا الويل؟» من أجل المعرفة العلمية فحسب، وإنما كان يريد إيجاد الوسيلة الناجعة لردّ هذا الويل.

انّ عصر تنازع الأمم البقاء، عصر أفعال لا أقوال، وإذا كان لا بدّ من القول فيجب ان يكون مدعوماً بالقوة العملية ليكون من وراء هذا القول نفعاً ونتيجة واقعية. وأردف قائلاً: نحن أمة واقفة الآن بين الحياة والموت، ومصيرها متعلق بالخطة التي نرسمها لأنفسنا والاتجاه الذي نعيّنه.

الحق لا يكون حقاً في معترك الحياة الا بمقدار ما تدعمه القوة. وانّ القوة هي القول الفصل في إحقاق الحق القومي او إنكاره.

وبناء عليه، أصرّ سعاده في رسم استراتيجيته الشاملة الدولة القومية ، على إنشاء جيش قوي يكون ذا وزن في الدفاع عن الأمة السورية وحقها في الوجود.

أخيراً… لا بدّ في هذه الأيام الصعبة والعصيبة من اتباع النهج الذي أرساه سعاده طريقاً وحيداً لخلاصنا وخلاص أمتنا

ان ننظم من جديد قوة الثقافة، وثقافة القوة المنظمة.

محاضرة ألقاها عضو المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي وليد زيتوني في الندوة التي أقامتها مديرية عدبل في مناسبة العيد الـ83 لتأسيس الحزب.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى