تواضروس: لا نقبل بأيّ حكم باسم الدين الراعي: السيسي باب الرجاء للشعب المصري

استهلّ البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي، اليوم الثاني من زيارته الرعوية لمصر بلقاء البابا تواضروس الثاني بطريرك الكرازة المرقسية للأقباط الأرثوذكس في المقرّ البابوي – الأنبا رويس.

وأُعدّ للراعي استقبال حبري حاشد تقدّمه البابا تواضروس، يحيط به أساقفة الكنيسة والكهنة والإكليريكيون، وحشد من المؤمنين.

وفي صالون البطريركية كان للبابا تواضروس كلمة ترحيب أمل فيها أن «يسمع أخباراً طيّبة وسعيدة عن لبنان، البلد الحبيب الذي لاسمه ولجماله ولعراقته وقع خاص».

وقال: «نرحّب بغبطة البطريرك الراعي باسم المحبة المتبادلة التي تربطنا. عندما تزورون مصر، تزورون تاريخاً مسيحياً عظيماً. فمصر هي مسيحية قبل ولادة المسيح بـ 700 عام، إذ إنّ أشعيا النبي تنبّأ عن المذبح الذي سيكون للمسيح في مصر، والكنيسة القبطية وُلدت مع هروب العائلة المقدّسة إلى مصر».

وأضاف: «هنا نعيش بكل محبة، مسيحيين ومسلمين، رغم كل الصعوبات والظروف، ولا سيّما كتلك التي عشناها في الأعوام القليلة الماضية، بحيث مررنا بظروف قاسية وصعبة، ولكن هذا أدّى إلى تضامننا أكثر فأكثر. ونحن كمصريين نحب الدين كثيراً، مسيحيين ومسلمين، لكننا لا نقبل بأيّ حكم باسم الدين».

وختم: «ستلتقون يا صاحب الغبطة خلال زيارتكم بالرئيس السيسي، وستشهدون على المحبة الفاعلة التي يعيشها المصريون معاً ونبذهم للتطرف، وحبّهم الاعتدال. الكنيسة المارونية والكنيسة القبطية في مصر وخارجها ترحب بكم، ونقول لكم بلهجتنا «نوّرتونا وشرفتونا». ونصلّي معاً من أجل لبنان، البلد الحبيب، آملين أن نسمع أخباراً طيبة عنه».

ثمّ كانت كلمة شكر للبطريرك الراعي، تطرّق فيها إلى الأوضاع في لبنان، متحدّثاً عن «نموذج العيش الواحد بين المسلمين والمسيحيين، حيث فصلوا بين الدين والدولة مع احترام لبنان لكل المكوّنات الروحية والدينية والوطنية».

وأكّد أنّ «الفسيفساء اللبنانية وإن اهتزّت أحياناً، فهي ستبقى متماسكة وثابتة ولن تقوى عليها أيّة مخططات»، لافتاً إلى أنّ «الكنائس في بلدان الشرق الأوسط هي ضمان لهذه البلدان، وليست ضماناً للمسيحيين فقط». واعتبر أنّ الرئيس عبد الفتاح السيسي «يشكّل باب الرجاء للشعب المصري الذي انتفض على الإرهاب، وعلى محاولة تخريب بلاده».

وأضاف: «الكنيسة تنمو وتكبر وتنتشر بفعل المحبة والتضامن، وتقوى على العواصف. هي كأرز لبنان صامدة لأنها عصيّة على الظروف القاسية. والكنيسة القبطية كأرزنا، تعرّضت للرياح ولكن الكنيسة والشعب هبّا في وجه العواصف المتطرّفة وصمدا فصمدت مصر».

وختم: «يسعدنا أن نكون هنا معكم نشهد للمسيح وعلى قدر معطياتنا نعيش معكم هذه الشهادة. اللبنانيّون ساهموا في حياة مصر ونهضتها، والتاريخ مليء بأسماء لمعت وبرزت في مصر وعادت إلى الوطن مزوّدة بالغِنى».

بعد ذلك، زار برفقة البابا تواضروس ضريح القديس مرقس الذي يحتوي على جزء من رفاته.

وظهراً، زار الراعي والوفد المرافق، الكلية الإكليريكية للأقباط الكاثوليك حيث كان في استقباله البطريرك إبراهيم اسحق مع لفيف من المطارنة والكهنة والإكليريكيين.

وفي كلمة في صالون الإكليريكية، اعتبر إسحق أنّ زيارة الراعي «حملت إلى مصر الفرح الكبير، إضافة إلى أنّنا نحبّه شخصياً، وهو أخ كبير لنا. إننا نسعد اليوم باستقباله بيننا بهدف تعميق العلاقات وتوسيع التواصل بين كنيستينا، لأنّ في ذلك غِنىً متبادلاً، ونحن كنيسة كاثوليكية واحدة على مستوى العالم كله، ونتطلّع إلى تعاون أكبر على صعيد الشرق الأوسط من أجل استعادة دورنا بشكل أفضل، وزيارة غبطة البطريرك الراعي جاءت لتؤكّد ذلك، ولتؤكّد أنّ الكنيسة الكاثوليكية بتنوّعها في العالم قويّة وغنية وحاضرة».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى