قاسم: حزب الله لا يغيّر مواقفه مع تغيّر الأوضاع والمصالح
أكّد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، أنّ الحزب «عمل في لبنان في كل المراحل من أجل أن يحميه ويبني الدولة القوية القادرة التي تُنصف المواطنين، وكانت تخرج أصوات من هنا وهناك تقول أنتم لا تريدون هذا، لكن بالدليل العملي رأينا أنّ مقاومتنا التي انطلقت وأساؤوا إليها كثيراً واتّهموها كثيراً، هي التي انتصرت وأخرجت «إسرائيل»، ولم يتمكّنوا مع كل العلاقات السياسية والدولية والوعود أن يُخرجوا «إسرائيل» من شبر واحد من أرض لبنان».
وقال قاسم في احتفال تأبيني أُقيم في حسينية البرجاوي في بئر حسن: «بعد ذلك بدأنا بقتال التكفيريين من الموقع السوري، فقالوا أنتم تريدون تخريب لبنان لأنّكم تستقدمون التكفيريين إلى لبنان»، متسائلاً «من استقدم التكفيريين إلى ليبيا وإلى تونس وإلى العريش في مصر؟ ومن استقدم التكفيريين ليفجّروا في كل أنحاء العالم وليعلنوا إماراتهم حيث حطّت أرجلهم؟». وأضاف: «هؤلاء الجماعة لديهم مشروع، ومشروعهم أن يقتلوا كل من عاداهم، وأن يفرضوا قناعاتهم بقوة القتل والسلاح والدمار، ونحن لا نقبل أن يفرضوا علينا ما يريدون ولذا قاتلناهم. قاتلناهم دفاعاً، وقاتلناهم من أجل أن نحمي بلدنا، ومن أجل أن نحمي مقاومتنا. وأكّد أنّنا «استطعنا أن نحقّق إنجازاً عظيماً في أنّنا منعنا إقامة إمارات إسلامية على شاكلتهم التكفيرية في لبنان في مواقع عدّة في البقاع والشمال».
وتابع: «هناك من كان يعترض على وجودنا في سورية وأصبح يدافع عن وجودنا فيها، ويشجّعنا على ذلك، ويطالب أن يلتحق الآخرون بالمنهجية نفسها، ألا يدلّ هذا على شيء؟ ألا يدلّ على أننا كنّا صادقين في مواجهة «إسرائيل» ونجحنا؟».
وفي الشأن السياسي أكّد قاسم «أنّنا حريصون كحزب الله على انتخاب رئيس جمهورية، وحريصون على أن تسير أعمال الحكومة والمجلس النيابي، وعلى قانون انتخابي عادل مبنيّ على النسبية التي تُنصف جميع الناس، وعلى أي مشروع يمكن أن ينقلنا من الحالة الموجودين فيها إلى حالة أفضل». وأضاف: «نحن حريصون على الاستقرار الأمني، بدليل أنّنا عملنا بكل طاقاتنا وإمكاناتنا لنمنع الفتن التي أطلّت برأسها مرّات ومرّات ولم نجعلها تنتشر بيننا ووأدناها في مهدها، وها هو الاستقرار في لبنان نساهم فيه بشكل كبير».
وإذ أكّد «أنّنا حريصون على الحوار بيننا وبين الأطراف المختلفة، والحوار بين الأطراف في ما بينها»، أشار إلى أنّ «حزب الله يملك الجرأة الكافية ليقول موقفه صريحاً في كل المحطات التي يعيش فيها، وما يقوله يقف عنده. نحن لا نغيّر موقفنا مع تغيّر الأوضاع، ولا نغيّر موقفنا مع تغيّر المصالح، ولا نكون صباحاً في موقف ومساء في موقف آخر، نحن لا نتلوّن، ولا نُباع ولا نُشرى، ولا نُؤمر ولا نأخذ التعليمات من أحد، نحن نعمل ما يُمليه علينا ضميرنا وقناعاتنا لمصلحة هذا البلد».
أضاف: « نعم في بعض الأحيان تكون هناك أوضاع تتطلّب موقفاً معيّناً نصمت ولا نتكلم، ولكن اعلموا أنّ السكوت موقف، فنحن نحتاج إلى فترة لنتأمل ونستكمل بعض الاتصالات لنعلن موقفنا النهائي من أي قضية، نحن جماعة نفكر ثمّ ننطق، ولسنا من الذين يتكلّمون قبل أن يفكّروا».
وأوضح أنّه «عندما نصرّح فيكون المطلوب أن يعرف الناس هذا الموقف، وعندما نسكت أيضاً لأننا لا نرى التوقيت سليماً، ولا الفكرة ناضجة من أجل أن نقول الموقف النهائي».