دراسة لترميم معلولا التاريخية وإعادة تأهيلها

بحث المهندس حسين مخلوف محافظ ريف دمشق والدكتورمحمد عامر المارديني رئيس جامعة دمشق مع الكوادر المعنية في الجامعة خطوات التعاون لترميم المباني الأثرية التي هدمت في مدينة معلولا، إن على مستوى المباني السكنية أو المباني التاريخية والأثرية. وقال المهندس مخلوف عقب اللقاء الذي ضم كوادر من كلية الهندسة المعمارية ومديرية الآثار والمتاحف وطلاب ماجستير تأهيل وترميم المباني الأثرية في بيت فخري البارودي الأثري: نحن في صدد التعاون مع جامعة دمشق للإفادة من الخبرات الوطنية في ترميم واعادة تأهيل مدينة معلولا التاريخية كي تعود المدينة الى رونقها التاريخي الأصيل من خلال ترميم الواجهات وتدعيم الصخرة الموجودة فوق دير مار تقلا، إضافة الى تأهيل البنى التحتية وإطلاق مشروع اقراض لمساعدة القاطنين في معلولا لترميم بيوتهم بما يتلاءم مع مشروع ترميم الواجهات». كما أوضح المحافظ أن مشروع تأهيل وترميم مدينة معلولا كان مخططاً له قبل تصاعد الحوادث، خاصة بعد ما تعرضت له المدينة التاريخية من إرهاب ودمار، منوّهاً بالتعاون مع جامعة دمشق لتقويم الدراسة السابقة وتطويرها فتصبح جاهزة وقابلة للتطبيق وفق الأسس العالمية المعمول بها للترميم وإعادة تأهيل المدن الأثرية والتاريخية.

وأشار مخلوف إلى أن المحافظة تخطط للاعتماد على جامعة دمشق بوضع الحلول الفنية لترميم المنازل المتضررة في معلولا إنشائياً بما يتلاءم مع الإرث الحضاري والتاريخي للمدينة والإشراف على تنفيذ الأعمال في هذا المجال، مؤكداً أن مشروع الترميم وإعادة التأهيل مهم جداً وهو عمل حضاري وتاريخي وعلمي وأثري في حاجة إلى برنامج زمني دقيق لتنتهي الأعمال بشكل سريع ويتاح المجال لكلّ متضرر ليعود الى منزله في أسرع وقت ممكن، خاصة أن الحكومة تعوّض على المتضررين وفق آلية معتمدة. وأكد المحافظ أن كل ما يتم العمل عليه لإعادة تأهيل مدينة معلولا يجب ان يتكامل الى أن نصل الى مدينة تاريخية أثرية حضارية يعيش أهلها آمنين في هذا الوطن العزيز، بعدما لمست تباشير النصر على أيادي بواسل الجيش السوري.

من ناحيته قال المارديني: «إن زيارة محافظ ريف دمشق لبيت فخري البارودي واطلاعه مبدئياً على الدراسة الخاصة بترميم المباني الأثرية التي هدمت في مدينة معلولا، إن على مستوى المباني السكنية أو المباني التاريخية، يعتبر بداية تعاون بيننا»، مبيناً أن هذه الدراسة جيدة جداً وفيها تعاون كامل بين عدة جهات وستنفذ في أقرب وقت ممكن لتعود معلولا الى ألقها بما يتوافق مع مكانتها التاريخية. وأضاف: «إن ماجستير تأهيل ترميم المباني الأثرية المعروف بشايو هو من أهم برامج الماجستير التي تربط الجامعة بالمجتمع إذ تعمل كلية الهندسة المعمارية وجامعة دمشق بعناية تامة لخدمة قضايا المجتمع»، مشيراً إلى التعاون القائم مع محاضرين متطوعين من فرنسا يأتون في هذه الظروف الصعبة ليقدموا ما لديهم إلى الطلاب.

يرى المارديني أن دخول جامعة دمشق على خط الترميم لمدينة معلولا يثبت أن الخبرات الموجودة في كلية الهندسة المعمارية وفي ماجستير التأهيل والترميم هي خبرات وطنية تتحلى بسوية عالية نفخر بها وهي موزعة على جميع المحافظات السورية، متمنياً أن تتوسع قطاعات العمل لتشمل جميع المدن التي نالت منها يد الغدر والعدوان ودمرتها ليعود كل شيء في سورية إلى سابق عهده ويعود الأمن والأمان.

كما اطلع مخلوف والمارديني على مشاريع الطلاب في توثيق المدن الأثرية في عدة مناطق سورية، وعلى صفوف ماجستير التأهيل، والمكتبة التي تحتوي على أكثر من ألفي كتاب متخصص في ترميم المباني الأثرية، وهي ذات قيمة عالية. كما اطلعا على مشروع الممر الأخضر باستخدام خمسين دراجة هوائية في تنقل طلاب وكوادر جامعة دمشق في حرم الجامعة بالتعاون بين الجامعة وبنك البركة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى