معادلة الرعب في المونديال… السيليساو يخشى الديربي اللاتيني مع كولومبيا والمانشافت يسعى لاسترجاع الذكريات المجيدة أمام الديوك الفرنسية

حسن الخنسا

تفتتح يوم غدٍ الجمعة مباريات الدور ربع النهائي من كأس العالم 2014 في بلاد السحرة بمواجهتين تجمع الأولى بين المنتخب البرازيلي صاحب الأرض والمنتخب الكولومبي الذي أبلى بلاءً حسناً في مواجهته مع أوروغواي ضمن الدور الثاني، وتجمع الثانية بين المنتخب الألماني الذي استطاع أن يتخطى الجزائر بصعوبة إلى ربع النهائي، والمنتخب الفرنسي الذي اجتاز نسور نيجيريا بحبس الأنفاس.

ويسعى المدير الفني للسيليساو فيليبي سكولاري إلى إعادة هيكلة فريقه قبل مواجهة المنتخب الكولومبي الخطير، وذلك بعد المعاناة التي تعرض لها قبل أن يفوز على الثور التشيلي بضربات الترجيح. ويجتهد سكولاري حالياً لمعالجة السلبيات والمشاكل العديدة التي أظهرتها مباراة الفريق أمام تشيلي سواء على المستوى الخططي أو الناحية الحماسية للفريق.

واعترف سكولاري أن المنتخب البرازيلي لم يقدم مستوى جيد في المباريات الأربع التي خاضها في الدورين الأول والثاني من البطولة. وألقى المدرب المخضرم الذي أحرز كأس العالم 2002 مع البرازيل، باللوم في ذلك على التوتر الشديد الذي عانى منه اللاعبون بسبب المسؤولية الملقاة على عاتقهم ومهمة الفوز باللقب العالمي السادس لراقصي السامبا خاصة مع إقامة البطولة في بلادهم ووسط جماهيرهم المتحمسة.

ووعد سكولاري وكارلوس ألبرتو باريرا المنسق الفني لراقصي السامبا بمحاولة مساعدة اللاعبين في السيطرة على أعصابهم خلال الفترة المتبقية على اللقاء المنتظر أمام كولومبيا.

وكان خط وسط السيليساو قد نال انتقادات هائلة من الخبراء والمحللين، لذا على سكولاري إيجاد الخطة البديلة لكي يتحسن فريقه على هذا المستوى.

وقال المهاجم البرازيلي السابق كاريكا: «المنتخب البرازيلي لم ينجح في تقديم أداء جماعي جيد رغم وجود العديد من اللاعبين المتميزين. نيمار فقط هو من يصنع الفارق، ولكن هذا ليس كافياً للبرازيل… خط الوسط يحتاج لمزيد من المرونة والانسيابية. رأس الحربة فريد يحتاج لمزيد من المعاونة، إنه يبدو معزولاً كثيراً في الوقت الحالي».

ويرى باولو فينشيوس كويليو المحلل الخططي البرازيلي في شبكة ESPN أن الوسيلة المناسبة للتغلب على افتقاد الفريق للمرونة والانسيابية في وسط الملعب هي «لعب الكرة على الأرض وتهدئة إيقاع المباراة وتقليص مساحة اللعب القوي… الفريق يحتاج إلى مزيد من التفكير».

ويرى كويليو أيضاً أن اللاعبين يشعرون بالقلق من النظر إليهم كأوغاد إذا فشلوا في الفوز باللقب أمام جماهيرهم. وجاء على مقارنة وضع اللاعبين بوضع مواطنهم مواسير باربوسا حارس مرمى الفريق في بطولة كأس العالم 1950 التي أقيمت في البرازيل، والذي حملته الجماهير مسؤولية الهزيمة بهدفين لهدف أمام أوروغواي في المباراة الختامية للبطولة والتي كلفت الفريق اللقب بعدما كان بحاجة إلى التعادل فقط ليتوج بلقبه العالمي الأول. وأضاف: «اللاعبون يشعرون بالقلق من السير على نهج باربوسا. يجب أن يتغير هذا. المشكلة ليست في اللاعبين أنفسهم، يجب أن يتناقلوا الكرة على الأرض مثلما فعلوا في كأس القارات 2013 التي فازوا بلقبها».

نيمار يحضر في فورتاليزا

ورغم تأكيد سكولاري أن النجم نيمار لن يكون متاحاً للمشاركة أمام كولومبيا في القمة اللاتينية بداعي إصابته في الفخذ، إلا أن المتحدث الرسمي باسم الاتحاد البرازيلي أعلن أن صاحب الـ23 سنة استجاب للعلاج وتعافى من إصابته، ما يعني أنه سيقود الهجوم البرازيلي في الديربي اللاتيني.

وتعرض القائد البرازيلي لتلك الإصابة أثناء مشاركته أمام تشيلي التي حسمها السحرة بمساعدة ركلات الجزاء الترجيحية، وعلى الفور أثار «سكولاري» الشكوك حول مشاركة هداف فريقه بحجة تورم فخذه الأيمن.

وعلق رودريغو بايفا للصحافيين: «إنها ليست الإصابة التي ستعيق نيمار عن اللعب، هو يخضع الآن لعلاج لتقوية ركبته اليمنى وعلاج آخر لإنهاء مشكلة أوتار الركبة اليسرى، هذا العلاج قد يُقلل تواجده في التدريبات، لكنه لا يُهدد مشاركته في اللقاء مع كولومبيا».

والخبر السار الثاني لعشاق السيليساو، يكمن في تعافي مدافع تشيلسي السابق «دافيد لويز» من إصابته التي ألمت به في مباراة تشيلي، حيث أكد بايفا أن شريك تياغو سيلفا في الخط الخلفي، سيشارك منذ البداية في القمة اللاتينية، لكن زميله في غرب لندن «أوسكار»، فلا يزال يُسابق الزمن للتعافي من إصابته في الساق قبل مواجهة رفاق جيمس رودريغيز المتألق.

فرنسا في مواجهة الشبح الألماني

في اللقاء الثاني الذي يجمع بين الديوك الفرنسية والماكينات الألمانية يخشى الفرنسيون الشبح الذي رمى بهم خارج المونديال عامي 1982 و1986، وتطلعت وسائل الإعلام الفرنسية للمواجهة المرتقبة أمام المانشافت في ربع النهائي، إذ أشارت صحيفة «لا ديبيش» إلى أن المنتخب الأزرق سيكون على أتم استعداد لمواجهة «عدوه اللدود» في ريو دي جينيرو.

وتساءلت الصحيفة: «وماذا بعد؟»، مشيرةً إلى أن «أشباح 1982 و1986 ستعود إلى الأذهان» عندما تغلب الألمان على الفرنسيين في الدور قبل النهائي للمونديالين المتتاليين.

وأكدت «لو باريزيان» أن مواجهة دور الثمانية المقبلة «تعيد ذكريات أليمة على الكرة الفرنسية. من بين هذه الذكريات مواجهة إشبيلية، عندما قاد حارس المرمى المرعب هارالد توني شوماخر المانشافت ليسحقوا الفرنسيين».

وتطلعت صحيفة «سودأويست» إلى ما وصفته بأنه سيكون لقاءً رائعاً في دور الثمانية على أرضية ملعب ماراكانا العريق. وكتبت الصحيفة تقول إن الفرنسيين شقوا طريقهم نحو لقاءٍ رائع في ربع النهائي بعدما تغلبوا بصعوبة على نيجيريا. وأضافت: «الخصم التالي لفرنسا واجه مشكلات أكبر في مباراته واحتاج إلى لعب وقت إضافي من أجل التغلب على الجزائريين الرائعين».

وكتبت «أو غلوبو» على موقعها الإلكتروني: «الشبح بات منظوراً: فرنسا ستقصي المانشافت، وها هم جلادو البرازيل ثلاث مرات في كأس العالم، قد يلتقون مجدداً مع السيليساو إذا وصلوا إلى نصف النهائي».

وكان «الديوك» قد تفوقوا على البرازيليين ثلاث مرات من أصل أربع مواجهات جمعتهما في كأس العالم. وكان الاتحاد الفرنسي حدد الوصول إلى ربع النهائي هدفاً لديدييه ديشان ولاعبيه، وهذا ما أنجز على أكمل وجه وبأروع الأساليب.

فمن خلال كم كبير من الأهداف وأداء استعراضي وعناصر شابة واعدة وأخيراً قيادة متمكنة للفريق مع ديشان، ها هم «الديوك» يصالحون الفرنسيين بتشكيلتهم.

ويبدو كل شيء ممكناً بالنسبة إلى الديوك عشية مواجهتهم التاريخية مع المانشافت. وتقود الفريق طاقة جماعية هائلة ويمتلك كل ما يلزم لطرد أشباح إشبيلية، حيث دخل نصف نهائي مونديال 1982 في السجلات الكروية الخالدة فازت ألمانيا على فرنسا بضربات الترجيح 5-4 ، بعد تعادل في الوقتين الأصلي والإضافي بثلاثة أهداف .

وأمام فرنسا اليوم فرصة فريدة لتحقيق الإنجاز، خصوصا بعد معاناة المنتخب الألماني أمام الجزائر التي من دون شك سيستغلها ديشان للاستفادة تكتيكيا من عيوب خصمه الكبير.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى