كل الطرق تمرّ من موسكو
محمد محفوض
شيئاً فشيئاً عادت شعلة الاجتماعات الدولية حول سورية لتخبو من جديد مع تصريحات وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن اجتماع نيويورك حول سورية لم يُحسم بشكل نهائي بعد أن كان قد أعلن الوزير الأميركي يوم الثامن عشر من الشهر الحالي موعداً للاجتماع.
إعلان فتريُّث فإعلان وزارة الخارجية الروسية أنها تدرس طلباً من وزير الخارجية الأميركي جون كيري لزيارة موسكو هذا الأسبوع، ليتم الإعلان أخيراً عن لقاء سيجمع كيري بنظيره الروسي سيرغي لافروف والرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الثلاثاء المقبل في موسكو.
من جهتها أكدت وزارة الخارجية الأميركية أن كيري سيجري محادثات الأسبوع المقبل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والوزير لافروف حول سورية وأوكرانيا.
يبدو إنقاذ اجتماع نيويورك حول سورية هماً أميركياً حقيقياً فواشنطن تريد الاطمئنان أن كل شيء قد وضع على السكة قبل نهاية العام من أوكرانيا مروراً باليمن ووصولاً إلى سورية، من أجل التفرغ للانتخابات المقبلة والانسحاب من أفغانستان أوائل العام المقبل.
تستعجل الولايات المتحدة في سورية العمل على إيجاد هيكل سياسي لتسميه معارضة سورية وتدفعه للحوار أمام وفد الحكومة أما في اليمن، وبحسب صحيفة الأخبار اللبنانية، دوائر القرار في واشنطن أبلغت وليّ وليّ العهد السعودي، محمد بن سلمان، أن المهل التي أعطيت له قد انتهت وأبدت هذه الدوائر انزعاجها من الإهانة التي تعرّضت لها الترسانة العسكرية الأميركية على يد الجيش اليمني.
على الطرف الآخر تبدو موسكو وطهران غير مستعجلتين، فالميدان السوري يسير في مصلحتهما وسيطرة الجيش السوري الكاملة على الريف الجنوبي لحلب تقف بوجهها خان طومان والزربة فقط.
طهران أعلنت على لسان مساعد وزير خارجيتها للشؤون العربية والإفريقية، حسين أمير عبد اللهيان، إن جماعات إرهابية مرتبطة بـ»داعش»، شاركت في مؤتمر الرياض للمعارضة السورية، مؤكداً أن المؤتمر «لا يحظى بتأييد إيران».
كذلك إشراك أحرار الشام وجيش الإسلام في المؤتمر أثار استياء موسكو في خطوة واضحة لإعطاء الشرعية لهما، فيما تصرّ روسيا على وضع الفصيلين في قائمة الإرهاب، ما دفع بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين للإعلان عن التنسيق القائم مع الجيش الحر في الحرب على داعش الأمر الذي فسر على أن روسيا لن تقبل بالاعتراف سوى بالجيش الحر بانتظار أن يُحسم أمر تصنيف المعارضة في أروقة المتحدة وليس في الرياض.
تأجيل اجتماع نيويورك سيبدو مرجحاً إلا إذا تحوّل إلى اجتماع لتكليف دي ميستورا مجدداً بوضع لوائح المعارضة والإرهاب. وفي كل الأحوال إما أن يكون الطريق السياسي معبداً بشروط روسية أو أن يتولى الجيش السوري وحلفاؤه هذا الأمر مع مرور الوقت.