السيسي: ليتعال الجميع عن حساباتهم الخاصّة وينقذوا لبنان

اختتم البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي زيارته الرعوية والرسمية لمصر، بلقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي أمل خلال اللقاء أن «يدرك اللبنانيون قيمة وطنهم الذي يعتبر جوهرة في الشرق، ويشكل مع مصر دعامة مشتركة ومتبادلة»، مبدياً حرصه الشديد «على لبنان وعلى ضرورة أن يجد طريقه إلى الاستقرار السياسي». وقال: «لبنان يستحق التضحية من أجله وأن يتعالى الجميع عن حساباتهم الخاصة لإنقاذه».

وشدّد السيسي على «أهمية الحوار بين كلّ مكونات الوطن»، مؤكداً أنه «لن يألو جهداً لمساعدة لبنان للخروج من أزماته».

وأكد أنّ «الشرق في حاجة إلى النموذج اللبناني وإلى دور لبنان الذي لن يستعيده إلا بوحدة أبنائه وتضامنهم، ونحن متمسكون بهذا البلد العزيز».

وكان البطريرك الماروني التقى شيخ الأزهر الإمام أحمد الطيب. كما ترأس قداس افتتاح سنة الرحمة وفتح الباب المقدس وتبريك ذخائر القديسين في كاتدرائية القديس يوسف في الظاهر في القاهرة.

ورأى في عظة ألقاها خلال القداس أنه «لا يحقّ بأي وجه لحكام الدول أن يستعملوا السلطة السياسية للسيطرة الاستبدادية على الشعب، وإهمال واجبهم الأساسي الذي هو تأمين الخير العام، بتوفير كلّ الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والإنمائية والثقافية التي تؤمن للمواطنين حقوقهم الأساسية وعيشهم الكريم».

وقال: «إننا نشكر الله معكم ونصلي كي يتمكن السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي من إكمال سلسلة المشاريع الإنمائية الكبيرة التي بدأها مثل: توسيع قناة السويس، وشبكة الطرقات والجسور، ومشروع الأنفاق في بور سعيد، وإطلاق مشروع العاصمة الجديدة. هذه كلها وسواها تحيي مرافق الدولة، وتوفر مئات آلاف فرص عمل للمواطنين، وتحرك الاقتصاد والإنتاج».

وفي الشأن اللبناني، دعا الراعي القوى السياسية إلى «الدخول في الباب المقدس، ليلجأوا إلى قلب الرحمة الإلهية، ويملأوا قلوبهم من مشاعر الرحمة والشعور مع المواطنين في معاناتهم الاقتصادية والمعيشية والأمنية التي تتفاقم من جراء تعطيل عمل المؤسسات الدستورية، وانتشار الفساد، ونهب مال الدولة، وتعاظم الدين العام، بسبب غياب الرأس في البلاد».

ودعا تلك القوى إلى «أخذ المبادرة الجدية بشأن انتخاب رئيس للجمهورية بالجدية التي تستحقها، والتحلي بالتجرد والشجاعة على اللقاء وكشف الأوراق والتشاور واتخاذ القرار الوطني الشامل، والتوجه إلى المجلس النيابي بروح المسؤولية لإجراء عملية الانتخاب وفقاً للدستور»، آملاً أن «تكون الكتل السياسية والنيابية على مستوى انتظارات الشعب اللبناني والتحديات، فيهدونه رئيساً يكون هديتهم الميلادية المشرفة. وهكذا يواصل لبنان، بأفضل ما يمكن، مسيرة العيش معاً بالمساواة في الحقوق والواجبات بين المسيحيين والمسلمين، وفي المشاركة بالمناصفة في الحكم والإدارة عبر حوار الحياة والثقافة والمصير المشترك».

وأضاف: «نصلي أيضاً لكي يدخل حكام الدول باب رحمة الله، ويتحننوا على الشعوب التي تعيش تحت أزيز الرصاص والقنابل والقصف وويلات الحروب في فلسطين والعراق وسورية واليمن، وأولئك المشردين على الطرقات وبوابات الدول وحدودها، والنازحين والمهجرين والمحتجزين والمخطوفين. نصلي لكي تكون لدى الحكام المعنيين، في عالمنا العربي وفي الغرب، شجاعة أبطال السلام، فيوقفوا الحروب في بلداننا، ويرسوا قواعد السلام العادل والشامل والدائم، ويعملوا بجدية على إعادة الجميع إلى أوطانهم وممتلكاتهم، ويعيدوا بناء مدنهم».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى