مشاورات جنيف 2 وسط تقدّم ملحوظ للجيش اليمني
ناديا شحادة
تسود حالة من الترقب في المشهد اليمني على المستويين الأمني والسياسي مع دخول مرحلة وقف إطلاق النار حيز التنفيذ التي أعلن عنها عبد ربه منصور هادي في 8 كانون الأول برسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون طالب التحالف العربي بوقف إطلاق النار خلال أسبوع مفاوضات جنيف2، فبعد أكثر من 200 يوم حرب عادت السياسة في اليمن إلى المواجهة من جديد بعد فشل مفاوضات جنيف1 التي انطلقت من منتصف حزيران وتعثّرت مرات عدة نجحت الأمم المتحدة في الزج بـ «جنيف 2» التي ستبدأ اليوم الثلاثاء.
جنيف 2 التي ستجمع الأطراف السياسية اليمنية غداً تأتي ضمن وضع ميداني هذه المرة يختلف كثيراً عما كان عليه في السابق، فأقدام أنصار الله أصبحت أكثر ثباتاً واستطاعت فرض سيطرتها على محافظات يمنية عدة ونجحت في استعادة بعض المواقع التي خسرتها، حيث نشرت وكالة الصحافة الفرنسية تقريراً في 8 تشرين الثاني أكدت فيه تقدم قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية في الجنوب. ونجحت في استعادة بعض المواقع التي خسرتها، حيث باتت تتمركز في جبل اليأس المطلّ على قاعدة العند الجوية في محافظة لحج كما سيطرت على مدينة دمت، ثاني اكبر مدينة في محافظة الضالع ومدينة ذباب مقر اللواء 117 القريبة من باب المندب التي سقطت في يد قوى العدوان السعودي.
فاللجان الشعبية والجيش اليمني وجماعة أنصار الله أثبتوا صمودهم في وجه قوى التحالف العدوان السعودي وواصلوا تقدمهم واستدرجوا الحلف العربي لمستنقع لم يعد ممكناً إطالة أمده، فمنذ مشاركة دول خليجية في غارات عاصفة الحزم في اليمن التي بدأت قبل تسعة أشهر تقريباً تغيّرت معادلات سياسية وعسكرية كثيرة، وبدأ المشهد اليمني يتغير بصورة متسارعة وعلى عكس ما كانت تتوقعه دول التحالف العربي بقيادة المملكة السعودية، مما جعل الخبراء العسكريين يؤكدون أن أجواء الميدان اليمني التي تسبق محادثات جنيف 2 إيجابية وتختلف عن المفاوضات السابقة وتصبّ في مصلحة اللجان الشعبية والجيش اليمني.
فعشية لقاء سويسرا بين الأطراف اليمنية المتحاربة تلك المحادثات التي سيترتب عليه مستقبل اليمن، يؤكد الخبراء أن السعودية التي باتت تدرك أنها كلما أطالت أمد الحرب زادت المعالجات والحلول تعقيداً فما كان بالأمس ممكناً أصبح اليوم أكثر صعوبة وقد يكون مستحيلاً غداً مع الانتصارات التي يحققها الجيش اليمني واللجان الشعبية وجماعة أنصار الله التي أصحبت الاستحقاقات بالنسبة لهم مضاعفة ولا يمكنهم التراجع في منتصف الطريق، وتؤكد على أنه مع أي حوار سياسي جادّ يكون هدفه تحقيق الأمن والاستقرار والتعايش المشترك في اليمن، وهذا ما أكد عليه المتحدث باسم الجماعة محمد عبد السلام في 12 كانون الأول، مضيفاً أن الحوار اليمني – اليمني ليس معقداً إنما المشكلة تكمن في التدخلات الخارجية التي تقوم بها أطراف أعلنت الحرب على اليمن.
فالسعودية التي أكد وزير خارجيتها في 12 تشرين الثاني ضرورة التوصل لحل سلمي بين الأطراف اليمنية، مضيفاً نأمل أن تكلل المباحثات التي ستجري بين الأطراف اليمنية المختلفة بالنجاح وتحقيق الأمن والسلام لليمن، هل أدركت أن اليمن كانت وستظل مقبرة للغزاة مثلما قال الملك عبد العزيز آل سعود مؤسس المملكة في وصيته لأبنائه وأحفاده؟ وهل أدركت أن الحل الوحيد للازمة اليمنية التي كانت هي السبب الأول في تعقيد المشهد اليمني هو الحل السياسي والحوار والعودة لطاولة المفاوضات التي بدأت تسير فيها مؤخراً، لتكون المملكة بذلك أرسلت رسالة ايجابية للجمهورية الإسلامية الإيرانية التي طالبت منذ بدء الحملة العسكرية بوقفها والعودة إلى طاولة المفاوضات وكان آخرها التصريح الذي طالب فيه مساعد وزير الخارجية للشؤون العربية والأفريقية حسين أمير عبد اللهيان في 3 تشرين الثاني بوقف الهجمات العسكرية التي يشنها النظام السعودي على اليمن، مؤكداً على ضرورة استئناف الحوار بين الأطراف اليمنية؟